آيات من القرآن الكريم

۞ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ

قوله: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١).
وهذا يدل عليه: (لَا تَبْدِيلَ لِكلِمَاتِ اللَّهِ).
وقوله (وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٥)
أي لا يحزنك إيَعادُهمْ وتكذيبهم وتظاهرهم عليكَ.
(إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ).
إن الغلبة للَّهِ فهو ناصِركَ وناصر دينه.
* * *
(أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (٦٦)
يفعل فيهم ما يشاء.
* * *
وقوله: (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٦٨)
(إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا).
المعنى ما عندكم من حجة بهذا.
* * *
(قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (٦٩)
هذا وقف التمام، وقوله:
(مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠)
مَرْفُوع على معنى ذلك متاع في الدنيا، ولو كانت نصباً لجَازَتْ، إِلا أنه
لا يقرأ بها لمخالفة المصحف.
* * *
وقوله: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (٧١)
(فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ).
ويقرأ.. فاجْمَعُوا أمرَكم وشُركاءَكُمْ.
زعم القراءُ أنَّ معناه: فاجْمَعُوا أمرَكم وادْعُوا شركاءكم.
وهذا غلط لأن الكلام لا فائدة فيه، لأنهم إن كانوا يدعون شركاءهم لأنْ يجمعوا أمرهم،

صفحة رقم 27

فالمعنى فأجمعوا أمركم مع شركائكم، كما تقول لو ترِكَتِ الناقَةُ وفصِيلَها
لَرَضعها، المعنى لو تُرِكَت مَعَ فصيلها لَرَضعَها.
ومن قرأ - " وشُرَكَاؤُكُمْ " جاز أن يعطف به على الواو، لأن المنصوب قد
قوَّى الكلام.
لو قلت لو تُرِكْتَ اليومَ وزيد لعلمت جاز، ولو قلت لو تركت
وزيدٌ لقبح، لأنك لا تعطف على الضمير المرفوع حتى تقوِّيَ المرفوع بلفظ
معه.
ومن قرأ.. " وشُركاءَكم " في قوله فاجْمَعُو أمركم - بوصل الألف.
فنصبه على ضربين:
أحدهما العطف على الأمر، المعنى فاجْمَعوا أمركم
واجمَعُوا شُركاءكم، ويكون فاجمعوا مع شركائكم أمْرَكُم.
(ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً).
أي ليكن أمركم ظاهراً منكشفاً، كما قال رؤبة:
بَلْ لَو شَهِدتَ النَّاسَ إذ تُكُمُّوا... بغمة لو لم تُفَرّجْ غُمُّوا
غُمُوا بالمكروه، بِغُمَّةٍ، أي ما يَسْتَرهم، واشتقاق ذَلكَ من الغَمَامَةِ التي
تستُر، ويجوز ثم لا يكن أمركم عليكم غُمَّةً أي غَمًّا.

صفحة رقم 28
معاني القرآن وإعرابه للزجاج
عرض الكتاب
المؤلف
أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، الزجاج
تحقيق
عبد الجليل عبده شلبي
الناشر
عالم الكتب - بيروت
سنة النشر
1408
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية