آيات من القرآن الكريم

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ

قَالَ عِكْرِمَةُ: نَزَلَتْ فِي فِنْحَاصَ وَأَشْيَعَ [١] وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْأَحْبَارِ يَفْرَحُونَ بإضلالهم الناس بنسبة النَّاسِ إِيَّاهُمْ إِلَى الْعِلْمِ وَلَيْسُوا بأهل علم، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُمُ الْيَهُودُ فَرِحُوا بِإِعْجَابِ النَّاسِ بِتَبْدِيلِهِمُ الْكِتَابَ وَحَمْدِهِمْ إِيَّاهُمْ عَلَيْهِ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: هُمُ الْيَهُودُ فَرِحُوا بِمَا أَعْطَى اللَّهُ آلَ إِبْرَاهِيمَ وَهُمْ برآء من ذلك.
ع «٥٠٨» وقال قتادة ومقاتل: أنت يَهُودُ خَيْبَرَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: نَحْنُ نعرفك ونصدقك وإنا على رأيك ونحن لك رِدْءٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ لَهُمُ الْمُسْلِمُونَ: مَا صَنَعْتُمْ؟ قَالُوا: عَرَفْنَاهُ وَصَدَّقْنَاهُ، فَقَالَ لَهُمُ الْمُسْلِمُونَ: أَحْسَنْتُمْ هَكَذَا فَافْعَلُوا، فَحَمِدُوهُمْ وَدَعَوْا لَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.
وَقَالَ: يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا قَالَ الْفَرَّاءُ بِمَا فَعَلُوا، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا [مَرْيَمَ: ٢٧]، أَيْ: فَعَلْتِ، وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ [أي] [٢] : بِمَنْجَاةٍ، مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ١٨٩ الى ١٩٠]
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٨٩) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (١٩٠)
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، يَصْرِفُهَا كَيْفَ يَشَاءُ، وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (١٩٠).
«٥٠٩» أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الملك بن الحسن الأسفراييني [٣]

٥٠٨- ع عزاه المصنف لقتادة ومقاتل، وإسناده إليهما مذكور أول الكتاب.
وأخرجه الطبري ٨٣٥٠ عن قتادة مرسلا، بنحوه، و٨٣٥١ من طريق عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادة مرسلا باختصار.
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في «الدر» (١/ ١٩٢) عن الحسن مرسلا مختصرا.
٥٠٩- إسناده صحيح على شرط مسلم، ابن فضيل هو محمد.
- وهو في «شرح السنة» (٩٠١) بهذا الإسناد.
- وأخرجه مسلم ٧٦٣ ح ١٩١ من طريق محمد بن فضيل بهذا الإسناد.
- وأخرجه أبو يعلى ٢٥٤٥ من طريق عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس بهذا الإسناد.
- وأخرجه البخاري ٦٣١٦ ومسلم ٧٦٣ وأبو داود ٥٠٤٣ والترمذي في «الشمائل» (٢٥٥) والنسائي ٢/ ٢١٨ وابن ماجه ٥٠٨ وعبد الرزاق ٣٨٦٢ و٤٧٠٧ وابن حبان ٢٦٣٦ من طرق عن سلمة بن كهيل، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مطوّلا ومختصرا.
- وأخرجه مالك ١/ ١٢١- ١٢٢ من طريق مخرمة بن سليمان، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري ١٨٣ و١١٩٨ و٤٥٧٠ و٤٥٧١ و٤٥٧٢ ومسلم ٧٦٣ ح ١٨٢ وعبد الرزاق ٤٧٠٨ وأبو عوانة ٢/ ٣١٥ والطحاوي ١/ ٢٢٨ وابن حبان ٢٥٧٩ والبيهقي ٣/ ٧.
- وأخرجه البخاري ١١٧ و٦٩٧ وأحمد ١/ ٣٤١ و٣٥٤ والدارمي ١/ ٢٨٦ والطحاوي في «المعاني» (١/ ٢٨٧) من طرق عن الحكم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس.
(١) في المطبوع «وأسيبع».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في الأصل «الحسين الإسفرايني» والتصويب عن «ط» وعن «شرح السنة».

صفحة رقم 554
معالم التنزيل
عرض الكتاب
المؤلف
محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي
تحقيق
عبد الرزاق المهدي
الناشر
دار إحياء التراث العربي -بيروت
سنة النشر
1420
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية