آيات من القرآن الكريم

قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ

هم قوم هذا. لو كان الإيمان بالثريا لناله رجال من هؤلاء، وليس فيه منع الغير، فيتناول كل من يأتي بعد الصحابة - رضي الله عنهم - إلى آخر الدهر (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) في تمكينه من هذا الأمر العظيم واختياره له.
(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ... (٤) كونه رسولاً للأولين والآخرين. وفي إيثار اسم الإشارة بلفظ البعيد، وإضافة الفضل إلى كلمة الجلالة؛ إشارة إلى أن كل فضل دونه (يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ) تفضلاً (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الذي لا يحاط به.
(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ... (٥) تعلموها (ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا) لم يعملوا بها، ولا حملوها على محاملها (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) كتباً كباراً من كتب العلم. مثَّل حالهم في حمل التوراة بحال الحمار الحامل لأسفار من الكتب، والجامع: الحرمان من الانتفاع بأبلغ نافع مع الكد والتعب. والجملة في محل النصب على الحال أو الصفة إذ لم يُرَد بالحمار معين، وهذا أبلغ ذماً. واتصاله بما قبله أنهم علموا في التوراة نعت المبعوث في الأميين رسولاً وكتموه.
(بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ) أي: مثل الذين كذبوا، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، أو حذف المخصوص أي: هو والضمير لمثل اليهود، أو (بِئْسَ) مثلاً (مَثَلُ الَّذِينَ) على حذف المفسر وهذا قليل. (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) أي: اليهود الذين لم يحملوا التوراة.
(قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا... (٦) تهودوا (إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) في زعمكم، لأن من علم أن مأواه جنة عدن تمنى الخلاص

صفحة رقم 160
غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني
عرض الكتاب
المؤلف
شهاب الدين أحمد بن إسماعيل بن عثمان الكوراني الشافعيّ ثم الحنفي
تحقيق
محمد مصطفى كوكصو
الناشر
جامعة صاقريا كلية العلوم الاجتماعية - تركيا
سنة النشر
1428
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية