آيات من القرآن الكريم

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ

وقال الزجاج: "دخلت (إلا) ولا جحد في الكلام، وأنت لا تقول: ضربت إلا زيدا؛ لأن الكلام غير دال على المحذوف، وإذا قلت: ﴿وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ﴾ فالمعنى: ويأبى الله كل شيء إلا إتمام نوره، والحذف مستعمل مع الإباء" (١)، وأنكر قول الفراء فقال: "لو جاز ما قال على أن فيه طرفًا من الجحد لجاز: كرهت إلا أخاك، ولا دليل ههنا على المكروه ما هو؟ ولا من هو؟ فـ (كرهت) مثل (أبيت) [إلا أن أبيت] (٢) الحذف مستعمل معها (٣) " (٤).
٣٣ - قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ﴾، قال ابن عباس: "يريد: محمدًا - ﷺ - (٥) ﴿بِالْهُدَى﴾ قال: بالقرآن (٦)، وقيل: بالبيان الذي يؤدي إلى نعيم الثواب في الجنة" (٧)، ﴿وَدِينِ الْحَقِّ﴾، قال ابن عباس: "يريد الحنيفية" (٨)، ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ [قال ابن عباس: "ليظهر الرسول على الدين كله" (٩)] (١٠) يعني (١١): ليعلمه شرائع الدين كلها فيظهر

(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٤٤.
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من: (ح).
(٣) ساقط من: (ح).
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٤٤ وأكثر الجمل منقولة بالمعنى.
(٥) رواه الفيروزأبادي في "تنوير المقباس" ص ١٩٢.
(٦) رواه الثعلبي ٦/ ٩٩ أ، والفيروزأبادي ص ١٩٢.
(٧) ذكره بنحوه الثعلبي في الموضع السابق، ولم يعين القائل.
(٨) رواه الفيروزأبادي ص ١٩٢ بلفظ: "دين الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله".
(٩) رواه ابن جرير ١٠/ ١١٧، وابن أبي حاتم ٦/ ١٧٨٦، والبيهقي في "سننه" ٩/ ٣٠٦، والثعلبي ٦/ ٩٩ أوهو من رواية علي بن أبي طلحة.
(١٠) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(١١) من (م).

صفحة رقم 390

عليها حتى لا يخفى عليه منها شيء.
وقال في رواية عطاء: "ليعليه على جميع الأديان" (١)، وعلى هذا اختلفوا: فقال أبو هريرة والضحاك: "ذلك عند خروج عيسى" (٢).
وقال السدي: "ذلك عند خروج المهدي لا يبقى أحد إلا دخل في دين الإسلام، أو أدى الخراج" (٣)، وقال الكلبي: "لا تقوم الساعة حتى يكون ذلك" (٤).
وقال أهل المعاني: "معناه: ليعلي دين الإسلام على كل دين بالحجة

(١) رواه بمعناه ابن أبي حاتم ٦/ ١٧٨٦ ب، والبيهقي في "السنن الكبرى"، كتاب النكاح، رقم (١٣٩٨٦) ٧/ ٢٨٠ من رواية عكرمة.
قال الإمام الشافعي: "فقد أظهر الله جل ثناؤه دينه الذي بعث به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الأديان بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق وما خالفه من الأديان باطل، وأظهره بأن جماع الشرك دينان: دين أهل الكتاب، ودين الأميين فقهر رسول الله - ﷺ - الأميين.. وقتل من أهل الكتاب وسبق حتى دان بعضهم الإسلام، وأعطى بعضٌ الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه - ﷺ - وهذا ظهور الدين كله".
"سنن البيهقي الكبرى"، كتاب السير، باب ظهور دين النبي ٩/ ٣٠١.
(٢) رواه عن أبي هريرة الإمام ابن جرير ١٠/ ١١٦، وفي سنده راوٍ لم يسم. ورواه أيضاً عبد بن حميد وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" ٤/ ١٧٦، وذكره عنه بغير سند الثعلبي ٦/ ٩٩ أ، والبغوي ٤/ ٤٠ وقد روياه في نفس الموضع عن الضحاك. وقد جاء في "الصحيحين" ما يشهد له من بعض الوجوه، وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكمًا مقسطًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد". رواه البخاري (٢٤٧٦)، كتاب المظالم، باب كسر الصليب، ومسلم (١٥٥)، كتاب الإيمان، باب نزول عيسى -عليه السلام-...
(٣) رواه الثعلبي ٦/ ٩٩ أ، وذكره القرطبي ٨/ ١٢١.
(٤) رواه الثعلبى في الموضع السابق.

صفحة رقم 391
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية