آيات من القرآن الكريم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ

عليكم بالقرآن، فقال رجل من الكوفة: فما تقول في لحم القرد؟.
فقال مجاهد: ليس القرد من بهيمة الأنعام «١».
٢ لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ: مناسك الحج وعلاماته «٢».
وقيل «٣» : الهدايا المشعرة، أي: المطعونة. وفي الحديث «٤» :
«لا سلب إلّا لمن أشعر أو قتل» أي: طعن.
وَلَا الْهَدْيَ: ما يهدى إلى البيت، فلا يذبح حتى يبلغ الحرم «٥».
وَلَا الْقَلائِدَ: كانوا يقلّدون «٦» من لحاء شجر «٧» الحرم ليأمنوا، أي: فلا تقتلوا من تقلد به «٨».

(١) أخرج عبد الرزاق في مصنفه: ٤/ ٥٢٩، كتاب المناسك، باب «الثعلب والقرد» عن مجاهد أنه سئل عن أكل القرد، فقال: «ليس من بهيمة الأنعام».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٣/ ٧، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن مجاهد أيضا.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٩/ ٤٦٣ عن ابن عباس ومجاهد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٤٤٠ عن ابن عباس ومجاهد، وابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٣٧٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٤٦، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٥٠، ونقله البغوي في تفسيره: ٢/ ٧ عن أبي عبيدة وقال: «والإشعار من الشعار، وهي العلامة، وأشعارها:
أعلامها بما يعرف أنها هدي، والاشعار هاهنا: أن يطعن في صحفة سنام البعير بحديدة حتى يسيل الدم، فيكون ذلك علامة أنها هدي»
.
(٤) أخرجه الخطابي في غريب الحديث: ٣/ ١٣٦ بلفظ: «لا سلب إلا لمن أشعر علجا أو قتله» عن مكحول، وهو في الفائق للزمخشري: ٢/ ٢٥٠، وغريب الحديث لابن الجوزي:
١/ ٥٤٣، والنهاية: ٢/ ٤٧٩.
قال الخطابي رحمه الله: «قوله: أشعر علجا: أي أثخنه جراحا. يقال: أشعرت الرجل، إذا جرحته فسال دمه. ومنه إشعار البدن، وهو أن تطعن بالحربة في سنامها... ».
(٥) تفسير الطبري: ٩/ ٤٦٦.
(٦) لحاء الشجرة: - بكسر اللّام-: قشرها.
اللسان: ١٥/ ٢٤١ (لحا).
(٧) في «ج» : يتقلدون. [.....]
(٨) معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٩٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٣٩، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٩/ ٤٦٨، ٤٦٩) عن عطاء، ومجاهد، والسدي، وابن زيد.
وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٥١، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٤١، وزاد المسير: ٢/ ٢٧٣.

صفحة رقم 266

وقيل «١» : على عكسه، أي: لا تحلّوا التقلّد به لأنه عادة جاهلية ولئلا يتشذّب «٢» شجر الحرم.
وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ: أي: لا تحلّوا قاصدين البيت «٣».
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ: لا يكسبنكم «٤». شَنَآنُ قَوْمٍ: أهل مكة،

(١) أخرجه الطبري في تفسيره: ٩/ ٤٦٩ عن عطاء، ومطرّف بن الشخير.
وذكره البغوي في تفسيره: ٢/ ٧.
قال الطبري رحمه الله: «والذي هو أولى بتأويل قوله: وَلَا الْقَلائِدَ- إذ كانت معطوفة على أول الكلام، ولم يكن في الكلام ما يدل على انقطاعها عن أوله، ولا أنه عني بها النهي عن التقلد أو اتخاذ القلائد من شيء- أن يكون معناه: ولا تحلوا القلائد.
فإذا كان ذلك بتأويله أولى، فمعلوم أنه نهي من الله جل ذكره عن استحلال حرمة المقلّد، هديا كان ذلك أو إنسانا، دون حرمة القلادة. وإن الله عز ذكره، إنما دل بتحريمه حرمة القلادة، على ما ذكرنا من حرمة المقلّد، فاجتزأ بذكره «القلائد»
من ذكر «المقلد»، إذ كان مفهوما عند المخاطبين بذلك معنى ما أريد به».
(٢) في أساس البلاغة: ١/ ٤٨٣: «شذب الشجرة. ونخل مشذّب، وطار عن النخل شذ به وهو ما قطع عنه».
وانظر اللسان: ١/ ٤٨٦ (شذب).
(٣) قال الفراء في معاني القرآن: ١/ ٢٩٩: «نسخت هذه الآية الآية التي في التوبة فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ إلى آخر الآية».
وانظر تفسير الطبري: ٩/ ٤٧١، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٥٢، والمحرر الوجيز:
٤/ ٣٢٣.
(٤) هذا نص قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٣٩، ونقله النحاس في معاني القرآن:
٢/ ٢٥٣ عن أبي عبيدة. ولم أقف على هذا القول له في كتابه مجاز القرآن.
وإنما قال: «مجازه: ولا يحملنكم ولا يعدينكم».
ينظر مجاز القرآن: ١/ ١٤٧.
قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٤٣: «والمعنى واحد، وقال الأخفش: لا يجنفنكم بغض قوم. وهذه ألفاظ مختلفة والمعنى واحد».

صفحة رقم 267
إيجاز البيان عن معاني القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم محمود بن أبي الحسن (علي) بن الحسين النيسابورىّ الغزنوي
تحقيق
حنيف بن حسن القاسمي
الناشر
دار الغرب الإسلامي - بيروت
سنة النشر
1415 - 1995
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية