آيات من القرآن الكريم

وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ
ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ

﴿وَلاَ تُصَلّ على أَحَدٍ مّنْهُم مَّاتَ﴾ صفةٌ لأحد وإنما جيء بصيغة الماضي تنبيهاً على تحقق الوقوعِ لا محالة
﴿أَبَدًا﴾ متعلقٌ بالنهي أي لا تدْعُ ولا تستغفرْ لهم أبداً
﴿وَلاَ تَقُمْ على قَبْرِهِ﴾ أي لا تقِفْ عليه للدفن أو للزيارة والدعاء روي أنه ﷺ كان يقوم على قبور المنافقين ويدعو لهم فلما مرِض رأسُ النفاق عبدُ الله بن أبي بن سَلول بعث إلى رسول الله ﷺ ليأتيَه فلما دخل عليه فقال ﷺ أهلكك حبُّ اليهود فقالَ

صفحة رقم 89

يا رسول الله بعثتُ إليك لتستغفرَ لي لا لتؤنِّبني وسأله أن يكفِّنه في شِعاره الذي بلى جلدَه ويصليَ عليه فلما مات دعاه ابنُه وكان مؤمنا صالحا فأجابه ﷺ تسليةً له ومراعاةً لجانبه وأرسل إليه قميصَه فكُفّن فيه فلما همّ بالصلاة أو صلّى نزلت وعن عمر رضيَ الله عنه أنَّه قال لما هلك عبد الله بن أبي ووضعناه ليصلى عليه قام رسول الله ﷺ فقلت أتصلي على عدوّ الله القائلِ يومَ كذا كذا وكذا والقائلِ يوم كذا كذا وكذا وعدّدتُ أيامه الخبيثة فتبسم ﷺ وصلى عليه ثم مشى معه وقام على حُفرته حتى دفن فو الله ما لبث إلا يسيراً حتى نزل وَلاَ تُصَلّ الخ فما صلى رسولُ الله ﷺ بعد ذلك على منافق ولا قام على قبره وإنما لم يُنْهَ عن التكفين بقميصه ﷺ لأن الضنَّةَ بالقميص كانت مظِنّةَ الإخلالِ بالكرم على أنه كان مكافأةً لقميصه الذي كان ألبسه العباسَ رضي الله تعالى عنه حين أُسر ببدر والخبرُ مشهور
﴿إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بالله وَرَسُولِهِ﴾ تعليلٌ للنَّهِي عَلى مَعْنى أن الاستغفارَ للميت والوقوفَ على قبره إنما يكون لاستصلاحه وذلك مستحيلٌ في حقهم لأنهم استمرّوا على الكفر بالله ورسوله مدةَ حياتِهم
﴿وَمَاتُواْ وَهُمْ فاسقون﴾ أي متمرِّدون في الكفر خارجون عن حدوده كما بين من معنى الفسق
سورة براءة آية (٨٥ ٨٦)

صفحة رقم 90
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية