
وقال الأخفش وأبو حاتم: ﴿كَمَا بَدَأَكُمْ﴾ تمام.
وقيل: ﴿تَعُودُونَ﴾ التمام.
ومن قال معنى الآية: كما خلقكم أشقياء وسعداء ﴿تَعُودُونَ﴾، لم يقف إلا على: ﴿الضلالة﴾، وهو قول الكسائي.
قوله: ﴿يابنيءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ﴾ الآية.
هذا خطاب لهؤلاء القوم الذين كانوا يتعرون في الطواف، فأمروا بالكسوة

﴿عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾.
قال السدي: " الزينة "، ما يواري العورة، قال: وكانوا يحرمون الودك ما أقاموا بالموسم، فقال لهم الله ( تعالى) :﴿ وكُلُواْ واشربوا وَلاَ تسرفوا﴾، أي: في التحريم.
وقال ابن زيد: ﴿[وَ] لاَ تسرفوا﴾: لا تأكلوا حراماً.
[و] قال علي رضي الله عنهـ: ليس في الطعام سرف.

قال ابن عيينة: ليس في الحلال سرف؛ إنما السرف في ارتكاب المعاصي.
(والإسراف أن يأكل ما لا يحل أكله مما حرم الله، تعالى، أن يؤكل منه شيء، أو تأكل مما أحل لك فوق القصد ومقدار الحاجة، فأعلم الله، تعالى، أنه لا يحب من أسرف، ومن لم يحببه الله، تعالى، فهو في النار، نعوذ بالله من النار).
وروى قتادة عن أنس أن النبي ﷺ، " قال في قوله [تعالى]: ﴿خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾، قال: صلوا في النعال ".
فستر العورة فرض بهذه الآية على أبصار جميع الناظرين، إلا الأزواج، أو ما ملكت الأيمان.