تفسير سورة الطارق

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة الطارق من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٨٦ سورة الطارق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الطارق (٨٦) : الآيات ١ الى ٨]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤)
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (٧) إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (٨)
١- وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ:
وَالسَّماءِ أي أقسم بالسماء.
وَالطَّارِقِ وبالطارق، أي بالنجم الذي يظهر ليلا.
٢- وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ:
أي وأي شىء أعلمك ما حقيقة هذا النجم.
٣- النَّجْمُ الثَّاقِبُ:
أي هو الذي ينفذ ضوءه فى الظلام.
٤- إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ:
إِنْ كُلُّ ما كل.
حافِظٌ يرقبها ويحصى عليها أعمالها.
٥- فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ:
مِمَّ من أي شىء.
٦- خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ:
دافِقٍ متدفق.
٧- يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ:
وَالتَّرائِبِ عظام الصدر.
٨- إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ:
عَلى رَجْعِهِ على رجع الإنسان وإعادة خلقه بعد موته.

[سورة الطارق (٨٦) : آية ٩]

يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩)
٩- يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ:
يَوْمَ تُبْلَى يوم تمتحن.
السَّرائِرُ الضمائر، ويميز بين ما طاب منها وما خبث.
[سورة الطارق (٨٦) : الآيات ١٠ الى ١٥]
فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (١٠) وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (١٢) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤)
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (١٥)
١٠- فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ:
فَما لَهُ فما للإنسان فى ذلك الوقت.
مِنْ قُوَّةٍ بنفسه يمتنع بها من العذاب.
وَلا ناصِرٍ ينتصر به.
١١- وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ:
وَالسَّماءِ وأقسم بالسماء.
ذاتِ الرَّجْعِ ذات المطر الذي يعود ويتكرر.
١٢- وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ:
وَالْأَرْضِ وبالأرض.
ذاتِ الصَّدْعِ ذات الانشقاق عن النبات الذي يخرج منها.
١٣- إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ:
إِنَّهُ أي القرآن.
لَقَوْلٌ فَصْلٌ فاصل بين الحق والباطل.
١٤- وَما هُوَ بِالْهَزْلِ:
أي وليست فيه شائبة اللعب والباطل.
١٥- إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً:
إِنَّهُمْ أي المكذبين.
يَكِيدُونَ يمكرون فى إبطال أمره.
كَيْداً مكرا بالغ الغاية.
[سورة الطارق (٨٦) : الآيات ١٦ الى ١٧]
وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (١٧)
١٦- وَأَكِيدُ كَيْداً:
أي وأقابل كيدهم بكيد متين لا يدفعونه.
١٧- فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً:
فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ فأنظرهم.
أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً أمهلهم إمهالا قريبا حتى آمرك فيهم بأمر حاسم.
سورة الطارق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الطَّارق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (البلد)، وقد افتُتحت بالدلالة على عظمةِ الله، وتدبيره لهذا الكون، ودللت على بعثِ اللهِ الخلائقَ بعد موتهم، وإحصائه أعمالَهم، ومحاسبتِهم عليها؛ فليراجع الإنسانُ نفسَه قبل فوات الأوان! و(الطَّارق): هو النَّجْمُ الذي يطلُعُ ليلًا.

ترتيبها المصحفي
86
نوعها
مكية
ألفاظها
61
ترتيب نزولها
36
العد المدني الأول
16
العد المدني الأخير
17
العد البصري
17
العد الكوفي
17
العد الشامي
17

* سورة (الطَّارق):

سُمِّيت سورة (الطَّارق) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ اللهِ بـ{اْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، والطارق: هو النَّجْمُ الذي يطلُعُ ليلًا.

* كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ في الظُّهر والعصر بسورة (الطارق):

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ والعصرِ بـ{وَاْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، {وَاْلسَّمَآءِ ذَاتِ اْلْبُرُوجِ}، ونحوِهما مِن السُّوَرِ». أخرجه أبو داود (٨٠٥).

1. مظاهر قدرة الله في خَلْق الإنسان (١-١٠).

2. حقيقة القرآن الكريم (١١-١٤).

3. أحوال الكافرين المكذِّبين (١٥-١٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /101).

يقول ابنُ عاشور عن مقصودها: «إثباتُ إحصاءِ الأعمال، والجزاءِ على الأعمال.

وإثبات إمكان البعث بنقضِ ما أحاله المشركون؛ ببيانِ إمكان إعادة الأجسام.
وأُدمِج في ذلك التذكيرُ بدقيق صُنْعِ الله، وحِكْمته في خَلْق الإنسان.
والتنويه بشأن القرآن.
وصدق ما ذُكِر فيه من البعث؛ لأن إخبارَ القرآن به لمَّا استبعَدوه وموَّهوا على الناس بأن ما فيه غيرُ صدقٍ.

وتهديد المشركين الذين ناوَوُا المسلمين.
وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم، ووعدُه بأن الله منتصرٌ له غيرَ بعيد». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /258).