آيات من القرآن الكريم

رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ

سورة الحجر
١٥
قوله: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَاب وَقُرْآنٍ مُبِينٍ
١٢٣٢٤ - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأشعري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بردة، عَنِ أََبِِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا اجتمع أَهْل النَّار في النَّار، ومعهم مِنْ شاء الله مِنَ اهْل القبلة، قَالَ الكفار للمسلمين ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى. قالوا: فَمَا أغنى عنكم الإسلام! فقد صرتم معنا في النَّار، قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها. فسمع الله مَا قالوا، فأمر بمن كَانَ في النَّار مِنَ أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك من بقي مِنَ الكفار، قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعوذ بالله مِنَ الشيطان الرجيم: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَاب وَقُرْآنٍ مُبِينٍ. رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مسلمين «١».
قوله: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مسلمين
١٢٣٢٥ - مِنْ طَرِيق السُّدِّيِّ، عَنِ أَبِي مَالِكٍ وَأَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وعن مرة، عَنِ ابْنِ مسعود وناس مِنَ الصحابة فِي قَوْلِهِ: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ قالوا: ودّ المشركون يَوْم بدر حين ضربت أعناقهم حين عرضوا عَلَى النَّار أنهم كانوا مؤمنين بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «٢».
١٢٣٢٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا العباس بن الوليد النرسي، ثنا مسكين أبو فاطمة، حَدَّثَنِي اليمان بن يَزِيد، عَنْ مُحَمَّد بن جبر، عَنْ مُحَمَّد بن علي، عَنِ أبيه، عَنْ جده قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «منهم مِنْ تَأْخُذُهُ النَّار إِلَى رُكْبَتِيهِ، وَمِنْهُمْ مِنْ تأخذه النَّار إلى حجزته، ومنهم مِنْ تأخذه النَّار إِلَى عنقه، عَلَى قدر ذنوبهم وأعمالهم، ومنهم مِنْ يمكث فيها شهرًا ثُمَّ يخرج منها، ومنهم مِنْ يمكث فيها سنة ثُمَّ يخرج منها، وأطولهم فيها مكثًا بقدر الدُّنْيَا منذ يَوْم خلقت إِلَى إِنَّ تفنى، فإذا أراد الله إِنَّ يخرجوا منها قالت اليهود والنصارى ومن في النَّار مِنَ أهل

(١). ابن كثير ٤/ ٢٤٨.
(٢). الدر ٥/ ٦١

صفحة رقم 2255

الأديان والأوثان، لمن في النَّار مِنَ اهْل التوحيد: آمنتم بالله وكتبه ورسله، فنحن وأنتم اليوم في النَّار سواء فيغضب الله لَهُمْ غضبًا لَمْ يغضبه لشيء فيما مضى، فيخرجهم إِلَى عين في الْجَنَّة، وهو قوله: رُبَمَا يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين «١».
١٢٣٢٧ - عَنْ أََبِِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِذَا اجتمع أَهْل النَّار في النَّار ومعهم مِنْ شاء الله مِنَ اهْل القبلة، قَالَ الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى. قالوا: فَمَا أغنى عنكم الإسلام وقد صرتم معنا في النَّار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها. فسمع الله مَا قالوا، فأمر بكل مِنْ كَانَ في النَّار مِنَ اهْل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك من بقي مِنَ الكفار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعوذ بالله مِنَ الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَاب وَقُرْآنٍ مُبِينٍ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مسلمين «٢».
١٢٣٢٨ - عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها، الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين، من دخل منهم جهنم لا تزرق أعينهم ولا تسود وجوههم، ولا يقرنون بالشياطين ولا يغلون بالسلاسل، ولا يجرعون الحميم ولا يلبسون القطران، حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد وصورهم على النار من أجل السجود، فمنهم من تأخذه النار إلى قدميه ومنهم من تأخذه النار إلى عقبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى فخذيه، ومنهم مِنْ تأخذه النَّار إلى حجزته، ومنهم مِنْ تأخذه النَّار إِلَى عنقه، عَلَى قدر ذنوبهم وأعمالهم، ومنهم مِنْ يمكث فيها شهرًا ثُمَّ يخرج منها، ومنهم مِنْ يمكث فيها سنة ثُمَّ يخرج منها، وأطولهم فيها مكثًا بقدر الدُّنْيَا منذ يَوْم خلقت إِلَى إِنَّ تفنى فإذا أراد الله أن يخرجهم منها. قالت اليهود والنصارى ومن في النَّار مِنَ اهْل الأديان والأوثان، لمن في النَّار مِنَ اهْل التوحيد:
آمنتم بالله وكتبه ورسله فنحن وأنتم اليوم في النَّار سواء. فيغضب الله لَهُمْ غضبًا لَمْ يغضبه لشيء فيما مضى، فيخرجهم إلى عين بين الجنة والصراط فينبتون فيها نبات

(١). ابن كثير ٤/ ٤٩٠.
(٢). الدر ٥/ ٦٢.

صفحة رقم 2256
تفسير ابن أبي حاتم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي الرازي
تحقيق
أسعد محمد الطيب
الناشر
مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية
سنة النشر
1419
الطبعة
الثالثة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية