آيات من القرآن الكريم

وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ

ولا يفرحنّ المسلمون بهذا الوعيد فإنهم يستحقون العقاب أيضا إذا تخلوا عن قرآنهم لأن التخلي عنه قريب من التكذيب به، فيشملهم الوعيد والإنذار:
قُلْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ، مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ. سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت ٤١/ ٥٢- ٥٣].
الإعراض عن مجالس المستهزئين بالقرآن وعذابهم
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٦٨ الى ٧٠]
وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٦٨) وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٦٩) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠)
الإعراب:
وَلكِنْ ذِكْرى يجوز فيها النصب والرفع، فالنصب على المصدر وتقديره: ذكّركم ذكرى. والرفع على أنه مبتدأ، وخبره محذوف، وتقديره: ولكن عليهم ذكرى.
أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ مفعول لأجله، وتقديره: لئلا تبسل أي لئلا تسلّم نفس للهلاك وترهن بسوء عملها.

صفحة رقم 245

البلاغة:
فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وضع الظاهر. مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ موضع الضمير. معهم لتسجيل شناعة ما ارتكبوا عليهم، حيث كذبوا واستهزءوا بدلا من التصديق والتعظيم. لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ فيه ما يعرف بالسجع.
المفردات اللغوية:
يَخُوضُونَ المراد به هنا الاسترسال في الحديث، وقد استعمله القرآن أيضا في المشاركة في الباطل مع أهله، وأصل الخوض: الدخول في الماء سيرا أو سباحة. يَخُوضُونَ فِي آياتِنا أي يتكلمون في القرآن استهزاء. فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ انصرف عنهم ولا تجالسهم. وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ أي ينسيك وجوب الإعراض عنهم، فقعدت معهم. بَعْدَ الذِّكْرى المراد هنا التذكر. وَلكِنْ ذِكْرى المراد هنا التذكير والموعظة. لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ الخوض.
وَذَرِ اترك ولا تتعرض لهم. لَعِباً وَلَهْواً باستهزائهم به. وَذَكِّرْ بِهِ عظ بالقرآن الناس. أَنْ تُبْسَلَ لئلا تبسل نفس، أي تسلّم إلى الهلاك، وتحبس في النار، وتمنع من الثواب. والبسل: حبس الشيء ومنعه بالقوة، ومنه شجاع باسل، أي يحمي نفسه ويمنعها. بِما كَسَبَتْ عملت. لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ أي غيره. وَلِيٌّ ناصر. وَلا شَفِيعٌ يمنع عنها العذاب. وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ تفد كل فداء. لا يُؤْخَذْ مِنْها ما تفدى به. شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ ماء بالغ نهاية الحرارة، أي شديد الحرارة. وَعَذابٌ أَلِيمٌ شديد الألم أو مؤلم. بِما كانُوا يَكْفُرُونَ بكفرهم.
سبب النزول:
روى الطبري عن السدي في آية وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ... قال:
كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في النّبي صلّى الله عليه وسلّم والقرآن، فسبوه واستهزءوا به، فأمرهم الله أن لا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره.
وروي مثل ذلك عن سعيد بن جبير وابن جريج وقتادة ومقاتل.
وروى الطبري أيضا عن سعيد بن جبير ومجاهد أنهما قالا في قوله تعالى:
وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ... : الذين يكذبون بآياتنا «١».

(١) تفسير الطبري: ٧/ ١٤٨، تفسير الرازي: ١٣/ ٢٥

صفحة رقم 246

وروى عن ابن عباس وابن سيرين: أنها نزلت في أهل الأهواء والبدع من المسلمين الذين يؤولون الآيات بالباطل، لتأييد ما استحدثوا من المذاهب والآراء.
ولما قال المسلمون: إن قمنا كلما خاضوا، لم نستطع أن نجلس في المسجد وأن نطوف، فنزل: وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ أي يتقون الله من حساب الخائضين من شيء أي إثم إذا جالسوهم. ومِنْ: صلة زائدة.
المناسبة:
بعد أن بيّن الله تعالى في الآيات السالفة أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم ليس عليه أن يكون حفيظا رقيبا على أعمال المكذبين بآيات الله، وإنما هو مبلّغ، وأن الزمان سيخبرهم بعاقبة تكذيبهم، أبان في هذه الآيات وجوب إعراض الرسول صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين عن مجالس المشركين إن ضموا إلى كفرهم وتكذيبهم الاستهزاء بالدين والطعن في القرآن والرسول.
التفسير والبيان:
وإذا رأيت يا محمد وكل سامع مسلم الذين يخوضون في آيات القرآن بالتكذيب والاستهزاء، فانصرف عنهم ولا تجالسهم، حتى يخوضوا في غير حديث الكفر والاستهزاء والتكذيب. ومثلهم من يخوض في القرآن بتأويله تأويلا باطلا نابعا من البدع والأهواء والآراء الفاسدة، لا تجالسهم واتركهم. وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وكذلك لا تجالس كل من يحرف القرآن ويؤول آياته لتكفير مسلم وتضليل مهتد.
فإذا خاضوا في حديث آخر، فلا مانع من مجالستهم والتحدث إليهم.

صفحة رقم 247

وإن أنساك الشيطان أيها المسلم النهي والمنع، فجلست مع الخائضين ناسيا، فلا تقعد بعد التذكر مع القوم الظالمين أنفسهم بالتكذيب والاستهزاء.
والخطاب للرسول وكل سامع مسلم.
ويجوز وقوع النسيان على النبي بغير وسوسة الشيطان لقوله تعالى:
وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ [الكهف ١٨/ ٢٤] وقد وقع النسيان من آدم عليه السلام: فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً [طه ٢٠/ ١١٥] ومن موسى عليه السلام: قالَ: لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ [الكهف ١٨/ ٧٣] وثبت في الكتب الستة أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم سها في الصلاة وقال: «إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكّروني».
أما في تبليغ الوحي والدين المنزل من الله، فإن الأنبياء معصومون عن نسيان شيء مما أمرهم الله بتبليغه من حلال أو حرام لقوله تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ
[القيامة ٧٥/ ١٦- ١٩].
وإنساء الشيطان للإنسان بعض الشيء ليس من قبيل التصرف فيه، والسلطان عليه لقوله تعالى: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ، وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ [النحل ١٦/ ٩٩- ١٠٠].
فإن تجنبوا مجالسة الخائضين، فلا يحاسبون على خوضهم، وبرئوا من عهدتهم، وتخلصوا من إثمهم. وقال آخرون (مجاهد والسدي وابن جريج) : بل معناه: وإن جلسوا معهم، فليس عليهم من حسابهم من شيء، وزعموا أن هذا منسوخ بآية النساء المدنية وهي قوله: إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [٤/ ١٤٠].

صفحة رقم 248

وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أي أمرناكم بالإعراض عنهم حينئذ تذكيرا وموعظة، لعلهم يتقون الخوض في آياتنا، ويذكرون الله.
وعلى التفسير الثاني لمجاهد ومن وافقه: يكون المراد هذه الآية: أمرناكم بالإعراض عنهم حينئذ تذكيرا لهم عما هم فيه، لعلهم يتقون ذلك، ولا يعودون إليه. وقال الزمخشري: ولكن عليهم أثناء مجالستهم أن يذكروهم ذكرى إذا سمعوهم يخوضون، بالقيام عنهم، وإظهار الكراهة لهم وموعظتهم، لعلهم يجتنبون الخوض حياء، أو كراهة لمساءتهم. وروي أن المسلمين قالوا: لئن كنا نقوم كلما استهزءوا بالقرآن، لم نستطع أن نجلس في المسجد الحرام، وأن نطوف، فرخص لهم.
ثم أكد الله تعالى ترك المستهزئين بقوله: وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ..
أي دع أيها الرسول ومن تبعك من المؤمنين وأعرض عن هؤلاء المشركين الذين يتلاعبون بدينهم بعبادة الأصنام، يصنعونها ثم يأكلونها، فقد أضاعوا عمرهم فيما لا يفيد وهذا هو اللعب، وشغلوا أنفسهم عن العمل المفيد وهذا هو اللهو، وغرتهم الدنيا الفانية، وآثروها على الحياة الباقية، واشتغلوا بلذات الدنيا الحقيرة، فخاضوا في آيات الله بدلا عما كان يجب عليهم من فهمها وتدبرها وامتثالها. وهو كقوله تعالى: ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا، وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ، فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الحجر ١٥/ ٣].
وذكّر الناس بالقرآن وعظهم به لئلا تحبس عن الخير، وتمنع في جهنم نفس بما عملت، وتسلم إلى الهلاك، وترتهن بعملها الذي صدر منها في الدنيا، كقوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ، إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ [المدثر ٧٤/ ٣٨- ٣٩].
وقوله: لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ أي والحال لا قريب ولا أحد يشفع فيها، ولا ناصر ينصرها، كقوله تعالى: ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ

صفحة رقم 249

وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ
[غافر ٤٠/ ١٨] وقوله: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ، وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة ٢/ ٢٥٤].
وكما لا تنفع الشفاعة والوساطة، لا ينفع بذل الفداء: وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أي وإن بذلت كل فداء أو مبذول، ما قبل منها، كقوله تعالى:
وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً، وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ، وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ، وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ [البقرة ٢/ ١٢٣].
وهذا إبطال لمبدأ من مبادئ الوثنية: وهو رجاء النجاة في الآخرة كما في الدنيا بتقديم الفدية الى لله تعالى، أو بشفاعة الشفعاء ووساطة الوسطاء عند الله تعالى.
وهذا الإبسال والإهلاك والعذاب في النار كان بسوء صنعهم، قال تعالى:
أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا.. أي أولئك المتخذون دينهم لعبا ولهوا هم الذين جوزوا وعذبوا بسبب عملهم في الدنيا، وجزاؤهم شراب من حميم، أي ماء شديد الحرارة يحرق البطون ويقطع الأمعاء، كقوله تعالى: وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ [محمد ٤٧/ ١٥].
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات الكريمة إلى ما يلي:
١- وجوب الإعراض عن مجالس المستهزئين بالقرآن أو بالنبيّ أو بأحكام الإسلام، ومجالس المتأولين آيات القرآن بغير حق، وتحريفها عن مواضعها. قال ابن خويز منداد: من خاض في آيات الله، تركت مجالسته وهجر، مؤمنا كان أو كافرا.
٢- إذا علم الرجل من الآخر منكرا، وعلم أنه لا يقبل منه وعظا

صفحة رقم 250

ولا نصحا، فعليه أن يعرض عنه إعراض منكر ولا يقبل عليه، كما قال القرطبي «١».
٣- قال ابن العربي: وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل «٢».
ومنع المالكية الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تعتقد مودّتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم «٣».
٤- لا يطرأ النسيان أصلا على الأنبياء فيما يجب عليهم تبليغه من أحكام الشرع، لعصمتهم عن ذلك، وإنما يمكن طروء النسيان عليهم في الأمور العادية كالسهو أثناء الصلاة ونحو ذلك.
وليس النسيان من قبيل وجود السلطة والتصرف من الشيطان على الإنسان، فتسلطه محصور في المشركين والكافرين، لا في المؤمنين.
٥- الأظهر أن آية وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ... ليست منسوخة، ومعناها الدائم: ليس عليكم شيء من حساب المشركين، وعليكم بتذكيرهم وزجرهم، فإن أبوا فحسابهم على الله.
٦- الاستهزاء في الدين ليس مسوّغا في أي شرع أو ملة، والمستهزئون ما هم إلا لاعبون لاهون غرتهم الحياة الدنيا أي لم يعلموا إلا ظاهرا من الحياة الدنيا، وإن تأصل الكفر فيهم أفسد عليهم فطرتهم، فحجب عنهم كل خير.
٧- القرآن خير مذكر للإنسان من تعريض نفسه للهلاك والعذاب في نار جهنم، والمسلم الحق: من اتخذ القرآن إماما وسنة النّبي صلّى الله عليه وسلّم منهجا، لا من اغترّ بالأماني والأوهام.

(١) تفسير القرطبي: ٧/ ١٢
(٢) أحكام القرآن للقرطبي: ٢/ ٧٣١
(٣) تفسير القرطبي: ٧/ ١٣

صفحة رقم 251
التفسير المنير
عرض الكتاب
المؤلف
وهبة بن مصطفى الزحيلي الدمشقي
الناشر
دار الفكر المعاصر - دمشق
سنة النشر
1418
الطبعة
الثانية
عدد الأجزاء
30
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية