آيات من القرآن الكريم

قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ

ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه من المبانى والقصور، والعمارات والدور، وما كانوا يقيمون من العرائش والسقف في الجنات والبساتين، وهكذا من يقوم وقلبه عامر بالإيمان، وروحه مليئة باليقين والإسلام، يقوم ضد عدو الله ولو كان فرعون مصر صاحب الحول والطول والجند والحشم والمال والخدم، يقوم لله ولإزالة الفساد والطغيان فالله معه وناصره ومؤيده.
وقد كان موسى وهارون ومن معهما كذلك إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ وما حوادث الانقلاب التي مرت بنا ببعيدة!!.
نعم الله على بنى إسرائيل وما قابلوها به [سورة الأعراف (٧) : الآيات ١٣٨ الى ١٤١]
وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (١٣٨) إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٩) قالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٤٠) وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (١٤١)
المفردات:
وَجاوَزْنا جاز الشيء وجاوزه وتجاوزه: عداه وانتقل عنه. يَعْكُفُونَ عكف يعكف على الشيء: أقبل عليه ولازمه تعظيما له. أَصْنامٍ جمع صنم، وهو

صفحة رقم 758

ما يصنع من خشب أو حجر أو معدن أو عجوة رمزا لشيء حقيقى أو خيالي ليعظم تعظيم العبادة، والتمثال لا بد أن يكون مثالا لشيء حقيقى، فإن عبد فهو صنم.
مُتَبَّرٌ التبار: الهلاك. باطِلٌ: هالك وزائل لا بقاء له.
المعنى:
أنعم الله على بنى إسرائيل نعما لا تحصى حيث نجاهم من فرعون وملئه، وأهلك عدوهم وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم، وجاوز بهم البحر آمنين، وأغرق فرعون وقومه، ومع هذا لم يقابلوا النعم بما يجب من الشكر والطاعة، بل قابلوها بالكفر والعصيان، وهكذا كان اليهود قديما وحديثا، وفي هذا تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
وجاوزنا ببني إسرائيل البحر، أى: تجاوزوه بعناية الله ورعايته حتى كأن الله معهم بذاته، فلما انتقلوا عنه ورأوا قوما «قيل: من العرب، وقيل: من غيرهم» عاكفين على أصنام لهم ومقبلين عليها ومعظمين لها تعظيم العبادة والتقديس.
قالوا يا موسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، وهذا الطلب منهم دليل على أن تقديس الأصنام وعبادة غير الله كانت متأصلة في نفوسهم وفيهم حنين لها، وهذا شأن من دخل في دين الله حديثا.
ولقد رد موسى على من طلب منه هذا الطلب بقوله:
إنكم قوم تجهلون ما يجب لله- سبحانه- من صفات التقديس والكمال، وتجهلون حقيقة التوحيد الخالص له سبحانه، وأنه ليس في حاجة إلى شفيع أو واسطة، بل هو أقرب إلى عبده من حبل الوريد، وتجهلون حقيقة الرسالة بدليل طلبكم منى هذا!! إن هؤلاء القوم العاكفين على أصنامهم مقضىّ على ما هم فيه بالهلاك والتبار، إذ إنها لا تنفع أبدا ولا تضر، وباطل عملهم في الدنيا والآخرة، وفي تعبير القرآن إشارة إلى أن عبدة الأصنام هم المعرضون للهلاك، وأن عملهم هذا إلى زوال، أو في هذا بشارة بزوال عهد الوثنية من تلك الأرض، قل لهم يا موسى: أغير الله خالق السموات والأرض المنعم عليكم بهذه النعم أأطلب لكم إلها غيره؟!! إن هذا لشيء عجيب.
وكيف تطلبون هذا وهو فضلكم على عالمي زمانكم.

صفحة رقم 759
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية