
أخرج ابْن إِسْحَق وَابْن جرير من طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس ﴿وَإِذ أَخذ الله مِيثَاق الَّذين أُوتُوا الْكتاب لتبيننه للنَّاس﴾ إِلَى قَوْله ﴿عَذَاب أَلِيم﴾ يَعْنِي فنحَاص وَأشيع وإشباههما من الْأَحْبَار
صفحة رقم 401
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم من طَرِيق الْعَوْفِيّ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿وَإِذ أَخذ الله مِيثَاق الَّذين أُوتُوا الْكتاب لتبيننه للنَّاس﴾ قَالَ: كَانَ أَمرهم أَن يتبعوا النَّبِي الْأُمِّي الَّذِي يُؤمن بِاللَّه وكلماته وَقَالَ: واتبعوه لَعَلَّكُمْ تهتدون
فَلَمَّا بعث الله مُحَمَّدًا قَالَ (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم) (الْبَقَرَة الْآيَة ٤٠) عاهدهم على ذَلِك فَقَالَ حِين بعث مُحَمَّدًا: صدقوه وتلقون عِنْدِي الَّذِي أَحْبَبْتُم
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَلْقَمَة بن وَقاص عَن ابْن عَبَّاس فِي الْآيَة قَالَ: فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل أَن الإِسلام دين الله الَّذِي افترضه على عباده وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله يجدونه مَكْتُوبًا عِنْدهم فِي التَّوْرَاة والإِنجيل فينبذونه
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير فِي الْآيَة ﴿وَإِذ أَخذ الله مِيثَاق الَّذين أُوتُوا الْكتاب﴾ قَالَ: الْيَهُود ﴿لتبيننه للنَّاس﴾ قَالَ: مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَأخرج ابْن جرير عَن السّديّ فِي الْآيَة قَالَ: إِن الله أَخذ مِيثَاق الْيَهُود لتبينن للنَّاس مُحَمَّدًا
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي الْآيَة قَالَ: هَذَا مِيثَاق أَخذه الله على أهل الْعلم فَمن علم علما فليعلمه للنَّاس وَإِيَّاكُم وكتمان الْعلم فَإِن كتمان الْعلم هلكة وَلَا يتكلفن رجل مَا لَا علم لَهُ بِهِ فَيخرج من دين الله فَيكون من المتكلفين
كَانَ يَقُول مثل علم لَا يُقَال بِهِ كَمثل كنز لَا ينْتَفع بِهِ وَمثل حِكْمَة لَا تخرج كَمثل صنم قَائِم لَا يَأْكُل وَلَا يشرب
وَكَانَ يُقَال فِي الْحِكْمَة: طُوبَى لعالم نَاطِق وطوبى لمستمع واع
هَذَا رجل عَلِمَ عِلماً فَعَلَّمَه وبذله ودعا إِلَيْهِ وَرجل سمع خيرا فحفظه ووعاه وانتفع بِهِ
وَأخرج ابْن جرير عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى قوم فِي الْمَسْجِد وَفِيه عبد الله بن مَسْعُود فَقَالَ: إِن أَخَاكُم كَعْبًا يقرؤكم السَّلَام ويبشركم أَن هَذِه الْآيَة لَيست فِيكُم ﴿وَإِذ أَخذ الله مِيثَاق الَّذين أُوتُوا الْكتاب لتبيننه للنَّاس وَلَا تكتمونه﴾ فَقَالَ لَهُ عبد الله: وَأَنت فاقرئه السَّلَام أَنَّهَا نزلت وَهُوَ يَهُودِيّ
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس: أَن أَصْحَاب عبد الله يقرؤون وَإِذ أَخذ رَبك من الَّذين أُوتُوا الْكتاب ميثاقهم

وَأخرج ابْن جرير عَن الْحسن أَنه كَانَ يُفَسر قَوْله ﴿لتبيننه للنَّاس وَلَا تكتمونه﴾ ليتكلمن بِالْحَقِّ وليصدقنه بِالْعَمَلِ
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن الشّعبِيّ فِي قَوْله ﴿فنبذوه وَرَاء ظُهُورهمْ﴾ قَالَ إِنَّهُم قد كَانُوا يقرؤونه وَلَكنهُمْ نبذوا الْعَمَل بِهِ
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن جريج ﴿فنبذوه﴾ قَالَ: نبذوا الْمِيثَاق
وَأخرج ابْن جرير عَن السّديّ ﴿واشتروا بِهِ ثمنا قَلِيلا﴾ أخذُوا طعما وكتموا اسْم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: كتموا وَبَاعُوا فَلم يبدوا شَيْئا إِلَّا بِثمن
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿فبئس مَا يشْتَرونَ﴾ قَالَ: تَبْدِيل يهود التَّوْرَاة
وَأخرج عبد بن حميد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لَوْلَا مَا أَخذ الله على أهل الْكتاب مَا حدثتكم
وتلا ﴿وَإِذ أَخذ الله مِيثَاق الَّذين أُوتُوا الْكتاب لتبيننه للنَّاس وَلَا تكتمونه﴾
وَأخرج ابْن سعد عَن الْحسن قَالَ لَوْلَا الْمِيثَاق الَّذِي أَخذه الله على أهل الْعلم مَا حدثتكم بِكَثِير مِمَّا تسْأَلُون عَنهُ
الْآيَتَانِ ١٨٨ - ١٨٩