آيات من القرآن الكريم

هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ

المفردات:
أَفِيضُوا عَلَيْنا أفاض الماء: صبه، ثم استعمل في الشيء الكثير، وقيل: أعطاه غيضا من فيض، أى: قليلا من كثير.
روى أن أهل النار لما رأوا دخول أهل الأعراف الجنة طمعوا في الفرج عنهم
وروى أنهم يستغيثون بأقاربهم من أهل الجنة فيقول الواحد منهم: يا أخى أغثنى فإنى قد احترقت فأفض علىّ من الماء، فيقال: أجبه، فيقول: إن الله حرمهما على الكافرين.
وقد طلبوا هذا الطلب مع يقينهم بأنهم لا يجابون أبدا، للإشارة إلى الحاجة القصوى للماء والشراب، وهكذا يفعل المضطر المحتاج.
وهؤلاء الكفار قد حرم الله عليهم نعيم الجنة ورزقها، كما حرم عليهم دخولها، لأنهم اتخذوا دينهم الذي ساروا عليه في الدنيا أعمالا لا تزكى نفسا، بل تدنسها، فهم بين عمل لهو يشغل الإنسان عن العمل النافع، وبين عمل لعب لا يفيد فائدة صحيحة كلعب الأطفال، وقد غرتهم الحياة الدنيا، وشغلتهم بزخارفها عن الآخرة، أما أهل الجنة فقد شغلوا أنفسهم بالعمل النافع المجدي الذي يزكى النفوس ويطهرها، أولئك سعوا لها سعيا، وكان سعيهم مشكورا.
فاليوم نعامل هؤلاء الكفار معاملة من ينساهم، ولا يجيب دعاءهم، والمراد يتركهم في العذاب وينساهم فيه، وذلك لأنهم نسوا لقاءنا ولم يعملوا له، وكانوا بآياتنا يجحدون، ولها منكرين.
الكفار وما يلاقونه وأمانيهم [سورة الأعراف (٧) : الآيات ٥٢ الى ٥٣]
وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٥٣)

صفحة رقم 719

المفردات:
بِكِتابٍ: المراد القرآن. فَصَّلْناهُ: بيناه أتم بيان. تَأْوِيلَهُ: ما يئول إليه أمره، أى: عاقبته.
المعنى:
تالله لقد جئنا أهل مكة بكتاب لا يحتاج إلى تعريف ولا بيان. هو الكامل في كل شيء، ذلك الكتاب فصلنا آياته تفصيلا بالحكم والمواعظ والقصص والأحكام والوعد والوعيد: كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ. وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ.
ألم يوضح القرآن أصول الدين وأسس الأحكام؟ ألم يرسم الخطوط العريضة للأمة الإسلامية في جميع النواحي: سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية!! ألم يحث على النظر ويذم التقليد؟! فهو بحق الكتاب الكامل الذي فصله رب العالمين على علم ومعرفة بأسرار الكون والخلق وطبائعهم، وهو هدى ورحمة لقوم يؤمنون، أما غيرهم فلا ينتفعون منه بشيء.
هل ينظر هؤلاء الكفار إلى عاقبة أمره، وما يئول إليه من صدق وعده ووعيده وظهور آياته، روى عن ابن الربيع أنه قال: لا يزال يقع من تأويله أمر حتى يتم تأويله يوم القيامة حين يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فيتم تأويله يومئذ. سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [سورة فصلت آية ٥٣].
أما هؤلاء الكفار الذين نسوه ولم يهتدوا بهديه، فيقولون يوم القيامة عند ما يظهر صدقه وصدق كل ما جاء به: نعم قد جاءت رسل ربنا بالحق وصدقوا في كل ما قالوا وهم يتمنون أحد أمرين: إما شفاعة الشافعين، وإما أن يردوا إلى الدنيا فيعملوا غير ما كانوا يعملون، نعم يتمنون الخلاص ولات حين مناص!! وهل لهم شفعاء كما كانوا يفهمون؟ فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ [سورة الشعراء الآيتان ١٠٠ و ١٠١]

صفحة رقم 720
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية