تفسير سورة الطارق

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور

تفسير سورة سورة الطارق من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
لمؤلفه بشير ياسين . المتوفي سنة 2006 هـ

سورة الطارق
قوله تعالى ﴿ والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق ﴾ قال : طارق يطرق بليل، ويخفى بالنهار.
ثم بيّن الله تعالى ﴿ ما الطارق ﴾، بأنه ﴿ النجم الثاقب ﴾.
قوله تعالى ﴿ النجم الثاقب ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ النجم الثاقب ﴾. يعني : المضيء.
قوله تعالى ﴿ إن كل نفس لما عليها حافظ ﴾.
أخرج الطبري بسنده عن قتادة ﴿ إن كل نفس لما عليها حافظ ﴾ : حفظة يحفظون عملك ورزقك وأجلك إذا توفيته يا ابن آدم قبضت إلى ربك. ا. ه.
وانظر سورة الانفطار آية [ ١٠-١٢ ] قوله تعالى ﴿ وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ﴾.
قوله تعالى ﴿ فلينظر الإنسان مم خُلق خُلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ﴾.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ خلق من ماء دافق ﴾ يعني المني يخرج دفقا من الرجل ومن المرأة، فيتولد منهما الولد بإذن الله عز وجل ولهذا قال :﴿ يخرج من بين الصلب والترائب ﴾ يعني : صلب الرجل وترائب المرأة وهو صدرها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥:قوله تعالى ﴿ فلينظر الإنسان مم خُلق خُلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ﴾.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ خلق من ماء دافق ﴾ يعني المني يخرج دفقا من الرجل ومن المرأة، فيتولد منهما الولد بإذن الله عز وجل ولهذا قال :﴿ يخرج من بين الصلب والترائب ﴾ يعني : صلب الرجل وترائب المرأة وهو صدرها.


أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ الترائب ﴾ قال : أسفل من التراقي.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ يخرج من بين الصلب والترائب ﴾ يقول : من بين ثدي المرأة.
قوله تعالى ﴿ إنه على رجعه لقادر يوم تُبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ إنه على رجعه لقادر ﴾ قال : في الإحليل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ إنه على رجعه لقادر ﴾ قال : إن الله تعالى ذكره على بعثه وإعادته قادر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ يوم تبلى السرائر ﴾ إن هذه السرائر مختبرة، فأسروا خيرا وأعلنوه إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ فماله من قوة ولا ناصر ﴾ قال : ينصره من الله.
قوله تعالى ﴿ والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع إنه لقول فصل وما هو بالهزل ﴾.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ ذات الرجع ﴾ قال : السحاب يمطر، ثم يرجع بالمطر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ والسماء ذات الرجع ﴾ قال : ترجع بأرزاق العباد كل عام، لولا ذلك هلكوا، وهلكت مواشيهم.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ والأرض ذات الصدع ﴾ قال : مثل المأزم مأزم مني.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ والأرض ذات الصدع ﴾ قال : تصدع عن الثمار وعن النبات كما رأيتم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ إنه لقول فصل ﴾ قال : حق.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ وما هو بالهزل ﴾ قال : بالباطل.
قوله تعالى ﴿ إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا ﴾
انظر سورة الأعراف آية [ ١٨٣ ] وانظر سورة هود آية [ ١٠٢ ] وفيها حديث أبي موسى في صحيح مسلم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:قوله تعالى ﴿ إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا ﴾
انظر سورة الأعراف آية [ ١٨٣ ] وانظر سورة هود آية [ ١٠٢ ] وفيها حديث أبي موسى في صحيح مسلم.

قوله تعالى ﴿ فمهّل الكافرين أمهلهُم رويدا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ أمهلهم رويدا ﴾ قال : قريبا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ أمهلهم رويدا ﴾ قال الرويد : القليل.
سورة الطارق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الطَّارق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (البلد)، وقد افتُتحت بالدلالة على عظمةِ الله، وتدبيره لهذا الكون، ودللت على بعثِ اللهِ الخلائقَ بعد موتهم، وإحصائه أعمالَهم، ومحاسبتِهم عليها؛ فليراجع الإنسانُ نفسَه قبل فوات الأوان! و(الطَّارق): هو النَّجْمُ الذي يطلُعُ ليلًا.

ترتيبها المصحفي
86
نوعها
مكية
ألفاظها
61
ترتيب نزولها
36
العد المدني الأول
16
العد المدني الأخير
17
العد البصري
17
العد الكوفي
17
العد الشامي
17

* سورة (الطَّارق):

سُمِّيت سورة (الطَّارق) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ اللهِ بـ{اْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، والطارق: هو النَّجْمُ الذي يطلُعُ ليلًا.

* كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ في الظُّهر والعصر بسورة (الطارق):

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ والعصرِ بـ{وَاْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، {وَاْلسَّمَآءِ ذَاتِ اْلْبُرُوجِ}، ونحوِهما مِن السُّوَرِ». أخرجه أبو داود (٨٠٥).

1. مظاهر قدرة الله في خَلْق الإنسان (١-١٠).

2. حقيقة القرآن الكريم (١١-١٤).

3. أحوال الكافرين المكذِّبين (١٥-١٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /101).

يقول ابنُ عاشور عن مقصودها: «إثباتُ إحصاءِ الأعمال، والجزاءِ على الأعمال.

وإثبات إمكان البعث بنقضِ ما أحاله المشركون؛ ببيانِ إمكان إعادة الأجسام.
وأُدمِج في ذلك التذكيرُ بدقيق صُنْعِ الله، وحِكْمته في خَلْق الإنسان.
والتنويه بشأن القرآن.
وصدق ما ذُكِر فيه من البعث؛ لأن إخبارَ القرآن به لمَّا استبعَدوه وموَّهوا على الناس بأن ما فيه غيرُ صدقٍ.

وتهديد المشركين الذين ناوَوُا المسلمين.
وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم، ووعدُه بأن الله منتصرٌ له غيرَ بعيد». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /258).