
ثم جاء فى موازنة الاحمرار قوله تعالى فى السعداء وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ فان الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه فالضحك فى السعداء احمرار الوجنات ثم جعل فى موازنة تغيير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى مُسْتَبْشِرَةٌ وهو ما اثره السرور فى بشرتهم كما اثر السواد فى بشرة الأشقياء فَما أَغْنى عَنْهُمْ اى لم يدفع عنهم ما نزل بهم يقال ما يغنى عنك هذا اى ما يجدى عنك وما ينفعك ما كانُوا يَكْسِبُونَ من بناء البيوت الوثيقة والأموال الوافرة والعدد المتكاثرة- روى- ان صالحا عليه السلام انتقل بعد هلاك قومه الى الشام بمن اسلم معه فنزلوا رملة فلسطين ثم انتقل الى مكة فتوفى بها وهو ابن ثمان وخمسين سنة وكان اقام فى قومه عشرين سنة وعن جابر رضى الله عنه مررنا مع رسول الله ﷺ على الحجر فقال لنا (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم الا ان تكونوا باكين حذرا ان يصيبكم مثل ما أصاب هؤلاء) ثم زجر رسول الله ﷺ راحلته فاسرع حتى خلفها وكان هذا فى غزوة تبوك خشى ﷺ على أصحابه رضى الله عنهم ان يجتازوا على تلك الديار غير متعظين بما أصاب اهل تلك الديار فنبه عليه الصلاة والسلام على ان الإنسان لا ينبغى له السكنى فى أماكن الظلمة مخافة ان يصيبهم بلاء فيصاب به او تسرق طباعه من طباعهم ولو كانت خالية منهم لان آثارهم مذكرة بأحوالهم وربما أورثت قسوة وجبروتا يقول الفقير إذا كان لا ينبغى للمؤمن السكنى فى أماكن الظلمة لا ينبغى له أداء الصلاة فيها ولا الحركة إليها بلا ضرورة قوية فان الله تعالى خلق الأماكن على التفاوت كما خلق الأزمان كذلك وشان التقوى العزيمة دون الرخصة والمرء إذا اطلق أعضاءه الظاهرة اطلق قواه الباطنة وفيه اختلال الحال وميل القلب الى ما سوى الله المتعال ولن يكون عارفا الا بالتوجه الى الحضرة العلياء ذو النون المصري قدس سره [ميكويد روزى در أثناء سفر بدر شهرى رسيدم خواستم كه در اندرون شهر روم بر در آن شهر كوشكى ديدم وجويى روان بنزديك جوى رفتم وطهارت كردم چون چشم بر بام كوشك افتاد كنيزكى ديدم ايستاده در غايت حسن وجمال چون نظر او بمن افتاد كفت اى ذو النون چون ترا از دور ديدم پنداشتم كه مجنونى و چون طهارت كردى تصور كردم كه عالمى و چون از طهارت فارغ شدى و پيش آمدى پنداشتم كه عارفى اكنون محقق شدم كه نه مجنونى ونه عالمى ونه عارفى كفتم چرا كفت اگر ديوانه بودى طهارت نكردى واگر عالم بودى نظر بخانه بيكانه ونامحرم نكردى واگر عارف بودى دل تو بما سوى الله مائل نبودى: قال الخجندي
سالك پاك رو نخوانندش | آنكه از ما سوى منزه نيست |
آستين كوتهى چهـ سودانرا | كه ز دنياش دست كوته نيست |

وَالْأَرْضَ اى ارض الأشباح وَما بَيْنَهُما من النفوس والقلوب والاسرار والخفيات إِلَّا بِالْحَقِّ اى الا لمظهر الحق ومظهره الإنسان فانه مخصوص به من بين سائر المخلوقات والمكونات لانه بجميع مبانيه الظاهرة ومعانيه الباطنة مرآة لذات الحق تعالى وصفاته فهو مظهره عند التزكية والتصفية ومظهره عند التخلية والتحلية لشعوره بذلك كما كان حال من صقل مرآته عن صدأ انانيته وتجلى بشهود هويته عند تجلى ربوبيته بالحق فقال انا الحق ومن قال بعد فناء انانيته عند بقاء السبحانية سبحانى ما أعظم شأنى وفى قوله وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ اشارة الى ان قيامة العشق لآتية لنفوس الطالبين الصادقين من اصحاب الرياضات فى مكابدة النفس ومجاهدتها لان الطلب والصدق والاجتهاد من نتائج عشق القلب وانه سيتعدى الى النفس لكثرة الاجتهاد فى رياضتها فتموت عن صفاتها فى قيامة العشق ومن مات فقد قامت قيامته فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ يا ايها الطالب الصادق عن النفس المرتاضة بان تواسيها وتدارسها ولا تحمل عليها إصرا ولا تحملها ما لا طاقة لها به فان فى قيامة العشق يحصل من تزكية العشق فى لحظة واحدة ما لا يحصل بالمجاهدة فى سنين كثيرة لان العشق جذبة الحق وقال ﷺ (جذبة من جذبات الحق توازى عمل الثقلين) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ يشير بالخلاق وهو للمبالغة الى انه تعالى خالق لصور المخلوقات ومعانيها وحقائقها العليم بمن خلقه مستعدا لمظهرية ذاته وصفاته ومظهريتهما له شعوره بهما كذا فى التأويلات النجمية وَلَقَدْ آتَيْناكَ قال الحسين بن الفضل ان سبع قوافل وافت من بصرى وأذرعات ليهود قريظة والنضير فى يوم واحد بمكة فيها انواع من البز وأفاويه الطيب والجوهر وامتعة البحر فقالت المسلمون لو كانت هذه الأموال لنا لتقوينا بها وأنفقناها فى سبيل الله فانزل الله هذه الآية وقال قد أعطيتكم سبع آيات هى خير لكم من هذه السبع القوافل ويدل على صحة هذا قوله تعالى على اثرها لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ الآية كما فى اسباب النزول للامام الواحدي [ودر تيسير آورده كه هفت كاروان قريش در يكروز بمكة در آمدند بامطاعم بسيار وملابس بيشمار ودر خاطر مبارك حضرت خطور فرمود كه مؤمنان را كرسنه وبرهنه كذرانند ومشركانرا اين همه مال باشد] فقال الله تعالى وَلَقَدْ آتَيْناكَ يا محمد سَبْعاً هى الفاتحة لانها مائة وثلاثة وعشرون حرفا وخمس وعشرون كلمة وسبع آيات بالاتفاق غير ان منهم من عد أنعمت عليهم دون التسمية ومنهم من عكس مِنَ الْمَثانِي وهى القرآن ومن للتبعيض كما قال تعالى فى سورة الزمر اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ جمع مثنى لانه ثنى فيه اى كرر فى القرآن الوعد والوعيد والأمر والنهى والثواب والعقاب والقصص كما فى الكواشي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [وديكر داديم ترا قرآن عظيم كه نزد ما قدر او بزرك وثواب او بسيارت] وهو من عطف الكل على البعض وهو السبع ويجوز ان يكون من للبيان فالسبع هى المثاني كقوله فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ يعنى اجتنبوا الأوثان وتسمية الفاتحة مثانى لتكرر قراءتها فى الصلاة ولانها تثنى بما يقرأ بعدها فى الصلاة من السورة والآيات لان نصفها ثناء العبد لربه ونصفها عطاء الرب للعبد ويؤيد هذا الوجه قوله عليه السلام لابى سعيد لا علمنك سورة هى أعظم سورة فى القرآن قال ما هى قال (الحمد لله
صفحة رقم 486