
وبعضهم يقول: «شَنَآنُ قَوْمٍ» تقديره «أبان»، ولا يهمزه، وهو مصدر شنيت، وله موضع آخر معناه: شنئت حقك أقررت به وأخرجته من عندى كما قال العجّاج:
زلّ بنو العوّام عن آل الحكم | وشنئوا الملك لملك ذى قدم «١» |
ولو كان فى دين سوى ذا شنئتم | لنا حقّنا أو غصّ بالماء شاربه «٢» |
(٢) ديوانه ٥٦- والكامل ٣٧١ والأغانى ٢/ ٦ والصحاح واللسان والتاج (شنأ).
(٣) ابن الرعلاء: أحد بنى عمرو بن مازن، شاعر جاهلى غسانى اسمه عدى. وانظر ترجمته فى معجم المرزباني ٢٥٢ والسمط ٥٨ الخزانة ٤/ ١٨٨.

ليس من مات فاستراح بميت | إنما الميت ميّت الأحياء «١» |
إنما الميت من يعيش ذليلا | سيّئا باله قليل الرّجاء |
والكوتى من الخيل والحمير: القصار. قال: فلا أدرى أيكون فى الناس أم لا قال: ولا أدرى الرّعلاء أبوه أو أمّه.
«وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ» (٣) مجازه: وما أهلّ به لغير الله، ومعناه:
وما ذكر غير اسم الله عليه إذا ذبح أو نحر، وهى من استهلال الكلام، قال
(٢) ما قاله أبو عبيدة من أن اسمه كوتى لم أقف عليه فى غير التاج (كوت) حيث قال.
الكوتى كرومى أهمله الجوهري، وقال أبو عبيدة: هو الرجل القصير، والثاء لغة فيه، ولكنى رأيت فى الهامش من نسخة الصحاح زيادة الدميم بعد القصير، وزاد فى التكملة:
الكوتى بن الرعلاء بالفتح ممدودا. وقال فى مادة «كوث» : والكوثى القصير كالكوثى من التهذيب، وكوثى ابن الرعلاء شاعر.

رجل، وخاصم إلى النبىّ صلّى الله عليه وسلم فى الجنين: «أرايت من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهلّ، أليس مثل ذلكم يطلّ». «١» ومنه قولهم:
أهلّ بالحجّ أي تكلّم به، وأظهره من فيه.
وقال ابن أحمر:
يهلّ بالفرقد ركبانها | كما يهلّ الرّاكب المعتمر «٢» |
ما ذبح لغيره، كقول ابن هرمة:
كم ناقة قد وجأت لبّتها | بمستهلّ الشّؤبوب أو جمل «٣» |
(٢) فى الجمهرة ٢/ ٣٨٧ والطبري ٦/ ٣٨ والقرطبي ٢/ ٢٢٤ واللسان (هلل).
وذكره ابن دريد على أنه من إنشاد أبى عبيدة، وأنه فسر المعتمر الذي فى بيت ابن أحمر، بالمعتم. [.....]
(٣) فى ذيل السمط ٥٢. - اللبة: اللهزمة التي فوق الصدر، وفيها تنحر الإبل، والشئبوب الدفعة من المطر وغيره (اللسان).

«وَالْمُنْخَنِقَةُ» (٣) : التي انخنقت فى خناقها حتى ماتت.
«وَالْمَوْقُوذَةُ» (٣) : التي تضرب حتى توقذ فتموت منه أو ترمى يقال:
رماه بحجر، فوقذه يقذه وقذا ووقوذا.
«وَالْمُتَرَدِّيَةُ» (٣) : التي تردّت فوقعت فى بئر أو وقعت من جبل أو حائط أو نحو ذلك فماتت.
«وَالنَّطِيحَةُ» (٣) : مجازها مجاز المنطوحة حتى ماتت.
«وَما أَكَلَ السَّبُعُ» (٣) وهو الذي يصيده السّبع فيأكل منه ويبقى بعضه ولم يذكّ، وإنما هو فريسة.
«إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ» (٣) : وذكاته أن تقطع أوداجه أو تنهر دمه وتذكر اسم الله عليه إذا ذبحته، كقوله:
نعم هو ذكّاها وأنت أضعتها | وألهاك عنها خرفة وفطيم «١» |

«وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ» (٣) وهو واحد الأنصاب، «١» وكان أبو عمرو يقول: نصب بفتح أوله ويسكن الحرف الثاني منه.
والأنصاب: الحجارة التي كانوا يعبدونها، وأنصاب الحرم أعلامه.
«وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ» (٣) وهو من استفعلت من قسمت أمرى، بأن أجيل القداح لتقسم لى أمرى: أأسافر أم أقيم أم أغزو أو لا أغزو ونحو ذلك فتكون هى التي تأمرنى وتنهانى ولكلّ ذلك قدح معروف «٢» وقال:
ولم أقسم فتر بثني القسوم «٣»
(٢) «وأن تستقسم... معروف» : قال البخاري: والاستقسام أن يجيل القداح فإن نهته انتهى وإن أمرته فعل ما تأمره. وقال ابن حجر:
قال أبو عبيدة الاستقسام من قسمت | القسوم (فتح الباري ٨/ ٢٠٨). |