آيات من القرآن الكريم

فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ

أحدهما: إلا.
والثاني: لما؛ أي: " لَمِمْمَا " اجتمع فيها ميمات طرحت الواحدة وأدغمت إحداهما في الأخرى.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وهو وعيد.
* * *
قوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٢) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (١١٣) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١١٥)
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا) وقال في موضع آخر: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) قَالَ بَعْضُهُمْ قوله: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ) الاستقامة هو التوحيد؛ أي: استقم عليه حتى تأتي به ربك؛ كقوله: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) على ذلك حتى أتوا على اللَّه به.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) بما تضمن قوله: (رَبُّنَا اللَّهُ) لأن قوله: (رَبُّنَا اللَّهُ) إقرار منه له بالربوبية، فيجعل في نفسه وجميع أموره الربوبية لله، والألوهية له، ويجعل في نفسه العبودية له؛ هذه هي الاستقامة التي ذكر، واللَّه أعلم، أن يجعل في نفسه وجميع أموره الربوبية لله، والألوهية له، ويأتي ما يجب أن يؤتى، وينتهي عما يجب أن ينتهي، ويتبع جميع أوامره ونواهيه، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَاسْتَقِمْ) لرسول اللَّه، يحتمل على تبليغ الرسالة إليهم.
وقوله: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) يخرج على وجهين:
أحدهما: استقم على ما أمرت ومن آمن معك -أيضًا- يستقيم على ما أمروا.
والثاني: يقول: امض إلى ما أمرت حرف (كَمَا) يخرج على هذين الوجهين اللذين ذكرناهما على ما أمرت، وإلى ما أمرت.

صفحة رقم 191
تأويلات أهل السنة
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي
تحقيق
مجدي محمد باسلوم
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت، لبنان
سنة النشر
1426
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية