
ثم قال: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا) [٣٧ - ٣٨] أي: أنا أنشأنا الحور لأن الفرش دلت على من عليها من الحور.
وقال أبو عبيدة الضمير في ﴿أَنشَأْنَاهُنَّ﴾ يعود على " وحور عين " الأولى، فالمعنى: إنا خلقنا الحور جديداً فجعلناهن أبكاراً.
روي عن النبي ﷺ أنه قال: " الثيب والأبكار يريد الآدميات ".
وروى أبو هريرة عنه عليه السلام أنه قال: " منهن العجائز يعني أنهن من بني آدم ".
وقال ابن عباس هن من بني آدم، نساؤكم في الدنيا ينشئهن الله أبكاراً عذارى.
أي: أقراناً.
قال مجاهد: خلقهن الله من الزعفران.

وقوله: ﴿فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً﴾ أي: صيرناهن عذارى.
وعربا جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها الغنجة وهو قول مجاهد والحسن وعكرمة. وقال أبو صالح هي الشكلة.
وقال زيد بن أسلم هي الحسنة الكلام.
وقال ابن عباس هي المقلة، وعنه: عواشق.
وعن الحسن هي العاتق.
وأصله كله من أعرب: أذا بَيّن، ومنه الإعراب.
وقيل يراد بقوله: إنا أنشأناهن: الحور العين، بمعنى إنشاء لم يولدن.
وقيل يراد به بنات آدم على ما تقدم، أي: أنشأنا الصبية (و) العجوزة إنشاء واحداً.