تفسير سورة الطارق

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة الطارق من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة والسّماء والطّارق» (٨٦)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«النَّجْمُ الثَّاقِبُ» (٣) المضيء، أثقب نارك أضئها «١»..
«إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها «٢» حافِظٌ» (٤) أي إن كل نفس لعليها حافظ..
«التَّرائِبِ» (٧) معلّق الحلي على الصدر «٣» قال المثقّب العبدىّ:
ومن ذهب يشنّ على تريب
«٤» [٩٣٧].
«ذاتِ الرَّجْعِ» (١١) الماء قال المتنخّل يصف السيف:
أبيض كالرّجع رسوب إذا... ما ثاخ فى محتفل يختلى
«٥» [٩٣٨].
«وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ» (١٢) يصدع بالنبات..
«وَما هُوَ بِالْهَزْلِ» (١٤) باللّعب.
(١). - ٣ «المضي... أضئها» : فى الطبري ٣٠/ ٧٨. [.....]
(٢). - ٤ «لما عليها» : قال الطبري: اختلفت القراء فى قراءة ذلك فقرأه من قراء المدينة أبو جعفر ومن قراء الكوفة حمزة (لما عليها) بتشديد الميم وذكر عن الحسن أنه قرأ ذلك كذلك..
وقرأ ذلك من أهل المدينة نافع ومن أهل البصرة أبو عمرو (لما) بالتخفيف بمعنى إن كل نفس لعليها حافظ على أن اللام جواب «إن» و «ما» التي بعدها صلة وإذا كان ذلك كذلك لم يكن فيه تشديد والقراءة التي لا اختار غيرها فى ذلك التخفيف لأن ذلك هو الكلام المعروف من كلام العرب وقد أنكر التشديد جماعة من أهل المعرفة بكلام العرب أن يكون معروفا من كلام العرب غير أن الفراء كان يقول لا نعرف جهة التثقيل.
(٣). - ٥ «معلق... الصدر» : كما فى القرطين ٢/ ٢٠٨.
(٤). - ٩٣٧: هذا صدر بيت عجزه:
كلون العاج ليس بذي غضون
وهو فى الطبري ٩٠/ ٨٠ واللسان والتاج (ترب) والقرطبي ٢٠/ ٦.
(٥). - ٩٣٨: فى ديوان الهذليين ٢/ ١٢ والطبري ٣٠/ ٨١ والقرطين ٢/ ٢٠٨.
سورة الطارق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الطَّارق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (البلد)، وقد افتُتحت بالدلالة على عظمةِ الله، وتدبيره لهذا الكون، ودللت على بعثِ اللهِ الخلائقَ بعد موتهم، وإحصائه أعمالَهم، ومحاسبتِهم عليها؛ فليراجع الإنسانُ نفسَه قبل فوات الأوان! و(الطَّارق): هو النَّجْمُ الذي يطلُعُ ليلًا.

ترتيبها المصحفي
86
نوعها
مكية
ألفاظها
61
ترتيب نزولها
36
العد المدني الأول
16
العد المدني الأخير
17
العد البصري
17
العد الكوفي
17
العد الشامي
17

* سورة (الطَّارق):

سُمِّيت سورة (الطَّارق) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ اللهِ بـ{اْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، والطارق: هو النَّجْمُ الذي يطلُعُ ليلًا.

* كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ في الظُّهر والعصر بسورة (الطارق):

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ والعصرِ بـ{وَاْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، {وَاْلسَّمَآءِ ذَاتِ اْلْبُرُوجِ}، ونحوِهما مِن السُّوَرِ». أخرجه أبو داود (٨٠٥).

1. مظاهر قدرة الله في خَلْق الإنسان (١-١٠).

2. حقيقة القرآن الكريم (١١-١٤).

3. أحوال الكافرين المكذِّبين (١٥-١٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /101).

يقول ابنُ عاشور عن مقصودها: «إثباتُ إحصاءِ الأعمال، والجزاءِ على الأعمال.

وإثبات إمكان البعث بنقضِ ما أحاله المشركون؛ ببيانِ إمكان إعادة الأجسام.
وأُدمِج في ذلك التذكيرُ بدقيق صُنْعِ الله، وحِكْمته في خَلْق الإنسان.
والتنويه بشأن القرآن.
وصدق ما ذُكِر فيه من البعث؛ لأن إخبارَ القرآن به لمَّا استبعَدوه وموَّهوا على الناس بأن ما فيه غيرُ صدقٍ.

وتهديد المشركين الذين ناوَوُا المسلمين.
وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم، ووعدُه بأن الله منتصرٌ له غيرَ بعيد». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /258).