
﴿وَجَاء المعذرون مِنَ الاعراب لِيُؤْذَنَ لَهُمْ﴾ شروعٌ في بيان أحوالِ منافقي الأعرابِ إثرَ بيانِ منافقي أهلِ المدينةِ والمعذّرون من عذّر في الأمر إذا قصّر فيه وتوانى ولم يجدو حقيقته أن يوهِمَ أن له عذراً فيما يفعل ولا عذرَ له أو المعتذرون بإدغام التاءِ في الذال ونقلِ حركتِها إلى العين وهم المعتذرون بالباطل وقرئ المُعْذِرون من الإعذار وهو الاجتهاد في العذرُ والاحتشادُ فيه قيل هم أسَدٌ وغطَفانُ قالوا إن لنا عيالاً وإن بنا لجَهداً فأذن لنا في التخلف وقيل هم رهطُ عامِر بنِ الطفيل قالوا إن غزَوْنا معك أغارت أعرابُ طيءٍ على أهالينا ومواشينا فقال صلى الله عليه وسلم
صفحة رقم 91
سيغنيني الله تعالى عنكم وعن مجاهد نفرٌ من غِفارٍ اعتذروا فلم يعذُرهم الله سبحانه وعن قتادة اعتذروا بالكذب وقرئ المُعّذّرون بتشديد العين والذال من تعذر بمعنى اعتذر وهو لحنٌ إذ التاءُ لا تُدغم في العين إدغامها في الطاء والزاء والصاد في المطّوعين وازّكى واصّدق وقيل أريد بهم المعتذرون بالصحة وبه فُسّر المعذّرون والمُعْذِرون أي الذين لم يُفرطوا في العذر
﴿وَقَعَدَ الذين كَذَبُواْ الله ورسوله﴾ وهم منافقو الأعرابِ الذين لم يجيئوا ولم يعتذروا فظهر أنهم كذبوا الله ورسوله في ادعاء الإيمانَ والطاعة
﴿سَيُصِيبُ الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ﴾ أي من الأعراب أو من المعذّرين فإن منهم من اعتذر لكسله لا لكفره
﴿عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ بالقتل والأسرِ في الدنيا والنارِ في الآخرة
سورة براءة آية (٩١ ٩٢)