آيات من القرآن الكريم

مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ
ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ

﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ ﴾ يا محمد.
﴿ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ ﴾، يعني مشركي مكة.
﴿ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ ﴾ عن العذاب في الدنيا.
﴿ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ ﴾ [آية: ٤٢]، يعني فاتحة شاخصةأعينهم، وذلك أنهم إذا عاينوا النار، فيها تقديم، في الآخرة، شخصت أبصارهم في يطرفون، فيها تقديم. وذلك قوله سبحانه: ﴿ لاَ يَرْتَدُّ إلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ﴾، يعني لا يطرفون. ثم قال: ﴿ مُهْطِعِينَ ﴾، يعني مقبلين إلى النار، ينظرون إليها، ينظرون في غير طرف.
﴿ مُقْنِعِي ﴾، يعني رافعي ﴿ رُءُوسِهِمْ ﴾ إليها.
﴿ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ ﴾ [آية: ٤٣].
وذلك أن الكفار إذا عاينوا النار شهقوا شهقة زالت منها قلوبهم عن أماكنها، فتنشب في حلوقهم، فصارت قلوبهم: ﴿ هَوَآءٌ ﴾ بين الصدور والحناجر، فلا تخرج من أفواههم، ولا ترجع إلى أماكنها، فذلك قوله سبحانه في حم المؤمن،﴿ إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ﴾[غافر: ١٨]، يعني مكروبين، فلما بلغت القلوب الحناجر، ونشبت في حلوقهم، انقطعت أصواتهم وغصت ألسنتهم.

صفحة رقم 625
تفسير مقاتل بن سليمان
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية