آيات من القرآن الكريم

وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ

على ذلك مواثيقهم فيرسل إليهم ان ادخلوا النار فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا ورجعوا فقالوا ربنا فرقنا منها ولا نستطيع ان ندخلها فيقول ادخلوها داخرين) فقال النبي عليه السلام (لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما) قال الحافظ ابن حجر فالظن بآله ﷺ يعنى الذين ما توا قبل البعثة انهم يطيعون عند الامتحان إكراما للنبى عليه السلام لتقر عينه ونرجوا ان يدخل عبد المطلب الجنة فى جماعة من يدخلها طائعا الا أبا طالب فانه أدرك البعثة ولم يؤمن به بعد ان طلب منه الايمان انتهى كلامه ولعله لم يذهب الى مسألة الاحياء ولذا قال ما قال فى حق ابى طالب

نا اميدم مكن از سابقه لطف ازل تو چهـ دانى كه پس پرده كه خوبست وكه زشت
لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ قال ابن عباس رضى الله عنهما هو العفو عن اذنه للمنافقين فى التخلف عنه وهذا الاذن وان صدر عنه عليه السلام وحده الا انه أسند الى الكل لان فعل البعض يسند الى الكل لوقوعه فيما بينهم كما يقال بنوا فلان قتلوا زيدا وهذا الذنب من قبيل الزلة لان الأنبياء معصومون من الكبائر والصغائر عندنا لان ركوب الذنوب مما يسقط حشمة من يرتكبها وتعظيمه من قلوب المؤمنين والأنبياء يجب ان يكونوا مهابين موقرين ولذا عصموا من الأمراض المنفرة كالجذام وغيره فليس معنى الزلة انهم زلوا عن الحق الى الباطل ولكن معناها انهم زلوا عن الأفضل الى الفاضل وانهم يعاتبون به لجلال قدرهم ومكانتهم من الله تعالى كما قال ابو سعيد الخراز قدس سره حسنات الأبرار سيآت المقربين وقال السلمى ذكر توبة النبي عليه السلام لتكون مقدمة لتوبة الامة وتوبة التابع انما تقبل التصحيح بالمقدمة وقال فى التأويلات النجمية التوبة فضل من الله ورحمة مخصوصة به لينعم بذلك على عباده فكل نعمة وفضل يوصله الله الى عباده يكون عبوره على ولاية النبوة فمنها يفيض على المهاجرين والأنصار وجميع الامة فلهذا قال لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ يدل عليه قوله عليه السلام ما صب الله فى صدرى شيأ الا وصببته فى صدر ابى بكر رضى الله عنه والأنصار جمع نصير كشريف واشراف او جمع ناصر كصاحب واصحاب وهم عبارة عن الصحابة الذين آووا رسول الله ﷺ من اهل المدينة وهو اسم إسلامي سمى الله تعالى به الأوس والخزرج ولم يكونوا يدعون بالأنصار قبل نصرتهم لسيدنا رسول الله ﷺ ولا قبل نزول القرآن بذلك وحبهم واجب وهو علامة الايمان وفى الحديث (آية المؤمن حب الأنصار. وحب الأنصار آية الايمان. وآية النفاق بغض الأنصار) كذا فى فتح القريب والمهاجرون أفضل من الأنصار كما يدل عليه قوله عليه السلام (لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار) قال ابن الملك المراد منه إكرام الأنصار فانه لارتبة بعد الهجرة أعلى من نصرة الدين انتهى وباقى الكلام سبق عند قوله تعالى وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الآية فارجع الى تفسيرها الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ اى النبي ﷺ ولم يتخلفوا عنه ولم يخلوا بأمر من أوامره فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ اى وهو الزمان الذي وقع فيه غزوة

صفحة رقم 525

تبوك فانه قد أصابتهم فيها مشقة عظيمة من شده الحر وقلة المركب حتى كانت العشرة تعتقب على بعير واحد ومن قلة الزاد حتى قيل ان الرجلين كانا يقتسمان تمرة وربما مصها الجماعة ليشربوا عليها الماء المتغير ومن قلة الماء حتى شربوا الفظ وهو ماء الكرش عن عمر رضى الله عنه خرجنا فى قيظ شديد وأصابنا فيه عطش شديد حتى ان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه قال الكاشفى [وبر طوبات أجواف وامعاى آن دهن خويش را تر ميساختند] ولذلك سميت غزوة العسرة وسمى من جاهد فيها بجيش العسرة وهذه صفة مدح لاصحاب النبي عليه السلام باتباعهم إياه فى وقت الشدة ومع ذلك فقد كانوا محتاجين الى التوبة فما ظنك بغيرهم ممن لم يقاس ما قاسوه مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ اى يميل قلوب طائفة منهم عن الثبات مع رسول الله ﷺ بان هموا ان ينصرفوا فى غير وقت الانصراف من غير ان يؤذن لهم فى ذلك لشدائد أصابتهم فى تلك الغزوة لكنهم صبروا واحتسبوا وندموا
على ما ظهر على قلوبهم فتاب الله عليهم وفى كاد ضمير الشأن وجملة يزيغ فى محل النصب على انها خبر كاد وخبر كاد إذا كان جملة لا بد ان يكون فيه ضمير يعود على اسمها الا إذا كان اسمها ضمير الشان فحينئذ لا يجب ان يكون فيه ضمير يعود الى اسمها ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ اى تجاوز عن ذنبهم الذي فرط منهم وهو تكرير للتأكيد وتنبيه على انه يتاب عليهم من أجل ما كابدوا من العسرة: قال الحافظ

مكن ز غصه شكايت كه در طريق طلب براحتى نرسيد آنكه زحمتى نكشيد
إِنَّهُ اى الله تعالى بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ استئناف تعليل فان صفة الرأفة والرحمة من دواعى التوبة والعفو ويجوز كون الاول عبارة عن ازالة الضرر والثاني عن إيصال المنفعة وان يكون أحدهما للسوابق والآخر للواحق ومن كمال رحمته إرسال حبيبه واظهار معجزاته- روى- انهم شكوا للنبى عليه السلام عسرة الماء فى غزوة تبوك فقال أبو بكر رضى الله عنه يا رسول الله ان الله تعالى عودك فى الدعاء خيرا فادع الله لنا قال (أتحب ذلك) قال نعم فرفع عليه السلام يديه فلم يرجعهما حتى أرسل الله سحابة فمطرت حتى ارتوى الناس واحتملوا ما يحتاجون اليه وتلك السحابة لم تتجاوز العسكر- وروى- انهم نزلوا يوما فى غزوة تبوك على غير ماء بفلاة من الأرض وقد كادت عتاق الخيل والركاب تقع عطشا فدعا عليه السلام وقال (اين صاحب الميضاة) قيل هو ذا يا رسول الله قال (جئنى بميضاتك) فجاء بها وفيها شىء من ماء فوضع أصابعه الشريفة عليها فنبع الماء بين أصابعه العشر وأقبل الناس واستقوا وفاض الماء حتى رووا ورووا خيلهم وركابهم وكان فى العسكر من الخيل اثنا عشر الف فرس ومن الإبل خمسة عشر الف بعير والناس ثلاثون الفا وفى رواية سبعون: قال السلطان سليم الاول من الخواقين العثمانية
كوثر نمى ز چشمه احسان رحمتش آب حيات قطره از جام مصطفاست
- روى- انهم لما أصابهم فى غزوة تبوك مجاعة قالوا يا رسول الله لو أذنت لنا نحرنا نواضحنا وادّهنا فقال عمر رضى الله عنه يا رسول الله ان فعلت فنى الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم

صفحة رقم 526

وادع الله لهم فيها بالبركة لعل الله ان يجعلها فى ذلك فقال عليه السلام (نعم) فدعا بنطع فبسطه ثم دعاهم بفضل أزوادهم فجعل الرجل يأتى بكف من درة ويجيىء الآخر بكف من تمر ويجيىء الآخر بميرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شىء يسير فدعا عليه السلام بالبركة ثم قال (خذوا فى اوعيتكم) فاخذوا حتى ما تركوا فى العسكر وعاء إلا ملأوه وأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال ﷺ (اشهد ان لا اله الا الله وانى رسول الله لا يلقى الله بها عبد غير شاك إلا وقاه الله النار) : قال الشيخ المغربي قدس سره

كل توحيد نرويد ز زمينى كه درو خار شرك وحسد وكبر وريا وكين است
والاشارة فى الآية لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ اى نبى الروح بمنزلة النبي يأخذ بالهام الحق حقائق الدين ويبلغها الى أمته من القلب والنفس والجوارح والأعضاء. فالمعنى أفاض الله على نبى الروح ومهاجرى صفاته الذين هاجروا معه من مكة الروحانية الى المدينة الجسدانية والأنصار من القلب والنفس وصفاتها وهم ساكنوا مدينة الجسد فيوضات الرحمة الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ الروح ساعة رجوعه الى عالم العلو بالعسرة إذ هم نشأوا فى عالم السفل يعسر عليهم السير الى عالم العلو من بعد ما كاد بزيغ قلوب فريق من النفس وصفاتها وهواها فان ميلها طبعا الى عالم السفل ثم تاب عليهم بافاضة الفيض الرباني لتعليهم عن طبعهم انه بهم روف رحيم ليجعلهم باكسير الشريعة قابلين للرجوع الى عالم الحقيقة كذا فى التأويلات النجمية وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا اى وتاب الله على الثلاثة الذين اخر أمرهم ولم يقطع فى شأنهم بشىء الى ان نزل فيهم الوحى وهم كعب بن مالك الشاعر ومرادة بن الربيع العنبري وهلال بن امية الأنصاري يجمعهم حروف كلمة «مكه» وآخر اسماء آبائهم «عكه» حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ غاية للتخفيف اى اخر أمرهم الى ان ضاقت عليهم الأرض بِما رَحُبَتْ اى برحبها وسعتها لاعراض الناس حتى عن المكالمة معهم ولو بالسلام ورده وكانوا يخافون ان يموتوا فلا يصلى النبي عليه السلام ولا المؤمنون على جنازتهم وهو مثل لشدة الحيرة كأنه لا يستقر به قرار ولا تطمئن له دار وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ اى امتلأت قلوبهم بفرط الوحشة والغم بحيث لم يبق فيها ما يسع شيأ من الراحة والانس والسرور عبر عن الراحة والسرور بضمير عليهم حيث قيل ضاقت عليهم تنبيها على ان انتفاء الراحة والسرور بمنزلة انتفاء ذواتهم وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ اى علموا وأيقنوا ان لا ملاذ ولا خلاص من سخطه تعالى الا الى استغفاره فظنوا بمعنى علموا لانه تعالى ذكر هذا الوصف فى معرض المدح والثاء وذا لا يكون الا مع علمهم بذلك. وقوله ان مخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن مقدر ولا مع ما فى حيزها خبران ومن الله خبر لا وان مع ما فى حيزها ساد مسد مفعولى ظنوا والا استثناء من العام المحذوف اى وعلموا ان الشان لا التجاء من سخط الله الى أحد الا اليه قال بعض المتقدمين من تظاهرت عليه النعم فليكثر الحمد لله ومن كثرت همومه فليكثر الاستغفار واعلم ان من توغل فى بحر التوحيد بحيث لا يرى فى الوجود الا الله لم يلتجىء الا الى الله فالفرار ليس الا اليه على كل حال واما المظاهر او المحال فليست الا أسبابا: وفى المثنوى

صفحة رقم 527

گرچهـ سايه عكس شخص است اى پسر هيچ از سايه نتانى خورد بر هين ز سايه شخص را مى كن طلب در مسبب رو گذر كن از سبب ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ اى وفقهم للتوبة لِيَتُوبُوا ليرجعوا عن المعصية واعلم ان هاهنا أمورا ثلاثة. التوفيق للتوبة وهو ما دل عليه قوله ثم تابَ. ونفس التوبة وهو ما دل عليه قوله لِيَتُوبُوا. وقبول الله تعالى إياها وهو ما دل عليه قوله وَعَلَى الثَّلاثَةِ وانما عطف الأمر الاول على الثالث بكلمة ثم لكونه اصل الجميع مقدما على الأمر الثالث بمرتبتين فتكون كلمة ثم للتراخى الرتبى ويجوز ان يكون المعنى ثم تاب عليهم اى انزل قبول توبتهم ليتوبوا اى ليصيروا من جملة التوابين ويعدوا منهم فتكون كلمة ثم على اصل معناها لان إنزال القبول متفرع على نفس القبول المذكور بقوله وعلى الثلاثة إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ اى
المبالغ فى قبول التوبة لمن تاب وان عاد فى اليوم مائة مرة المتفضل عليهم بفنون الآلاء مع استحقاقهم لافانين العقاب

كر لطف تو يارى ننمايد ز نخست هم توبه شكسته است وهم پيمان سست
چون تو به باميد پذيرفتن تست تا تو نپذيرى نشود توبه درست
- روى- ان ناسا من المؤمنين تخلفوا عن رسول الله ﷺ منهم من بدا له وكره مكانه فلحق به عليه السلام عن الحسن انه قال بلغني انه كان لاحدهم حائط كان خيرا من مائة الف درهم فقال يا حائطاه ما خلفنى الا ظلك وانتظار ثمارك اذهب فانت فى سبيل الله ولم يكن لآخر الا اهله فقال يا اهلاه ما بطأنى ولا خلفنى الا الضن بك فلا جرم والله انى لأكابدنّ المفاوز حتى الحق برسول الله ﷺ فركب ولحق ولم يكن لآخر الا نفسه لا اهل ولا مال فقال يا نفسى ما خلفنى الا حب الحياة لك والله لأكابدنّ الشدائد حتى الحق برسول الله ﷺ فتأبط زاده ولحق به عليه السلام وعن ابى ذر الغفاري بعيره ابطأه فحمل متاعه على ظهره واتبع اثر رسول الله ﷺ ماشيا
راه نزديك وبما ندم سخت دير سير كشتم زين سوارى سير سير
فقال ﷺ لما رأى سواده (كن أبا ذر) فقال الناس هو ذاك فقال عليه السلام (رحم الله أبا ذر يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده) ومنهم من بقي ولم يلحق به عليه السلام وهم الثلاثة وكان كعب شهد بيعة العقبة وهلال ومرارة شهدا بدرا قال كعب لما قفل رسول الله ﷺ جئته وسلمت عليه فرد علىّ كالمغضب بعد ما ذكرنى وقال (يا ليت شعرى ما خلف كعبا) فقيل له ما خلفه الأحسن برديه والنظر فى عطفيه قال (ما اعلم الا فضلا وإسلاما) وقال (ما خلفك عنى ألم تكن قد ابتعت ظهرك) فقلت ما خلفنى عنك عذر وانما تخلفت بمجرد الكسل وقلة الاهتمام فقال عليه السلام (قم عنى حتى يقضى الله فيك) وكذا قال لصاحبيه ونهى عن كلامهم فاجتنبهم الناس ولم يكلمهم أحد من قريب ولا بعيد فاما الرجلان فمكثا فى بيوتهما يبكيان واما كعب فكان يحضر الصلاة مع المسلمين ويطوف فى الأسواق فلا يكلمه أحد منهم قال كعب وبينما انا امشى بسوق المدينة إذا نبطى من أنباط الشام ممن قدم

صفحة رقم 528

بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدلنى على كعب بن مالك فطفق اى جعل الناس يشيرون له حتى إذا جاءنى دفع الى كتابا من ملك غسان الىّ وهو الحارث بن ابى شمر وكان الكتاب ملفوفا فى قطعة من الحرير فاذا فيه اما بعد فانه قد بلغني ان صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هو ان ولا بضيعة ذل فالحق بنا نواسك فقلت لما قرأته وهذا ايضا من البلاء فتيممت اى قصدت به التنور فسجرته به اى ألقيته فيه والأنباط قوم يسكنون البطائح بين العراقين قال حتى إذا مضت أربعون ليلة جاءنى رسول من رسول الله ﷺ فقال ان رسول الله ﷺ يأمرك ان تعتزل امرأتك فقلت أطلقها أم ماذا قال لابل اعتزلها ولا تقربها وأرسل الى صاحبى وهما هلال ومرارة بمثل ذلك فقلت لامرأتى الحقي باهلك فكونى عندهم حتى يقضى الله فى هذا الأمر فجاءت امرأة هلال رسول الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان هلالا شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره ان اخدمه فقال عليه السلام (لا ولكن لا يقربك) وقالت والله انه ما به حركة الى شىء والله ما زال يبكى منذ كان من امره ما كان الى يومه هذا فمضى بعد ذلك عشر ليال حتى كملت خمسون ليلة من حين النهى عن الكلام قال كعب فلما كان صلاة الفجر صبح تلك الليلة سمعت صوتا من ذروة جبل سلع يقول با على صوته يا كعب بن مالك ابشر

ابشروا يا قوم إذ جاء الفرج افرحوا يا قوم قد زال الحرج
مى دمد در گوش هر غمگين بشير خيز اى مدبر ره اقبال گير
اى درين حبس ودرين كند وشپش هين كه تا كس نشود رسنى خمش
چون كنى خامش كنون اى يار من كزين هرمو بر آمد طبل زن
فخررت ساجدا وعرفت ان رسول الله ﷺ اعلم بتوبة الله علينا فلما جاءنى الرجل الذي سمعت صوته يبشرنى وهو حمزة بن عمرو الأوسي نزعت ثوبى فكسوته إياهما ببشراه والله ما املك غيرهما يومئذ
بعيد نيست كه صد جان بمژده بستانند برين بشارت دولت كه عن قريب آمد
واستعرت من ابن عمى ابى قتادة ثوبين فلبستهما. وكان المبشر لهلال بن امية اسعد بن سعد. ولمرارة بن ربيع سلكان بن سلامة قال كعب انزل الله توبتنا على نبيه حين بقي الثلث الأخير من الليل ورسول الله ﷺ عند أم سلمة رضى الله عنها وكانت أم سلمة محسنة فى شأنى معينة فى امرى فقال عليه السلام (يا أم سلمة تيب على كعب) قالت أفلا أرسل اليه فابشره (قال إذا يحطم الناس فيمنعوكم النوم سائر الليلة) حتى إذا صلى رسول الله ﷺ صلاة الفجر اعلم بتوبة الله علينا قال فانطلقت الى رسول الله ﷺ فتلقانى الناس فوجا فوجا يهنئونى بالتوبة يقولون ليهنئك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فاذا رسول الله ﷺ جالس وحوله الناس فقام الى طلحة بن عبد الله يهرول حتى صافحنى وهنأنى والله ما قام الى رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة وذلك لانه عليه السلام كان آخى بينهما حين قدم المدينة قال فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه

صفحة رقم 529
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية