آيات من القرآن الكريم

قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
ﯺﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙﰚﰛﰜ

غيرهم. والذين يجيزونها يجعلون " هُنَّ " في هذا بمنزلتها في " كان " فإذا
قالوا: هؤلاء بَنَاتِي أطْهَر لَكم، أجازوا هُنُّ أطهَر لَكمْ، كما يجيزون كان زيد
هو أطهر مِنْ عَمْروٍ.
وهذا ليس بمنزلة كان. إنما يجوز أن يقع " هو " وتثنيتها وجمعها
" عماداً " فيما لا يتم الكلام إلا به، نحو كان زيد أخاكَ.
لأنهم إنما أدخلوا " هُمْ " ليُعْلِمُوا أن الخَبَرَ لا بد منه، وأنه ليس بصفة للأول. وباب " هذا " يتم الكلام بخبره، إذا قلت: هذا زيد فهو كلام تام.
ولو جاز هذا لجاز جاء زيد هو أنْبَلُ من عمرو.
وإجماع النحويين الكوفيين والبصريين أنه لا يجوز قدمَ
زيد هو أنْبلَ مِنك حتى يرْفَعوا فيقولوا هو أنبل منك.
وبعد فالذين قرأوا بالرفع هم قُراءُ الأمْصارِ، وهم الأكثر.
والحسن قد قرأ " الشياطون " والشياطون ممتنع في العربيةِ.
وقد قال بعضهم: إن المشركين في ذلك الدهر قد كان لهم أن يتزوجوا
من المسلمين.
* * *
وقوله: (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (٨١)
(فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ).
أي بظلمةٍ من الليل. يقال: معنى قِطْع من الليل أي قطعةٍ صالحةٍ،

صفحة رقم 68

وكذلك مَضى عِنْك من الليل، وسعْوٌ مِنَ الليْلِ.
ويقرأ: (فَأسْرِ) بإثباتِ الهمزَةِ في " اللفظ، ويقرأ: فَاسْرِ يقال أسْرَيْت
وسَرَيْت إذَا سِرْت ليلاً.
قال الشاعر:
سرَيْت بهم حتى تكلَّ مَطيُّهم... وحتى الجِيادُ ما يُقَدْن بأَرْسانِ
وقال النابغَة
أسرَتْ عَلَيْهِمْ من الجوزاء سارِية... تزْجِي الشمَال عليها جامدُ البَردِ
وقد روَوْا في هذا البيت سَرَتْ.
وقال اللَّه - جَل وعز -.: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ).
وقوله: (إِلَّا امْرَأَتَكَ).
يجوز فيه النصب والرفعُ فمن قرأ: (إِلَّا امْرَأَتَكَ). بالنصْبِ فَعَلَى معنى

صفحة رقم 69
معاني القرآن وإعرابه للزجاج
عرض الكتاب
المؤلف
أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، الزجاج
تحقيق
عبد الجليل عبده شلبي
الناشر
عالم الكتب - بيروت
سنة النشر
1408
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية