آيات من القرآن الكريم

انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ

قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
١٠٠٥٣ - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ ثنا آدَمُ ثنا أَبُو جَعْفَرٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ يَقُولُ: عَزِيزٌ فِي نِقْمَتِهِ إِذَا انْتَقَمَ، حَكِيمٌ فِي أَمْرِهِ.
وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ وَالرَّبِيعِ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٠٠٥٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ ثنا سَلَمَةُ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَزِيزُ فِي نُصْرَتِهِ مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ إِذَا شَاءَ الْحَكِيمُ فِي عُذْرِهِ وَحُجَّتِهِ إِلَى عِبَادِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: انفروا خفافا وثقالا.
[الوجه الأول]
١٠٠٥٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا ثَابِتٌ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَرَأَ سُورَةَ بَرَاءَةَ فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الآيَةِ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: أَرَى رَبَّنَا يَسْتَنْفِرُنَا شُيُوخًا وَشُبَّانًا، جَهِّزُونِي بَنِيَّ، قَالَ بَنَوْهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، قَدْ غَزَوْتَ مَعَ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى مَاتَ، وَغَزَوْتَ مَعَ أبو بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ وَغَزَوْتَ مَعَ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ، فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ، فَأَبَى فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفِنُوهُ فِيهَا إِلا بَعْدَ تِسْعَةِ أَيَّامٍ فَلَمْ يَتَغَيَّرْ فَدَفَنُوهُ فِيهَا.
١٠٠٥٦ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ثنا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا أَبُو رَاشِدٍ الْحَبْرانِيُّ قَالَ: وَافَيْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ جَالِسًا عَلَى تَابُوتٍ مِنْ تَوَابِيتِ الصَّيَارِفَةِ يُرِيدُ الْغَزْو، فَقُلْتُ: لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَقَالَ: أَبَتْ عَلَيْنَا سُورَةِ الْبُحُوثِ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا يَعْنِي سُورَةَ التَّوْبَةِ
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي صَالِحٍ وَالْحَسَنِ وَشَمَّرِ بْنِ عَطِيَّةَ وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ وَالشَّعْبِيِّ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالُوا: شُبَّانًا وَكُهُولا.
١٠٠٥٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ قَالَ: كَانَ الْمِقْدَادُ ابْنُ الأَسْوَدِ وَأَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ يَقُولانِ: أَمَرَنَا أَنْ نَنْفِرَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَيَتَأَوَّلَانِ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا.
وَالْوَجْهُ الثَّانِي:
١٠٠٥٨ - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كتاب إِلَيَّ ثنا أَبِي ثنا عَمِّي عَنْ أَبِيهِ عَنْ

صفحة رقم 1802

جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا يَقُولُ: انْفِرُوا نِشَاطًا وَغَيْرُ نِشَاطٍ.
وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ: نَحْوُ ذَلِكَ.
وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٠٠٥٩ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَكَمِ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا قَالَ: مَشَاغِيلٌ وَغَيْرُ مَشَاغِيلَ.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
١٠٠٦٠ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا قَالَ: فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ.
وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:
١٠٠٦١ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ ثنا شِبْلٌ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ «١» انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا قَالُوا: فَإِنَّ فِينَا الثَّقِيلَ، وَذَا الْحَاجَةِ وَالضَّيْعَةِ وَالشُّغُلِ وَالْمُنْتَشِرَ بِهِ أَمْرُهُ فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى، وَأَبَى أَنْ يَعْذُرَهُمْ دُونَ أَنْ يَنْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَعَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ.
مَنْ فَسَّرَ الآيَةَ عَلَى أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ:
١٠٠٦٢ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا فَنَسَخَ هَذِهِ الآيَةَ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً إِلَى قَوْلِهِ: لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ يَقُولُ: لِتَنْفِرَ طَائِفَةٌ وَلْتَمْكُثَ طَائِفَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْمَاكِثُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هُمُ الَّذِينَ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ، وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءِ الْخُرَاسَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: مِثْلُ ذَلِكَ.
وَوَجْهٌ آخِرُ مِنَ الْمَنْسُوخِ:
١٠٠٦٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ ثنا أَسْبَاطٌ عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ تَعَالَى: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا يَقُولُ: غَنِيًّا وَفَقِيرًا، وَقَوِيًا وَضَعِيفًا، فَجَاءَهُ رَجُلٌ يَوْمَئِذٍ زَعَمُوا أَنَّهُ الْمِقْدَادُ وَكَانَ عَظِيمًا مُسِنًّا فشكى إليه وسأله أن

(١). التفسير ١/ ٢٧٩.

صفحة رقم 1803
تفسير ابن أبي حاتم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي الرازي
تحقيق
أسعد محمد الطيب
الناشر
مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية
سنة النشر
1419
الطبعة
الثالثة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية