آيات من القرآن الكريم

قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ
ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ

جعل اليأس من صفة الكافر، لأن سببه تكذيب الربوبية أو جهلا بصفات الله من قدرته وفضله ورحمته
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ أي على يوسف وقيل: هذا محذوف تقديره فرجعوا إلى مصر الضُّرُّ يريدون به المجاعة أو الهم على إخوتهم بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ يعنون الدراهم التي جاءوا بها لشراء الطعام، والمزجاة القليلة، وقيل: الرديئة، وقيل: الناقصة، وقيل: إن بضاعتهم كانت عروضا فلذلك قالوا هذا وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا قيل: يعنون بما بين الدراهم الجياد ودراهمهم [من فوق] وقيل: أوف لنا الكيل الذي هو حقنا وزدنا على حقنا، وسموا الزيادة صدقة، ويقتضي هذا أن الصدقة كانت حلالا للأنبياء قبل محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقيل:
تصدق علينا برد أخينا إلينا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ قال النقاش: هو من المعاريض وذلك أنهم كانوا يعتقدون أنه كافر، لأنهم لم يعرفوه، فظنوا أنه على دين أهل مصر، فلو قالوا: إن الله يجزيك بصدقتك كذبوا، فقالوا لفظا يوهم أنهم أرادوه وهم لم يريدوه.
قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ لما شكوا إليه رقّ لهم وعرّفهم بنفسه، وروي أنه كان يكلمهم وعلى وجهه لثام، ثم أزال اللثام ليعرفوه، وأراد بقوله ما فعلتم بيوسف وأخيه: التفريق بينهما في الصغر، ومضرتهم ليوسف وإذايتهم أخيه من بعده، فإنهم كانوا يذلونه ويشتمونه إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ اعتذار عنهم، فيحتمل أن يريد الجهل بقبح ما فعلوه أو جهل الشباب قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قرئ بالاستفهام والخبر، فالخبر على أنهم عرفوه والاستفهام على أنهم توهموا أنه هو ولم يحققوه مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ قيل إنه أراد من يتق في ترك المعصية، ويصبر على السجن، واللفظ أعم من ذلك آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا أي فضلك لَخاطِئِينَ أي عاصين، وفي كلامهم استعطاف واعتراف لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ عفو جميل، والتثريب التعنيف والعقوبة، وقوله اليوم راجع إلى ما قبله فيوقف عليه، وهو يتعلق بالتثريب، أو بالمقدر في عليكم من معنى الاستقرار وقيل: إنه يتعلق بيغفر، وهذا بعيد لأنه تحكم على الله وإنما يغفر دعاء، فكأنه أسقط حق نفسه بقوله: لا تثريب عليكم اليوم، ثم دعا إلى الله أن يغفر لهم حقه.
اذْهَبُوا بِقَمِيصِي روي أن هذا القميص كان لإبراهيم كساه الله له حين أخرج من النار، وكان من ثياب الجنة، ثم صار لإسحاق، ثم ليعقوب، ثم دفعه يعقوب ليوسف، وهذا يحتاج إلى سند يوثق به، والظاهر أنه كان قميص يوسف الذي بمنزلة قميص كل أحد

صفحة رقم 395

يَأْتِ بَصِيراً الظاهر أنه علم ذلك بوحي من الله فَصَلَتِ الْعِيرُ أي خرجت من مصر متوجهة إلى يعقوب قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ كان يعقوب ببيت المقدس، ووجد ريح القميص وبينهما مسافة بعيدة لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ أي تلومونني أو تردّون عليّ قولي، وقيل: معناه تقولون: ذهب عقلك، لأن الفند هو الخرف لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ أي ذهابك عن الصواب، بإفراط محبتك في يوسف قديما فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ روي أن البشير يهوذا لأنه كان جاء بقميص الدم فقال لإخوته: إني ذهبت إليه بقميص القرحة فدعوني أذهب إليه بقميص الفرحة قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي وعدهم بالاستغفار لهم، فقيل سوّفهم إلى السّحر لأن الدعاء يستجاب فيه، وقيل إلى ليلة الجمعة فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ هنا محذوفات يدل عليها الكلام، وهي فرحل يعقوب بأهله حتى بلغوا يوسف آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ أي ضمهما، وأراد بالأبوين أباه وأمه، وقيل أباه وخالته لأن أمه كانت قد ماتت، وسمى الخالة على هذا أمّا إِنْ شاءَ اللَّهُ راجع إلى الأمن الذي في قوله آمنين.
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ أي على سرير الملك وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً كان السجود عندهم تحية وكرامة لا عبادة وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ يعني حين رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر يسجدون له، وكان بين رؤياه وبين ظهور تأويلها ثمانون عاما، وقيل أربعون أَحْسَنَ بِي يقال أحسن إليه وبه أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ إنما لم يقل أخرجني من الجب لوجهين: أحدهما أن في ذكر الجب خزي لإخوته، وتعريفهم بما فعلوه فترك ذكره توقيرا لهم. والآخر أنه خرج من الجب إلى الرق، ومن السجن إلى الملك، فالنعمة به أكثر وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ أي من البادية وكانوا أصحاب إبل وغنم، فعدّ من النعم مجيئهم للحاضرة نَزَغَ الشَّيْطانُ أي أفسد وأغوى لَطِيفٌ لِما يَشاءُ
أي لطيف التدبير لما يشاء من الأمور مِنَ الْمُلْكِ من للتبعيض، لأنه لم يعطه إلا بعض ملك الدنيا بل بعض ملك مصر تَوَفَّنِي مُسْلِماً لما عدّد النعم التي أنعم الله بها عليه اشتاق إلى لقاء

صفحة رقم 396
التسهيل لعلوم التنزيل
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي
تحقيق
عبد الله الخالدي
الناشر
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت
سنة النشر
1416
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية