آيات من القرآن الكريم

وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ

﴿وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الهدى﴾ إلى أن يهدوكم إلى ما تحصّلون به مقاصدَكم على الإطلاقِ أو في خصوص الكيدِ المعهود ﴿لاَ يَسْمَعُواْ﴾ أي دعاءَكم فضلاً عن المساعدة والإمدادِ وهذا أبلغُ من نفي الاتباعِ وقوله تعالى ﴿وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ﴾ بيانٌ لعجزهم عن الإبصار بعد بيانِ عجزِهم عن السمع وبه يتم التعليلُ فلا تكرارَ أصلاً والرؤيةُ بصريةٌ وقوله تعالى يَنظُرُونَ إِلَيْكَ حالٌ من المفعول والجملةُ الاسميةُ حالٌ من فاعل ينظرون أي وترى الأصنامَ رأيَ العين يُشبهون الناظرين إلأيك ويخيل إليك أنهم يبصرونك لما أنه صنعوا لها أعيناً مركبةً بالجواهر المضيئة المتلألئة وصوّروها صورة مَنْ قلبَ حدَقتَه إلى الشيء ينظُر إليه والحالُ أنهم غيرُ قادرين على الإبصار وتوحيدُ الضمير في تراهم مع رجوعه إلى المشركين لتوجيه الخِطابِ إلى كل واحد واحد منهم لا إلى الكلُّ من حيثُ هو كلٌّ الخطابات السابقةِ تنبيها على أن رؤية الأصنامِ على الهيئة المذكورةِ لا تتسنّى للكل معا بل

صفحة رقم 307

الأعراف آية ١٩٩ ٢٠١
لكل من يواجهها وقيل ضميرُ الفاعل في تراهم لرسول الله ﷺ وضميرُ المفعولِ على حاله وقيل للمشركين على أن التعليلَ قد تمَّ عند قولِه تعالى لاَ يَسْمَعُواْ أي وترى المشركين ينظُرون إليك والحال أنهم لا يبصِرونك كما أنت عليه وعن الحسن أن الخكاب في قوله تعالى وأن تَدْعُواْ للمؤمنين على أن التعليلَ قد تمَّ عند قولِه تعالى يُنصَرُونَ أي وإن تدعوا أيها المؤمنون المشركين إلى الإسلام لا يلتفتوا إليكم ثم خوطب ﷺ بطريق التجريدِ بأنك تراهم ينظرون إليك والحال أنهم لا يُبصرونك حقَّ الإبصار تنبيهاً على أن ما فيه ﷺ من شواهد النبوةِ ودلائلِ الرسالةِ من الجلاءِ بحيث لا يكاد بخفى على الناظرين

صفحة رقم 308
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية