آيات من القرآن الكريم

۞ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ

وبعضهم يريد أن يشوه جمال الإسلام. ويطعن على النبي صلّى الله عليه وسلّم فيأتى إلى ما يظنه أنه نقطة ضعف كتقسيم الغنائم والصدقات، وقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يرى إعطاء المؤلفة قلوبهم كما نص القرآن، فيقولوا للنبي صلّى الله عليه وسلّم: أعدل والله ما هذا بعدل. وهذا كله مما يؤثر عن ضعاف القلوب والإيمان من المسلمين، فيرد الله عليهم بقوله: ومنهم من يلمزك في تفريق الصدقات، ويعيب عليك طريقتك فيها، فإن أعطوا منها رضوا واطمأنوا، وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ويتألمون، فليس نقدهم بريئا، ولكن لغرض حقير، ولو أنهم رضوا بما أعطاهم الله من الغنائم، وما قسمه لهم رسوله، وقالوا: حسبنا الله، وكافينا في كل حال فهو الرزاق ذو القوة المتين، وسيؤتينا الله من فضله في المستقبل ورسوله زيادة على ما أعطانا، إنا إلى الله راغبون لا نرغب إلى غيره أبدا، فبيده ملكوت السموات والأرض، وهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، وهو العليم بخلقه الحكيم في صنعه سبحانه وتعالى...
إلى من تعطى الصدقة الواجبة [سورة التوبة (٩) : آية ٦٠]
إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)
من طبيعة الإنسان حب المال، وقد يكون الغنى أشد حبا والطمع فيه شديد، وضعيف الإيمان دائما لا يرضى بما يعطى... وقد كان المنافقون وضعفاء الإيمان لا يرضون بقسمة الرسول صلّى الله عليه وسلّم: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ على أن للمال سطوة وشهوة قد تجمح ببعض الأغنياء وأولياء الأمور فيميلون عن طريق الحق في صرف الزكاة، لذلك بيّن الله في القرآن مصرف الصدقة الواجبة.
والآية مناسبة لما قبلها، قاضية على أطماعهم، مبينة حقيقة ما صنع الرسول معهم، وأنهم مخطئون في اعتراضهم.

صفحة رقم 895

المعنى:
إنما الصدقات للفقراء والمساكين ولغيرهم من الأصناف الثمانية لا تتعداهم إلى غيرهم أبدا، والمراد إنما هي لهم لا لغيرهم وقد فرضها الله لهم فريضة منه، والله عليم بخلقه حكيم في فعله.
وها هم أولاء الأصناف:
١- الفقير: المقابل للغنى، والقرآن دائما يذكرهما متقابلين: وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ «١» وهو المحتاج.
٢- المسكين عديم الحركة من حاجته وضعفه، فالفقر والمسكنة يلتقيان في الحاجة، وهل هما صنفان مستقلان أم صنف واحد له؟ وهل هما في درجة واحدة أم أحدهما أشد من الآخر؟ أقوال كثيرة.
٣- والعاملين عليها كالكتبة والحراس والصيارفة والمشرفين على الجمع.
٤- المؤلفة قلوبهم، وهو صنف من الناس كان يعطيهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكر من باب تأليف القلوب وجمعها على الإسلام لضعف في إيمانهم أو حكمة في عطائهم، وهذا حق للإمام يفعل ما فيه المصلحة.
٥- وفي الرقاب، والمراد الصرف للإعانة في فك الرقاب وعتقها من ذل الرق وبؤس الأسر، ويدخل في ذلك المال المدفوع لفك الأمة وعتقها من ذل الاستعمار، وكيد الدخيل الأجنبى.
٦- والغارمين، وهم من عليهم غرامة مالية أثقلت كواهلهم كديون عليهم استدانوها فأغرقت مالهم، أو هم قوم غرموا في سبيل صلح بين الناس، أو جمع شمل المسلمين... إلخ.
٧- وفي سبيل الله، والمراد به هنا: مصالح المسلمين العامة التي بها قوام أمر دينهم ودولتهم من كل خير يعود على المجموع، وهذا يشمل تسهيل العمل لكل عاطل، وعلاج كل مريض، وتعليم كل جاهل، وبالأخص التعليم الديني.

(١) سورة النساء آية ٦.

صفحة رقم 896
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية