
ورويت عن مجاهد، وأبي رجاء، والمعنى: فأخذه " بعض مارة الطريق من المسافرين ".
قال ابن عباس: " التقطه ناس من الأعراب ".
﴿إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ﴾: أي: " إن " كنتم فاعلين ما أقول لكم ".
قوله: ﴿قَالُواْ يا أبانا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا على (يُوسُفَ) وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ إلى قوله ﴿لَّخَاسِرُونَ﴾.
وقرأ يزيد بن القعقاع، وعمرو بن عبيد: " تأمنَّا " بغير إشْمَامٍ.
وقرأ طلحة بن مصرف " تأَمَنَنَّا " بنونين ظاهرتين.

وقرأ يحيى بن ثَّاب، والأعمش، وأبو رزين تيمناً بتاء مكسورة بعدخا ياء الإدغام. والمعنى: مالك لا تأمنا على يوسف يخرج معنا إذا خرجنا إلى الصحراء.
﴿وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا﴾ إلى قوله: ﴿لَحَافِظُونَ﴾
" نحُوطُهُ ونكلؤه ". ومن قرأ " نرتع بالنون، وكسر العين، فمعناه: نرتع الغنم والإبل. وهو نفعتل من رعى (يرعو).
وقال مجاهد: نرتع: أي: نحفظ بعضنا بعضاً، أي: نتحارس، ونتكالؤ.

من: رعاك الله، ومن أسكن العين فمعناه: نقيم في الخصة والسعة، من رتع. يقال: رتَّع فلان في ماله: إذا لهى فيه.
ومعناه عند ابن عباس: يلهو، وينبسط.
ومن قرأ بالياء، وكسر العين، فهو يفتعل من " رعى " أي: يرعى الغنم، ويعقل، ويعرف الأمور.
ومن أسكن العين، وقرأ بالياء، فمعناه: أرسله يتفرَّج، وينشط في الصحراء: من رتع.

وقولهم: ﴿وَيَلْعَبْ﴾ ليس هو اللعب الصادُّ عن ذكر الله سبحانه. وروي هم قُنْبُل، عن ابن كثير إثبات الياء في " نرتعي "، على نية الضمة فيها، وفيه بعد. وإنما يجوز في الشعر.
ثم قال: تعالى حكاية عن قول يعقوب لهم: ﴿قَالَ إِنِّي ليحزنني﴾ إلى قوله: ﴿لَّخَاسِرُونَ﴾: من همز " الذئب " أخذه من قولهم: تذاءبت الريح: إذا جاءت من كل مكان. فهمز " الذئب " لأنه يجيء من كل مكان. قال ذلك أحمد بن