آيات من القرآن الكريم

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ

من سورة المائدة
ومن قوله تبارك وتعالى: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ... (١)
يعني: بالعهود. [والعقود] «١» والعهود واحد.
وقوله: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ وهي بقر الوحش والظباء والْحُمُر الوحشيَّة.
وقوله: إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي موضع نصب بالاستثناء، ويَجوز الرفع، كما يَجوز: قام القوم إِلا زيدًا وَإِلا زيد. والمعنى فِيهِ: إِلا ما نبينه لكم من تَحريمِ ما يَحْرُم وأنتم مُحرمون، أو فِي الحرم. فذلك قوله غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ يقول: أحلّت لكم هَذِه غير مستحلّين للصيد وَأَنْتُمْ حُرُمٌ. ومثله إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ «٢» وهو «٣» بمنزلة قولك (فِي قولك) «٤» أحلّ لك هَذَا الشيء لا مفرطًا فِيهِ ولا متعدّيًا.
فإذا جعلت (غير) مكان (لا) صار النصبُ الَّذِي بعد لا فِي غير. ولو كَانَ (محلِّين الصيد) نصبت كما قَالَ الله جل وعز وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ وَفِي قراءة عبد الله (ولا آمِّي البيتِ الحرام).
إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ: يقضى ما يشاء.
وقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ... (٢)
كانت عَامَّةُ العرب لا يرونَ الصفا والمروة من الشعائر «٥»، ولا يطوفونَ بينهما، فأنزلَ الله تبارك وتعالى: لا تستحلّوا ترك ذلك.

(١) زيادة يقتضيها السياق خلت منها ش، ج.
(٢) آية ٥٣ سورة الأحزاب.
(٣) كذا فى ش بحرف العطف. وفى ج: «هو» دون حرف العطف.
(٤) كذا. والأسوغ حذف ما بين القوسين.
(٥) كذا فى ش. وفى ج «شعائر».

صفحة رقم 298

وقوله: وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ: ولا القتال فِي الشهر الحرام.
وَلَا الْهَدْيَ وهو هَدْيُ المشركين: أن تعرضوا لَهُ ولا أن تخيفوا من قلّد بعيره. وكانت العرب إِذَا أرادت أن تُسافرَ فِي غير أشهر «١» الحُرُم قلّد أحدُهم بعيره، فيأمن بذلك، فقال: لا تخيفوا من قلّد. وَكَانَ أهلُ مكة يقلِّدونَ بلِحَاء «٢» الشجر، وسائر العرب يقلدون بالوَبَر والشعر.
وقوله: وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ يقول: ولا تَمْنَعُوا مَنْ أَمّ البيت الحرام أو أراده من المشركين. ثُمَّ نَسَخَتْ هَذِه «٣» الآية التي فِي التوبة فَاقْتُلُوا «٤» الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ إلى آخر الآية.
وقوله: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ قرأها يَحْيَى بن وثَّاب والاعمش: ولا يُجْرِمنَّكم، من أجرمت، وكلام «٥» العرب وقراءة القراء يَجْرِمَنَّكُمْ بفتح الياء. جاء التفسير: ولا يحملنَّكم بغض قوم. قَالَ الفراء: وسمعتُ العرب تَقُولُ:
فُلان جَرِيمة أهله، يريدونَ: كاسب لأهله، وخرج يجرمهم: يكسب لَهُم. والمعنى فيها متقارب: لا يكسبنَّكم بغضُ قوم أن تفعلوا شرًّا. ف (أن) فى موضع تصب.
فإذا جعلت «٦» فِي (أن) (عَلَى) ذهبتَ إلى معنى: لا يحملنَّكم بغضهم عَلَى كذا وكذا، عَلَى أن لا تعدلوا، فيصلح طرح (عَلَى) كما تَقُولُ: حملتني أن أسألَ وَعَلَى أن أسأل.

(١) كذا. والكوفيون يجيزون إضافة الموصوف للوصف.
(٢) لحاء الشجر: قشره.
(٣) كذا فى ج. وفى ش: «هى». [.....]
(٤) آية ٥.
(٥) فى اللسان (جرم) :«وقال أبو إسحق: يقال: أجرمنى كذا وجرمنى. وجرمت وأجرمت بمعنى واحد. وقيل فى قوله تعالى: (لا يَجْرِمَنَّكُمْ) : لا يدخلنكم فى الجرم كما يقال: آثمته أي أدخلته فى الإثم» وأبو إسحق هو الزجاج، وهو بصرى. فقول القرطبي: «ولا يعرف البصريون الضم» موضع نظر.
(٦) أي إذا قدّرت حرف الجرّ المحذوف الداخل على (أن) هو (على).

صفحة رقم 299

وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ وقد ثقّل «١» الشنآن بعضهم «٢»، وأكثر القُراء عَلَى تَخفيفه «٣».
وقد رُوي تَخفيفه وتثقيله عَن الاعمش وهو: لا يحملنكم بغض قومٍ، فالوجه إِذَا كَانَ مصدرًا أن يثقل، وَإِذَا أردت بِهِ بغيض قوم قلت: شنآن.
وأَنْ صَدُّوكُمْ فِي موضع نصب لصلاح «٤» الخافض فيها. ولو كسرت «٥» عَلَى معنى الجزاء لكان صوابًا. وَفِي حرف عبد الله إِنْ يَصدُّوكم فإن كسرت جعلت الفعل مستقبلا، وإن فتحت جعلته ماضيًا. وإن جعلته جزاء بالكسر صلح ذَلِكَ كقوله»
أَفَنَضْرِبُ «٧» عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ وَإِن، تفتح وتكسر. وكذلك أَوْلِياءَ «٨» إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ تكسر. ولو فتحت لكان صوابًا، وقوله باخِعٌ «٩» نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ [فِيهِ] «١٠» الفتح والكسر. وأما قوله بَلِ «١١» اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ ف (أَنْ) مفتوحة لأن معناها ماضٍ كأنك قلت:
منّ عليكم أن هداكم. فلو نويت الاستقبال جاز الكسرُ فيها. والفتح الوجه «١٢» لمضي أوّل الفعلين. فإذا قلت: أكرمتك أن أتيتني، لَمْ يَجز كسر أن لأنّ الفعل ماضٍ.
وقوله: وَتَعاوَنُوا هُوَ فِي موضع جزم. لأنها أمر، وليست بمعطوفة على تَعْتَدُوا.

(١) كذا فى ج. وفى ش: «تقول» وهو تحريف. وتثقيل الشنآن تحريك نونه بالفتح، وتخفيفه: تسكينها.
(٢) من هؤلاء أبو عمرو والكسائىّ وابن كثير وحمزة وحفص.
(٣) وهى قراءة ابن عامر وأبى بكر.
(٤) كذا فى ج. وفى ش: «لصالح».
(٥) وهى قراءة ابن كثير وأبى عمرو.
(٦) كذا فى ج. وفى ش: «قوله».
(٧) آية ٦ سورة الزخرف. والكسر قراءة نافع وحمزة والكسائىّ وأبى جعفر وخلف. ووافقهم الحسن والأعمش. والباقون بالفتح، كما فى الإتحاف.
(٨) آية ٢٣ سورة التوبة.
(٩) آية ٣ سورة الشعراء.
(١٠) زيادة يقتضيها المقام.
(١١) آية ١٧ سورة الحجرات. [.....]
(١٢) فى ش، ج: «والوجه».

صفحة رقم 300

وقوله: وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ... (٣)
ما فِي موضع رفع بِما لَمْ يسم فاعله.
وَالْمُنْخَنِقَةُ: ما اختنقت فماتت ولم تدرك.
وَالْمَوْقُوذَةُ: المضروبة حتى تموت ولم تذكّ.
وَالْمُتَرَدِّيَةُ: ما تردّى من فوق جبل أو بئر «١»، فلم تدرك ذكاته.
وَالنَّطِيحَةُ: ما نُطِحت حَتَّى تَموت. كل ذَلِكَ محرّم إِذَا لَمْ تُدرك ذكاته.
وقوله: إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ نصب ورفع.
وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ: ذبح للأوثان. و (ما ذبح) فِي موضع رفع «٢» لا غير.
وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا رفع بِما لَمْ يسم فاعله. والاستقسام: أنّ سهامًا كانت تكون فِي الكعبة، فِي بعضها: أمرني ربي، (وَفِي موضعها: نهاني ربي «٣» ) فكان أحدهم إِذَا أراد سفرًا أخرج سهمين فأجالهما، فإن خرج الَّذِي فِيهِ (أمرني ربي) خرج. وإن خرج الَّذِي فِيهِ (نهاني ربي) قعد وأمسكَ عَن الخروج.
قَالَ الله تبارك وتعالى: ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ والكلام منقطع عند الفسق، والْيَوْمَ منصوب ب (يئس) لا بالفسق.
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ نصب (اليوم) ب (أُحِلّ).
وقوله: غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ مثل قوله غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ يقول: غير معتمد لاثم. نصبت (غير) لأنها حال ل (مَنْ)، وهي خارجة من الاسم الذي فى (اضطرّ).

(١) كذا فى ش، ج. والمناسب: «فى بئر».
(٢) أي بالعطف على «الميتة».
(٣) سقط ما بين القوسين فى ج. وقوله: «فى موضعها» كذا. والمناسب: فى بعضها.

صفحة رقم 301
معاني القرآن للفراء
عرض الكتاب
المؤلف
أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء
تحقيق
أحمد يوسف نجاتي
الناشر
دار المصرية للتأليف والترجمة - مصر
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية