
وقال الهذلىّ:
ولا تخنوا علىّ ولا تشطّوا | بقول الفخر إنّ الفخر حوب «١» |
«مِنَ النِّساءِ مَثْنى» (٣) أي ثنتين، ولا تنوين فيها، قال ابن عنمة الضّبى:
يباعون بالبعران مثنى وموحدا «٢»
وقال الشاعر:
ولكنما أهلى بواد أنيسه | ذئاب تبغّى الناس مثنى وموحدا «٣» |
(٢) : ابن عنمة: هو عبد الله بن عنمة الضبي من الشعراء المخضرمين، انظر الاشتقاق ١٢٣ والمؤتلف ٩٤ والخزانة ٣/ ٥٨٠.
(٣) : البيت لساعدة بن جؤية فى ديوان الهذليين ١/ ٢٧٧. وفى الكتاب ٢/ ١٥، والمذكر والمؤنث لأبى حاتم ١١٠ آوالزجاج ١/ ٥٧ ب، والاقتضاب ٤٦٧ والشنتمرى ٢/ ١٥، والقرطبي ٥/ ١٦ واللسان (بغى) والعيني ٤/ ٣٥٠.

قال النحويون: لا ينون «١» «مثنى» لأنه مصروف عن حدّه، والحدّ أن يقولوا: اثنين وكذلك ثلاث ورباع لا تنوين فيهما، لأنه «٢» ثلاث وأربع فى قول النحويين، قال صخر بن عمرو بن الشّريد السلمىّ:
ولقد قتلتكم ثناء وموحدا... وتركت مرّة مثل أمس المدبر «٣»
فأخرج اثنين على مخرج ثلاث، قال صخر الغىّ الهذلي:
منت لك أن تلاقينى المنايا... أحاد أحاد فى شهر حلال «٤»
وأربع. ثم أنشد شواهد لذلك ثم قال ولا تجاوز العرب «رباع» غير أن الكميت قال:
«فلم يستريثوك» البيت: انتهى.
(٢) «لأنه» : أي لأن الحد.
(٣) : صخر: هو أخو الخنساء، ترجمته مع ترجمتها فى مقدمة ديوانها والشعراء ١٩٧ والأغانى ١٣/ ١٣٩. - والبيت: فى الطبري ٤/ ١٥٩ والمذكر والمؤنث لأبى حاتم ١١٠ آوالأغانى ١٣/ ١٢٩ والعقد الفريد ٣/ ٣٢١ والاقتضاب ٢٧٠، ٤٦٦ والخزانة ٢/ ٤٧٤. صوب ابن السيد رواية البيت هذه كما أنشد عن أبى عبيدة ثم قال: والشعر لصخر... يقوله لبنى مرة بن سعد بن ذبيان.
(٤) صخر الغى الهذلي: أخباره فى الأغانى ٢٠/ ٢٠. - والبيت قد نسب فى الأصليين إلى صخر الغى الهذلي، ولم أجده فى أشعاره، وهو فى كلمة لعمرو ذى الكلب الهذلي فى ديوان الهذليين ٣/ ١١٧ وفى الجمهرة (٢/ ١٢٧) وفى الطبري ٤/ ١٥٩ واللسان (منى) من غير عزو.

منت لك، تقول: قدّرت لك، والمنايا: الأقدار، يقال: منت تمنى له منيا فأخرج الواحد مخرج ثناء وثلاث، ولا تجاوز العرب رباع، غير أن الكميت بن زيد الأسدىّ قال:
فلم يستريثوك حتى رميت فوق الرّجال خصالا عشارا «١» فجعل عشار على مخرج ثلاث ورباع.
«فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا» (٣) :«٢» مجازه: أيقنتم، قالت ليلى بنت الحماس:
قلت لكم خافوا بألف فارس | مقنّعين فى الحديد اليابس |
(٢) «فإن خفتم... إلخ» : قال أبو حاتم فى الأضداد (٨٨) : وكان أبو عبيدة يقول: خاف من الخوف ومن اليقين، وكان يقول: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا» يريد أيقنتم، ولا علم لى بهذا لأنه قرآن، فإنما نحكيه عن رب العالمين، ولا ندرى لعله ليس كما يظن.
(٣) قال: القائل هو أبو الحسن الأثرم.