آيات من القرآن الكريم

قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ ﯺﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙﰚﰛﰜ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦ

فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، فلما سمعت البشرى قالت: يا ويلتى ويا عجبي!! أألد وأنا عجوز عقيم؟! وهذا بعلى وزوجي شيخا كبيرا مسنا. إن هذا لشيء عجيب!! قالت الملائكة لها: أتعجبين من أمر الله وقضائه الذي لا يعجزه شيء إذا أراد شيئا قال له كن فيكون.
رحمة الله الواسعة وبركاته الكثيرة عليكم يا معشر بيت النبوة، وأهل بيت إبراهيم الخليل تتصل وتتابع إلى يوم القيامة، وهذا يدعو بلا شك إلى عدم العجب أنه- جل جلاله- حميد يستحق غايات المجد والثناء، ممجد في الأرض وفي السماء.
فلما ذهب عن إبراهيم الروع والخوف من الملائكة، وعلم أنهم ملائكة العذاب أتوا لقوم لوط، وقد جاءوا له بالبشرى، أخذ يجادل الملائكة، وهم رسل الله في قوم لوط- إن إبراهيم لحليم فلا يحب أن يعاجل بالعقوبة، كثير التأوه والتألم من عذاب الناس منيب إلى الله وراجع إليه- فأجابته الملائكة: يا إبراهيم أعرض عن جدالك واسكت، إنه قد جاء أمر ربك بتنفيذ العذاب على هؤلاء، وأنهم آتيهم عذاب لا يعلمه إلا هو غير مردود أبدا.
قصة لوط مع قومه وكيف نجا المؤمنون وهلك الكافرون [سورة هود (١١) : الآيات ٧٧ الى ٨٣]
وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (٧٧) وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (٧٨) قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ (٧٩) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (٨٠) قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (٨١)
فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (٨٢) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (٨٣)

صفحة رقم 136

المفردات:
سِيءَ بِهِمْ وقع فيما ساءه منهم وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً المراد ضاق صدره بمجيئهم وكرهه، وأصله أن يذرع البعير بيديه في سيره ذرعا على قدر سعة خطوه فإذا حمل عليه أكثر من طوقه ضاق عن ذلك عَصِيبٌ شديد في الشر، وفيه معنى الاجتماع يُهْرَعُونَ يسرعون، ولا يكون الإهراع إلا سراعا مع رعدة من برد أو غضب أو حمى أو شهوة، وهو فعل ملازم للبناء للمجهول رَشِيدٌ شديد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ السرى السير ليلا بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ببقية من الليل سِجِّيلٍ أى: من طين بدليل قوله في سورة أخرى:
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ مَنْضُودٍ متتابع ومنظم ومعد لأعداء الله مُسَوَّمَةً لها علامة خاصة عند ربك لا تصيب غيرهم، وهي مسومة أى: محكمة حرة لا يثنيها أحد وقوم لوط هم أسفل سدوم في دائرة الأردن.
المعنى:
ولما جاءت رسلنا من الملائكة لوطا بعد ذهابهم من عند إبراهيم سىء بهم، واغتم

صفحة رقم 137

بمجيئهم لما يعلم من أخلاق قومه وضاق بهم ذرعا، وعجز عن احتمال ضيافتهم، وذلك لما يخافه من اعتداء قومه عليهم،
وقد روى أنهم جاءوا على شكل غلمان حسان وقال لوط (وهو ابن أخ إبراهيم- عليه السلام-) : هذا يوم شديد قد اجتمعت فيه أسباب الشر.
وجاء قومه عند ما سمعوا بالضيوف وقدومهم جاءوا يهرولون مسرعين مدفوعين بدوافع نفسية شيطانية، ولا غرابة في هذا فهم قوم كانوا يعملون السيئات من قبل، فالسوء والاعتداء، وإتيان الرجال شهوة من دون النساء غريزة فيهم مستحكمة أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ قال لوط: يا قوم هؤلاء بناتي لصلبى أو بنات القوم جميعا من ثيبات وأبكار تحت طلبكم وفي مقدوركم، وهن أطهر لكم، [وليس معنى أطهر أن إتيان الرجال طاهر لا. لا..] والمراد هؤلاء تحت طلبكم فتزوجوا العذارى. وأتوا نساءكم في الحلال، ولا يعقل أن يعرض لوط بناته لهم للزنا فهذا لا يليق من رجل عاقل فما بالك بنبي مرسل لا يعقل هذا أبدا وإن كتب في سفر التكوين ونقله جهلا أو بحسن الظن بعض المسلمين، بدليل قوله: فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي، والمعنى: أجمعوا بما آمركم به بين تقوى الله باجتناب الفاحشة وبين حفظ كرامتي وعدم إذلالى وامتهانى في ضيفي، أليس منكم رجل رشيد؟ ذو رشد وعقل يرشدكم إلى الخير ويهديكم إلى الرأى؟
قالوا: لقد علمت ما لنا في بناتك من حاجة ولا أرب، فلا معنى لعرضك علينا هذا وإنك لتعلم ما نريد من الاستمتاع بالذكران، قال لوط مخاطبا ضيوفه كما هو الظاهر: لو أن لي بكم قوة تقاتل معى هؤلاء القوم أو تدفع شرهم عنى، والمعنى أتمنى أن يكون لي ذلك أو آوى إلى ركن شديد من أصحاب العصبيات والقوة في الأرض، قالت الملائكة: يا لوط: إنا رسل ربك جئنا لنجاتك من شرهم وإهلاكهم، ومعنى هذا أنهم لم يصلوا إليك بسوء في نفسك ولا فينا، ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم، فلم يبصروا شيئا ثم قيل لهم: فذوقوا عذابي ونذر ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر! فقالت له الملائكة تنفيذا لوعد ربه:
أسر بأهلك واخرج من هذه القرية الظالم أهلها بطائفة مع الليل تكفى لتجاوز حدودها والبعد عنها فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ

صفحة رقم 138
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية