آيات من القرآن الكريم

ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ

وقيل: هو جبل قزح، وسمي مشعرًا، من الإشعار، الإعلام لأنه من معالم الحج، وأصل الحرام: المنع فلا يفعل فيه ما نهي عنه، والإفاضة من عرفات بعد غروب الشمس، ومن المزدلفة قبل طلوعها يوم النحر، وسمي المزدلفة جمعًا؛ لأنه يجمع فيه بين صلاتي العشاء، والمزدلفة لازدلاف الناس إليها؛ أي: دنوُّهم منها.
﴿وَاذْكُرُوهُ﴾ بالتوحيد ذكرًا حسنًا.
﴿كَمَا هَدَاكُمْ﴾ لدينه ومناسك حجه.
﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ﴾ أي: قبل الهدى.
﴿لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ الجاهلين بعبادته وذكره.
﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٩٩)﴾.
[١٩٩] ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ كانت قريش وحلفاؤها وهم الحمْس يقفون بالمزدلفة ترفعًا على الناس لئلا يساووهم في الموقف والناس بعرفات، فنهوا عن ذلك بقوله ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ والمراد بالناس: جميع الناس إلا الحمْس.
﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ يغفر ذنب المستغفر وكان رسول الله - ﷺ - من الحمْس، ولكنه يقف مُذْ كان بعرفة هداية من الله.

صفحة رقم 285

﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٩٩)﴾.
[١٩٩] ونزل في مؤمني أهل الكتاب؛ كعبدِ الله بنِ سلامٍ: ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ﴾ أي: القرآن.
﴿وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ﴾ أي: التوراة.
﴿خَاشِعِينَ لِلَّهِ﴾ أي: متواضعينَ له.
﴿لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ المكتوبةِ في التوراةِ من نعتِ النبي - ﷺ -.
﴿ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ من حُطامِ الدنيا خوفًا على الرئاسة كغيرهم من اليهود.
﴿أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ﴾ لا يحتاجُ إلى كَتْبِ يدٍ ولا وَعْيِ صدْرٍ.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠)﴾.
[٢٠٠] ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا﴾ على دينكم فلا تتركوه لشدةٍ ولا رَخاءٍ.
﴿وَصَابِرُوا﴾ غالِبوا الكفارَ بالصبرِ.
﴿وَرَابِطُوا﴾ اثبتوا في الثغور رابطينَ خيولَكُم، وأصلُ الرَّبْطِ: الشَّدُّ، ويستعملُ لكلِّ مقيمٍ في ثغرٍ يدفَع عَمَّنْ وراءه، وإنْ لم يكنْ ثَمَّ خَيْلٌ.
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ تَرَجٍّ في حقِّ البشر، قال - ﷺ -:

صفحة رقم 79

"رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبيِلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا" (١)، والله أعلم.

(١) رواه البخاري (٢٧٣٥)، كتاب: الجهاد والسير، باب: فضل رباط يوم في سبيل الله، ومسلم (١٨٨١)، كتاب: الإمارة، باب: فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-، وهذا لفظ البخاري.

صفحة رقم 80
فتح الرحمن في تفسير القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو اليمن مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمي الحنبلي
تحقيق
نور الدين طالب
الناشر
دار النوادر (إصدَارات وزَارة الأوقاف والشُؤُون الإِسلامِيّة - إدَارَةُ الشُؤُونِ الإِسلاَمِيّةِ)
سنة النشر
1430 - 2009
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
7
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية