آيات من القرآن الكريم

وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ
ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ ﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ

وَلِيَقُولُوا متعلق بمحذوف تقديره: ليقولوا صرفنا الآيات دَرَسْتَ بإسكان السين وفتح التاء درست العلم وقرأته [وهي قراءة الكوفة والمدينة]، ودارست «١» بالألف أي دارست العلم وتعلمت منه، ودرست بفتح السين وإسكان التاء بمعنى قدمت هذه الآيات ودبرت وَلِنُبَيِّنَهُ الضمير للآيات وجاء مذكرا لأن المراد بها القرآن وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ
إن كان معناه: أعرض عما يدعونك إليه أو عن مجادلتهم فهو محكم، وإن كان عن قتالهم وعقابهم فهو منسوخ. وكذلك ما أنا عليكم بحفيظ وبوكيل وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أي لا تسبوا آلهتهم فيكون ذلك سببا لأن يسبوا الله، واستدل المالكية بهذا على سدّ الذرائع قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ أي هي بيد الله لا بيدي وَما يُشْعِرُكُمْ أي ما يدريكم، وهو من الشعور بالشيء، وما نافية أو استفهامية أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ من قرأ بفتح أنها فهو معمول يشعركم: أي ما يدريكم أن الآيات إذا جاءتهم لا يؤمنون بها، نحن نعلم ذلك وأنتم لا تعلمونه وقيل: لا زائدة، والمعنى ما يشعركم أنهم يؤمنون، وقيل:
أن هنا بمعنى لعل فمن قرأ بالكسر فهي استئناف إخبار وتم الكلام في قوله: وما يشعركم أي ما يشعركم ما يكون منهم فعلى القراءة بالكسر يوقف على ما يشعركم. وأما على القراءة بالفتح فإن كانت مصدرية لم يوقف عليه لأنه عامل فيها، وإن كانت بمعنى لعل فأجاز بعض الناس الوقف. ومنعه شيخنا أبو جعفر بن الزبير، لما في لعل من معنى التعليل وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ أي نطبع عليها ونصدها عن الفهم فلا يفهمون كَما لَمْ يُؤْمِنُوا الكاف للتعليل أي: نطبع على أفئدتهم وأبصارهم عقوبة لهم على أنهم لا يؤمنون به أول مرة، ويحتمل أن تكون للتشبيه، أن نطبع عليها إذا رأوا الآيات مثل طبعنا عليها أول مرة.
وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ الآية: رد عليهم في قسمهم أنهم لو جاءتهم آية ليؤمننّ بها أي: لو أعطيناهم هذه الآيات التي اقترحوها، وكل آية لم يؤمنوا إلا أن يشاء الله قُبُلًا بكسر القاف وفتح الباء «٢» أي معاينة فنصبه على الحال، وقرئ بضمتين «٣»، ومعناه مواجهة: كقوله قُدَّ مِنْ قُبُلٍ [يوسف: ٢٦]، وقيل: هو جمع قبيل بمعنى كفيل، أي

(١). دارست: قراءة أبو عمرو وابن كثير ودرست: قراءة ابن عامر.
(٢). قراءة نافع وابن عامر.
(٣). وهي قراءة الباقين.

صفحة رقم 272

كفلاء بتصديق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا الآية: تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم بالتأسي بغيره شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ أي المتمردين من الصنفين، ونصب شياطين على البدل من عدوا، إذ هو بمعنى الجمع أو مفعول أول، وعدوا مفعول ثان يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ أي يوسوس ويلقي الشر زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ما يزينه من القول وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ الضمير عائد على وحيهم، أو على عداوة الكفار فَذَرْهُمْ وعيد وَما يَفْتَرُونَ ما في موضع نصب على أنها مفعول معه أو عطف على الضمير وَلِتَصْغى أي تميل وهو متعلق بمحذوف واللام لام الصيرورة إِلَيْهِ الضمير لوحيهم وَلِيَقْتَرِفُوا يكتسبوا أَفَغَيْرَ اللَّهِ معمول لقول محذوف أي: قل لهم وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ أي صحت «١» والكلمات ما نزل على عباده من كتبه صِدْقاً وَعَدْلًا أي صدقا فيما أخبر وعدلا فيما حكم فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ القصد بهذا الأمر إباحة ما ذكر اسم الله عليه، والنهي عما ذبح للنصب وغيرها، وعن الميتة وهذا النهي يقتضيه دليل الخطاب من الأمر، ثم صرح به في قوله الآتي: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وقد استدل بذلك من أوجب التسمية على الذبيحة، وإنما جاء الكلام في سياق تحريم الميتة وغيرها، فإن حملناه على ذلك لم يكن فيه دليل على وجوب التسمية في ذبائح المسلمين، وإن حملناه على عمومه كان فيه دليل على ذلك، وقال عطاء: وهذه الآية أمر بذكر الله على الذبح والأكل والشرب وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا المعنى أي غرض لكم في ترك الأكل، مما ذكر اسم الله عليه، وقد بين لكم الحلال من الحرام إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ استثناء بما حرم وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ لفظ يعم أنواع المعاصي: لأن جميعها إما باطن وإما ظاهر وقيل:

(١). كلمت: قراءة عاصم وحمزة والكسائي وقرأ الباقون كلمات بالجمع.

صفحة رقم 273
التسهيل لعلوم التنزيل
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي
تحقيق
عبد الله الخالدي
الناشر
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت
سنة النشر
1416
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية