آيات من القرآن الكريم

۞ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نوحٍ) أي الخبر العظيم الشأن الذي اتصل بنوح - عليه السلام - ولم يبتدئ بقومه، بل ابتدأ به؛ لأنه الذي نزل به البلاء وكانت المحاربة بينه وبين قومه الذين عتوا وبغوا في الأرض وأصروا على عبادة الأوثان بإصرار.

صفحة رقم 3614

(يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ)
ناداهم نوح - عليه السلام - بما يقربه إليهم، وهو أنهم قومه الذي نشأ بينهم وتربى فيهم وكان الأولى بهم أن يستجيبوا له بدل أن يناوئوه ويكونوا حربا عليه، (إِن كَانَ كبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي) مؤيَّدا من اللَّه، والمقام هو مقام الرسالة الذي كرمه اللَّه تعالى به، وعظم عن أن تدرك عقولهم تذكيره بآيات اللَّه - فإنه بهم لَا يبالي فقد توكل على اللَّه تعالى ولم يعد يحزنه قولهم، وبلغ عدم الاهتمام بهم أن قال لهم (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ)، (الفاء) لترتيب ما بعدها على ما قبلها، فإنه يترتب على التوكل على اللَّه أن يواجههم معتزما إمضاء كلمة اللَّه تعالى، (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ)، أي اعتزموا ما اعتزمتم، يقال جمع أمره إذا عقد عزمه ووثقه، (وَشُرَكَاءَكُمْ)، الشركاء: هي الأوثان التي اتخذوها بزعمهم شركاء اللَّه تعالى في عبادته، سبحانه وتعالى عما يشركون، وهو بهذا يتحداهم معتمدا على اللَّه متوكلا عليه حق توكله. (ثُمُّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً) أي لَا يكن أمركم مستورا، وهذا معنى (غُمَّةً)، بل يكون ظاهرا مكشوفا بيِّنا، أي ائتوا بكل قوتكم ظاهرة.
(ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ) أي افعلوا بي ذلك الأمر الذي تدبرون، من إهلاك أو طرد أو ما ترونه أنفسكم. (وَلا تُنظِرُونِ) أي عجلوا أمركم لَا تؤجلون، فإني مؤيد من اللَّه وهو معي ولن يضيرني ما اعتزمتم وقد اعتمدت عليه سبحانه.

صفحة رقم 3615
زهرة التفاسير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة
الناشر
دار الفكر العربي
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية