آيات من القرآن الكريم

وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ
ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ

مَنْ لَا يَرَى الْقِرَاءَةَ خَلْفَ الْإِمَامِ بِظَاهِرِ هَذِهِ الْآيَةِ، وَمَنْ أُوجَبَهَا قَالَ الْآيَةُ فِي غَيْرِ الْفَاتِحَةِ وَإِذَا قَرَأَ الْفَاتِحَةَ يَتْبَعُ سَكَتَاتِ الْإِمَامِ وَلَا يُنَازِعُ الْإِمَامَ فِي الْقِرَاءَةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ مَا:
«٩٦٥» أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ [١] ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجِرَاحِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ ثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ ثَنَا هَنَّادٌ ثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ عبادة بن الصامت قَالَ:
صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «إِنِّي أراكم تقرءون وَرَاءَ إِمَامِكُمْ» ؟
قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِيِ وَاللَّهِ، قَالَ: «لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يقرأ بها».
[سورة الأعراف (٧) : آية ٢٠٥]
وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (٢٠٥)
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي بِالذِّكْرِ: الْقِرَاءَةَ فِي الصَّلَاةِ، يُرِيدُ يَقْرَأُ سِرًّا فِي نَفْسِهِ، تَضَرُّعاً وَخِيفَةً، خَوْفًا، أَيْ: تَتَضَرَّعُ إِلَيَّ وَتَخَافُ مِنِّي هَذَا فِي صَلَاةِ السِّرِّ. وَقَوْلُهُ:
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ، أَرَادَ فِي صَلَاةِ الْجَهْرِ لَا تَجْهَرْ جَهْرًا شَدِيدًا بَلْ في خفض وسكون، تسمع مَنْ خَلْفَكَ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ: أَمَرَ [٢] أَنْ يَذْكُرُوهُ فِي الصُّدُورِ بِالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ فِي الدُّعَاءِ وَالِاسْتِكَانَةِ، دُونَ رَفْعِ الصَّوْتِ وَالصِّيَاحِ بِالدُّعَاءِ. بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ، أي: بالبكرات [٣] والعشيات، واحد الآصال [٤] : أَصِيلٌ، مِثْلَ يَمِينٍ وَأَيْمَانٍ، وَهُوَ ما بين العصر والمغرب.
[سورة الأعراف (٧) : آية ٢٠٦]
إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)
. إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ، يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ بِالْفَضْلِ وَالْكَرَامَةِ، لَا يَسْتَكْبِرُونَ، لا يتكبّرون،

٩٦٥- حديث صحيح. إسناده حسن، رجاله ثقات، ابن إسحاق صرح بالتحديث عند ابن حبان ١٧٨٥ وفي بعض الروايات، وقد توبع، وللحديث طرق وشواهد.
وهو في «شرح السنة» ٦٠٧ بهذا الإسناد، وهو في «سنن الترمذي» ٣١١ عن هناد به.
وأخرجه أبو داود ٨٢٣ والدارقطني (١/ ٣١٨) والحاكم (١/ ٢٣٨) وابن حبان ١٧٨٥ والبيهقي في «جزء القراءة خلف الإمام» ص ٣٧ من طرق عن محمد بن إسحاق به.
وأخرجه أبو داود ٨٢٤ والدارقطني (١/ ٣١٩ و٣٢٠) والبيهقي في «القراءة خلف الإمام» ص ٣٦ و٣٧ وفي «السنن» (٢/ ١٦٤) من طريق زيد بن واقد عن مكحول به.
وأخرجه أحمد (٥/ ٣١٦) والدارقطني (١/ ٣١٩) والطحاوي في «المعاني» (١/ ٣١٥) وابن حبان ١٧٩٢ والبيهقي في «القراءة خلف الإمام» ص ٣٦ من طريق يزيد بن هارون عن ابن إسحاق به.
وأخرجه ابن خزيمة ١٥٨١ وابن حبان ١٨٤٨ من طريق عبد الأعلى عن ابن إسحاق به.
وورد بنحوه من وجه آخر من طريق عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزهري عن محمود بن الربيع به.
أخرجه مسلم ٣٩٤ ح ٣٧ وأحمد (٥/ ٣٢٢) وأبو عوانة (٢/ ١٢٤) وابن حبان ١٧٨٦ والبيهقي (٢/ ٣٧٤) والبغوي في «شرح السنة» ٥٧٧ وهو في «المصنف» برقم: ٢٦٢٣.
وفي الباب من حديث أبي هريرة عند الطحاوي (١/ ٢١٦) وأحمد (٢/ ٤٧٨) وأبي عوانة (٢/ ١٢٧) وابن حبان ١٧٨٩ و١٧٩٤.
(١) وقع في الأصل «المضبي» وهو تصحيف.
(٢) في المخطوط «أمروا».
(٣) كذا في المخطوطتين، وفي المطبوع وط «بالبكر».
(٤) كذا في المخطوطتين، وفي المطبوع وط «آصال».

صفحة رقم 264

عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ، وَيُنَزِّهُونَهُ وَيَذْكُرُونَهُ، فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَهُ يَسْجُدُونَ.
«٩٦٦» أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَنْبَأَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، فَيَقُولُ: يَا وَيْلَهُ أُمِرَ هَذَا بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ».
«٩٦٧» أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ ثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمْعَانَ [١] ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الرَّيَّانِيُّ ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ مَعْدَانَ قَالَ: سَأَلْتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَلْتُ: حَدَّثَنِي حَدِيثًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وحطّ عنه بها سيئة».
[والله سبحانه أعلم بالصواب] [٢].

٩٦٦- حديث صحيح.
عبد الرحمن بن منيب مجهول وقد توبع هو ومن دونه، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
الأعمش هو سليمان بن مهران، أبو صالح هو عبد الله بن ذكوان.
وهو في «شرح السنة» ٦٥٤ بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (٢/ ٤٤٣) من طريق يعلى بن عبيد به.
وأخرجه مسلم ٨١ وابن ماجه ١٠٥٢ وأحمد (٢/ ٤٤٣) وابن خزيمة ٥٤٩ وابن حبان ٢٧٥٩ من طرق عن الأعمش به.
وانظر ما تقدم في سورة البقرة آية: ٣٤.
٩٦٧- إسناده صحيح، حميد بن زنجويه ثقة، وقد توبع هو ومن دونه، ومن فوقه رجال مسلم.
معدان هو ابن طلحة، الأوزاعي هو عبد الرحمن بن عمرو.
وهو في «شرح السنة» ٦٥٥ بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ٤٨٨ والترمذي ٣٨٨ و٣٨٩ والنسائي (٢/ ٢٢٨) وابن ماجه ١٤٢٣ وأحمد (٥/ ٢٧٦ و٢٨٠) وابن خزيمة ٣١٦ وابن حبان ١٧٣٥ من طرق عن الأوزاعي به.
وأخرجه الطيالسي ٩٨٦ وأحمد (٥/ ٢٨٣) من طريق شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عن ثوبان. ورجاله ثقات مشاهير لكن سالم كثير الإرسال.
وأخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» ٤٨٤٦ عن طريق الأوزاعي به لكن فيه «عن رجل» بدل «عن معدان».
(١) زيد في الأصل «ثنا أبو جعفر محمد بن سمعان» بين «سمعان» و «أبو جعفر».
(٢) زيادة عن المخطوطتين. [.....]

صفحة رقم 265
معالم التنزيل
عرض الكتاب
المؤلف
محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي
تحقيق
عبد الرزاق المهدي
الناشر
دار إحياء التراث العربي -بيروت
سنة النشر
1420
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية