
﴿واعبدوا الله وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً﴾ كلامٌ مبتدأٌ مسوق لبيان الأحكام المتعلقة بحقوق الوالدين والأقاربِ ونحوِهم إثرَ بيانِ الأحكامِ المتعلقةِ بحقوق الأ زروج صُدِّر بما يتعلق بحقوق الله عز وجل التي هي آكَدُ الحقوقِ وأعظمهما تنبيهاً على جلالة شأنِ حقوقِ الوالدين بنظمها في سلكها كما في سائر المواقعِ وشيئاً نصب على أنه مفعول أى لاتشركوا به شيئاً من الأشياء صنماً أو غيرَه أو على أنَّه مصدرٌ أي لاتشركوا به شيئاً من الإشراك جلياً أو خفياً
﴿وبالوالدين إحسانا﴾ أى أحسنوا بهما إحسانا

٣٧ - ٣٨ النساء
﴿وَبِذِى القربى﴾ أي بصاحب القرابةِ من أخ أو عمَ أو خالٍ أو نحو ذلك
﴿واليتامى والمساكين﴾ من الأجانب
﴿والجار ذِى القربى﴾ أي الذي قرُب جواره وقيل الذي له مع الجِوار قُربٌ واتصال بنسب أودين وقرئ بالنصب على الاختصاص تعظيماً لحق الجارِ ذي القربى
﴿والجار الجنب﴾ أي البعيدِ أو الذي لا قرابةَ له وعنه عليه الصلاة والسلام الجيرانُ ثلاثةٌ فجارٌ له ثلاثةُ حقوقٍ حقُّ الجِوارِ وحقُّ القرابةِ وحق الإسلامِ وجارٌ له حقان حقُّ الجوارِ وحقُّ الإسلام وجارٌ له حقٌّ واحدٌ وهو حقُّ الجِوارِ وهو الجارُ من أهل الكتاب وقرئ والجار الجنب
﴿والصاحب بالجنب﴾ أي الرفيقِ في أمر حسنٍ كتعلُّم وتصرُّف وصناعةٍ وسفرٍ فإنه صحِبَك وحصل بجانبك ومنهم من قعد بجنبك في مسجد أو مجلسٍ أو غيرِ ذلك من أدنى صحبةٍ التَأَمَتْ بينك وبينه وقيل هي المرأةُ
﴿وابن السبيل﴾ هو المسافرُ المنقطِعُ به أو الضيفُ
﴿وَمَا مَلَكَتْ أيمانكم﴾ من العبيدِ والإماءِ
﴿إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً﴾ أي متكبراً يأنف عن أقاربه وجيرانِه وأصحابه ولايلتفت إليهم
﴿فَخُوراً﴾ يتفاخرُ عليهم والجملةُ تعليلٌ للأمر السابق