
يجعل فيه رسالته». وقال السفاقسي: «الظاهر أنه باق على معناه من الظرفية، والإشكال إنما يرد من حيث مفهوم الظرف، وكم من موضع ترك فيه المفهوم لقيام الدليل عليه، لا سيما وقد قام في هذا الموضع». وجملة يجعل رسالته في محل جر بالإضافة، ورسالته مفعول به (سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ) الجملة مستأنفة، مسوقة لبيان ما يصل بهم يوم القيامة. والسين حرف استقبال، ويصيب فعل مضارع مرفوع، والذين اسم موصول في محل نصب مفعول به، وجملة أجرموا لا محل لها لأنها صلة الموصول، وصغار فاعل، وعند الله ظرف متعلق بيصيب أو صفة لصغار، أي: ثابت عند الله، وعذاب شديد معطوفة على صغار، والباء حرف جر للسببية، وما مصدرية، أو موصولة، بمعنى الذي، وجملة كانوا لا محل لها من الإعراب على كل حال، وجملة يمكرون في محل نصب خبر كانوا.
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ١٢٥ الى ١٢٦]
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (١٢٥) وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦)
الإعراب:
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) الفاء استئنافية،

ومن اسم شرط جازم مبتدأ، ويرد فعل الشرط، والله فاعله، وأن يهديه مصدر مؤول منصوب لأنه مفعول به، أي: هداية، ويشرح جواب الشرط، وصدره مفعول به، وللاسلام جار ومجرور متعلقان بيشرح وفعل الشرط وجوابه خبر «من». (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ) الواو عاطفة، ومن اسم شرط جازم معطوفة على «من» الأولى، وأن يضلّه مصدر مؤول مفعول يرد، ويرد فعل الشرط، ويجعل جواب الشرط مجزوم، وصدره مفعول به، وضيقا مفعول به ثان، وحرجا نعت ل «ضيقا»، وجملة كأنما التشبيهية في محل نصب على الحال من صدره، أو من الضمير المستكن في «ضيقا»، وهي كافة ومكفوفة، ويصعّد فعل مضارع، وفي السماء جار ومجرور متعلقان بيصّعد (كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) الجملة مستأنفة، وكذلك الجار والمجرور نعت لمصدر محذوف، ويجعل فعل مضارع، والله فاعل، والرجس مفعول به، وعلى الذين في موضع المفعول الثاني، وجملة لا يؤمنون صلة الموصول (وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً) الجملة مستأنفة مسوقة لبيان أن ما يسير عليه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الإسلام.
وهذا مبتدأ، وصراط ربك خبر، ومستقيما حال مؤكد للجملة، والعامل فيه اسم الإشارة، باعتبار ما فيه من معنى الفعل، فإنه في معنى أشير (قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) الجملة مستأنفة، وقد حرف تحقيق، وفصلنا الآيات فعل وفاعل ومفعول به، ولقوم جار ومجرور متعلقان بفصّلنا، وجملة يذكرون صفة لقوم.
البلاغة:
في قوله: «كأنما يصّعد في السماء» تشبيه تمثيلي منتزع من