آيات من القرآن الكريم

وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ

قلب الجازع والمحزون؟! والعرب تقول للخائف والجبان: «فؤاده هواء».
لأنه لا يعي عزما ولا صبرا. قال الله وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ [سورة إبراهيم آية:
٤٣].
وقد خالفه المفسرون إلى الصواب، فقالوا أصبح فارغا من كل شيء إلا من امر موسى، كأنها لم تهتمّ بشيء- مما يتهم به الحيّ- إلا امر ولدها.
١١- وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ أي قصّي أثره واتّبعيه. فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ أي عن بعد منها عنه وإعراض: لئلا يفطنوا لها. و «المجانية» من هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ بها.
١٢- وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ أي منعناه ان يرضع [منهن] و «المراضع» : جمع «مرضع».
يَكْفُلُونَهُ أي يضمّونه إليهم.
١٤- وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ قد تقدم ذكره. وَاسْتَوى أي استحكم وانتهي شبابه واستقرّ: فلم تكن فيه زيادة.
١٥- وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها يقال: نصف النهار.
هذا مِنْ شِيعَتِهِ أي من أصحابه. يعني: بني إسرائيل.
وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ أي من أعدائه. و «العدوّ» يدل على الواحد، وعلى الجمع.
فَوَكَزَهُ مُوسى أي لكزه. يقال وكزته ولكزته [ونكزته ونهزته] ولهزته، إذا دفعته.
فَقَضى عَلَيْهِ أي قتله. وكل شيء فرغت منه: فقد قضيته، وقضيت عليه.
خائِفاً يَتَرَقَّبُ أي ينتظر سوءا يناله منهم.
فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ أي يستغيث به.
يعني: الإسرائيليّ.

صفحة رقم 281

قالَ لَهُ مُوسى: إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ. يجوز ان يكون هذا القول للإسرائيلي. أي أغويتني بالأمس حتى قتلت بنصرتك رجلا. ويجوز ان يكون لعدوّهما.
يَسْعى أي يسرع [في مشيه].
قالَ: يا مُوسى! إِنَّ الْمَلَأَ يعني: الوجوه من الناس والأشراف، يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ. قال ابو عبيدة: «يتشاورون فيك ليقتلوك».
واحتج بقول الشاعر:
أحار بن عمرو! كأني خمر... ويعدو على المرء ما يأتمر
وهذا غلط بين لمن تدبر، ومضادّة للمعنى. كيف يعدو على المرء ما شاور فيه، والمشاورة بركة وخير؟! وانما أراد: يعدو عليه ما همّ به للناس من الشر. ومثله: قولهم: «من حفر حفرة وقع فيها».
وقوله: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ أي يهمّون بك. يدلّك على ذلك قول النّمر بن تولب:
اعلمن أن كلّ مؤتمر... مخطئ في الرّأي أحيانا
فإذا لم يصب رشدا... كان بعض اللّوم ثنيانا
يعني: أن كل من ركب هواه، وفعل ما فعل بغير مشاورة فلا بد من ان يخطيء أحيانا. فإذا لم يصب رشدا لامه الناس مرتين: مرة لركوبه الأمر بغير مشاورة، ومرة لغلطه.
ومما يدلك على ذلك أيضا قوله عز وجل: وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ [سورة الطلاق آية: ٦] لم يرد تشاوروا، وإنما أراد: همّوا به، واعتزموا عليه. وقالوا في تفسيره: هو أن لا تضرّ المرأة بزوجها، ولا الزوج بالمرأة.
ولو أراد المعنى الذي ذهب إليه ابو عبيدة، لكان أولي به ان يقول: «إن

صفحة رقم 282
غريب القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينَوَريّ
تحقيق
سعيد اللحام
عدد الأجزاء
1
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية