تفسير سورة الطارق

أوضح التفاسير

تفسير سورة سورة الطارق من كتاب أوضح التفاسير المعروف بـأوضح التفاسير.
لمؤلفه محمد عبد اللطيف الخطيب . المتوفي سنة 1402 هـ

﴿وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ﴾ وهو النجم. وأصل «الطارق» كل آت ليلاً
﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ﴾
-[٧٤٤]- تهويل لذكره، وتعظيم لشأنه
﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ الذي يثقب الظلام بضوئه
﴿إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ أي ما كل نفس إلا عليها حافظ - من قبل الله تعالى - يحفظ عملها، ويحصي عليها ما تكسب من خير أو شر؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً﴾ أو أريد بالحافظ: الله تعالى ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾
﴿فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ﴾ نظر تدبر واستبصار ﴿مِمَّ خُلِقَ﴾ من أي شيء خلق؟ فعلام التكبر، وحتام التجبر؟
﴿خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ﴾ وهو المني؛ لأن الله تعالى جلت قدرته جعله يتدفق من الرجل بقوة؛ ليصل إلى بوق الرحم
﴿يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَآئِبِ﴾ الصلب: فقار الظهر؛ وهو ما تعبر عنه العامة بسلسلة الظهر. والترائب: عظام الصدر. والجنين يتخلق من صلب الرجل، وترائب المرأة. وهناك رأي يقول بأنه يتخلق من صلب الرجل وترائبه أيضاً
﴿إِنَّهُ﴾ تعالى؛ وقد خلق المني، والصلب، والترائب، والرجل والمرأة ﴿عَلَى رَجْعِهِ﴾ على إعادة الإنسان، وبعثه، وجعله كما كان ﴿لَقَادِرٌ﴾ يوم القيامة
﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ﴾ تكشف سرائر بني آدم، ويعرف ما بها من العقائد والنيات. أما الأعمال: فهي مدونة مكتوبة
﴿فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ﴾ تدفع عنه العذاب ﴿وَلاَ نَاصِرٍ﴾ ينصره من الله، ويجيره من عذابه
﴿وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ الرجع: الماء. أي والسماء ذات المطر
﴿وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ أي ذات النبات؛ لأنه يصدع الأرض، أي يشقها. أقسم تعالى بالسماء التي تفيض عليكم بمائها، وبالأرض التي تقيم معاشكم بنباتها. وجواب القسم
﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴾ أي إن هذا القرآن لقول فاصل بين الحق والباطل
﴿وَمَآ﴾ ما هو باللعب والباطل؛ بل هو جد كله؛ فجدير بقارئه وسامعه أن يتعظ به، ويفكر فيه، ويتدبر في معانيه
﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً﴾ يعملون المكائد؛ لإبطال أمر الله تعالى، وتعطيل دينه
﴿وَأَكِيدُ كَيْداً﴾ أي وأجازيهم على كيدهم هذا بكيد مثله. وأين كيدهم من كيدي؟
﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً﴾ أي لا تستعجل هلاكهم ومؤاخذتهم؛ وأمهلهم قليلاً. وهذا منتهى الوعيد
744
سورة الأعلى

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

744
سورة الطارق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الطَّارق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (البلد)، وقد افتُتحت بالدلالة على عظمةِ الله، وتدبيره لهذا الكون، ودللت على بعثِ اللهِ الخلائقَ بعد موتهم، وإحصائه أعمالَهم، ومحاسبتِهم عليها؛ فليراجع الإنسانُ نفسَه قبل فوات الأوان! و(الطَّارق): هو النَّجْمُ الذي يطلُعُ ليلًا.

ترتيبها المصحفي
86
نوعها
مكية
ألفاظها
61
ترتيب نزولها
36
العد المدني الأول
16
العد المدني الأخير
17
العد البصري
17
العد الكوفي
17
العد الشامي
17

* سورة (الطَّارق):

سُمِّيت سورة (الطَّارق) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ اللهِ بـ{اْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، والطارق: هو النَّجْمُ الذي يطلُعُ ليلًا.

* كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ في الظُّهر والعصر بسورة (الطارق):

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ والعصرِ بـ{وَاْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، {وَاْلسَّمَآءِ ذَاتِ اْلْبُرُوجِ}، ونحوِهما مِن السُّوَرِ». أخرجه أبو داود (٨٠٥).

1. مظاهر قدرة الله في خَلْق الإنسان (١-١٠).

2. حقيقة القرآن الكريم (١١-١٤).

3. أحوال الكافرين المكذِّبين (١٥-١٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /101).

يقول ابنُ عاشور عن مقصودها: «إثباتُ إحصاءِ الأعمال، والجزاءِ على الأعمال.

وإثبات إمكان البعث بنقضِ ما أحاله المشركون؛ ببيانِ إمكان إعادة الأجسام.
وأُدمِج في ذلك التذكيرُ بدقيق صُنْعِ الله، وحِكْمته في خَلْق الإنسان.
والتنويه بشأن القرآن.
وصدق ما ذُكِر فيه من البعث؛ لأن إخبارَ القرآن به لمَّا استبعَدوه وموَّهوا على الناس بأن ما فيه غيرُ صدقٍ.

وتهديد المشركين الذين ناوَوُا المسلمين.
وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم، ووعدُه بأن الله منتصرٌ له غيرَ بعيد». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /258).