آيات من القرآن الكريم

مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
ﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ

قال أهل المعاني: (هذه الآية بيان عن ذم المكذب بآيات الله بأن مثله أسوأ مثل وأن نفسه ظلم وحظه خسر) (١).
١٧٨ - قوله تعالى: ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ﴾. قال ابن عباس (٢): (يريد: من يرشده الله (٣) إلى دينه).
وقال ابن كيسان (٤): (يريد: من يتول الله تنبيهه وإرشاده ﴿فَهُوَ الْمُهْتَدِي﴾)، يجوز إثبات الياء فيه على الأصل، ويجوز حذفها استخفافًا كما قيل في بيت الكتاب:

وطرتُ بمنصلي (٥) في يعملاتٍ دوامي (٦) الأيدِ يخبطن السريحا
(١) لم أقف عليه
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ٢/ ١٤٢.
(٣) في (ب): (من يرشد الله).
(٤) لم أقف عليه.
(٥) الشاهد لمضرس بن ربعي الأسدي في "اللسان" ١/ ٥٠٩ (ثمن)، ٤٩٥١ (يدي) وبلا نسبة في: "الكتاب" ١/ ٢٧ و٤/ ١٩٠، و"الجمهرة" ١/ ٥١٢، و"الإغفال" ص ٨٨٠، و"سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥١٩ - ٧٧٢، و"الخصائص" ٢/ ٢٦٩ - ٣/ ١٣٣، و"المنصف" ٢/ ٧٣، و"الصحاح " ٥/ ٢٠٨٩ (ثمن) و٦/ ٢٥٣٩ (يدي)، و"أمالي ابن الشجري" ٢/ ٢٨٩، و"الإنصاف" ص ٤٢٩، و"تفسير الرازي" ١٥/ ٥٩، و"اللسان" ٢/ ١٥٩٣ (خبط)، و"الدر المصون" ٥/ ٥٢٠، و"المغني" لابن هشام ١/ ٢٢٥، وهو لمضرس أو ليزيد بن الطثرية في "اللسان" ١/ ٦١٥ (جزر)، و"شرح شواهد المغني" للسيوطي ٢/ ٥٩٨، و (المنصُل: السيف، ويعملات: جمع يعملة وهي الناقة القوية على العمل، والسريح: جلود أو خرق تشد على الأخفاف حين تحفى الناقة، والشاهد: الأيد، حيث حذف الياء للضرورة والأصل الأيدي).
(٦) في (ب): "دوام" وكذا في بعض نسخ "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥١٩ كما أشار محققه في الحاشية.

صفحة رقم 474

ومن أبياته أيضًا:

كنواح ريش حمامة نجدية ومسحت باللثتين عصف الأثمد (١)
قال أبو الفتح (٢): (يريد: كنواحي، فحذف الياء لأنه شبه المضاف إليه بالتنوين فحذف الياء لأجله كما يحذفها لأجل التنوين، لأنهما يتعاقبان، كما شبه الأول لام المعرفة في الأيد بالتنوين من حيث كانت هذه الأشياء من خواص الأسماء، ومتعقبة عليها فحذف الياء لأجل اللام كما يحذف لأجل التنوين. قال: هكذا أخذت من لفظ أبي علي) (٣).
وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُضْلِلْ﴾، قال عطاء عن ابن عباس: (يريد: من يضله (٤) الله ويخذله ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ يريد: خسروا الدنيا والآخرة) (٥).
(١) "الشاهد" لخفاف بن ندبة الأسدي في "ديوانه" ص ٥١٤، و"الكتاب" ١/ ٢٧، و"الإنصاف" ص ٤٣٠، و"اللسان" ١/ ٤٦٠ (تيز)، ٤٩٥١ (يدي)، و"شرح شواهد المغني" ١/ ٣٥٤، وبلا نسبة في: "المنصف" ٢/ ٢٢٩، "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٧٧٢، و"الصحاح" ٦/ ٢٥٣٩ (يدي)، و"تفسير الرازي" ١٥/ ٥٩، و"الدر المصون" ٥/ ٥٢٠، و"المغني" لابن هشام ١/ ١٠٥، وعصف الأثمد: ما سحق من حجر الكحل، وهو يصف شفتي المرأة ويشبهها بنواحي الريش يقول: (مسحت اللثتين بعصف الأثمد فقلب).
والشاهد: "كنواح" والأصل كنواحي حيث حذف الياء للضرورة
(٢) أبو الفتح: عثمان بن جني، نحوي مشهور. تقدمت ترجمته.
(٣) "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٧٧٢ - ٧٧٣، وانظر: قول أبي علي الفارسي في "الإغفال" ص ٨٨٠ - ٨٨١.
(٤) في (ب): (يضلله).
(٥) ذكره "الواحدي" ٢/ ٢٧٢، والرازي ١٥/ ٥٩ بلا نسبة.

صفحة رقم 475
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
عدد الأجزاء
1