آيات من القرآن الكريم

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ

قال مجاهد : هذا وعيد من الله تعالى للمخالفين أوامره، بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى، وعلى الرسول ﷺ وعلى المؤمنين، ، وهذا كائن لا محالة يوم القيامة، كما قال :﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تخفى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [ الحاقة : ١٨ ]، وقال تعالى :﴿ يَوْمَ تبلى السرآئر ﴾ [ الطارق : ٩ ]، وقال :﴿ وَحُصِّلَ مَا فِي الصدور ﴾ [ العاديات : ١٠ ]، وقد يظهر الله تعالى ذلك للناس في الدنيا كما قال الإمام أحمد عن رسول الله ﷺ أنه قال :« لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة، لأخرج الله عمله للناس كائناً ما كان »، وقد ورد : أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات والأقرباء والعشائر في البرزه، كما ورد عن النبي ﷺ أنه قال :« إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات، فإن كان خيراً استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا » وقال البخاري : قالت عائشة رضي الله عنها : إذا أعجبك حسن عمل امرئ مسلم فقل :﴿ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمنون ﴾، وفي الحديث الصحيح :« إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله قبل موته »، قالوا : يا رسول الله وكيف يستعمله؟ قال :« يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه ».

صفحة رقم 1082
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد نسيب بن عبد الرزاق بن محيي الدين الرفاعي الحلبي
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية