آيات من القرآن الكريم

قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ

عطاء: يريد شهودًا (١) على بني إسرائيل (٢).
١١٤ - قوله تعالى: ﴿أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا﴾ (تكون) صفة للمائدة وليس بجواب الأمر (٣)، وفي قراءة عبد الله: (تكن) لأنه جعله جواب الأمر (٤).
قال (الفراء) (٥): وما كان من نكرة قد وقع عليها أمر جاز في الفعل بعده الجزم والرفع (٦)، ومثال هذا قوله تعالى: ﴿فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي﴾ [سورة مريم: ٥ - ٦] بالجزم والرفع (٧) و ﴿فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي﴾ [القصص: ٣٤] بالجزم والرفع (٨).
وقوله تعالى: ﴿عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا﴾ أي: نتخذ اليوم الذي تنزل فيه عيدًا نعظمه نحن ومن يأتي بعدنا وهذا قول السدي وقتادة وابن جريج (٩)، قال كعب: نزلت يوم الأحد فاتخذه النصارى عيدًا (١٠).
وقال ابن عباس في رواية عطاء: يقول عطية: (لأولنا) يريد من معه،

(١) في (ش): (شهودًا لك).
(٢) "زاد المسير" ٢/ ٤٥٨.
(٣) انظر: القرطبي ٦/ ٣٦٧.
(٤) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٣٢٥.
(٥) سقط من (ج).
(٦) "معاني القرآن" ١/ ٢٢٥، وما بعده ليس عند الفراء في المطبوع.
(٧) بجزم "يرث" ورفعه. قراءتان سبعيتان، انظر: "حجة القراءات" ص ٤٣٨.
(٨) بجزم (يصدق) ورفعه. قراءتان سبعيتان أيضًا، انظر: "حجة القراءات" ص ٥٤٥، ٥٤٦.
(٩) "تفسير الطبري" ٧/ ١٣٢، "النكت والعيون" ٨٤، "زاد المسير" ٢/ ٤٥٨.
(١٠) "زاد المسير" ٢/ ٤٥٨.

صفحة رقم 595

(وآخرنا) يريد من يأتي بعده (١)، وعلى هذا التفسير معناه عائدة فضل من الله علينا ونعمة لنا، والعيد في اللغة: اسم لما عاد إليك من شئ في وقت معلوم، حتى قالوا للخيال: عيد، ولما يعود إليك من الحزن عيد، قال الأعشى:

فواكبدي من لا عجِ الحُبِّ والهَوَى إذا اعتاد قَلْبي من أُمَيمَةَ عِيدُها
قال الليث: العيد كل يومِ مَجْمَع، قال: واشتقاقه من عاد يعود كأنهم عادوا إليه، وقال العجاج:
كما يعود العيد نصراني (٢)
قال: وتحولت الواو في العيد ياء لكسرة العين.
وقال المفضل: يقال: عاد في عيدي، أي: عادتي، وأنشد:
عاد قلبي من الطويلة عيد
وقول تأبط شرًّا:
يا عيد مالك من شوق وإيراق (٣)
فإنه أراد الخيال الذي يعتاده.
وقال ثعلب عن ابن الأعرابي: يسمى العيد عيدًا؛ لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد.
(١) أخرجه بمعناه من طريق آخر: الطبري ٧/ ١٣٢.
(٢) عجز بيت يصف فيه الثور الوحشي، وصدره:
واعتاد أرباضها لها آريّ
انظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٢٧٠ - ٢٢٧١ (عاد).
(٣) صدر بيت له، وعجزه:
ومرَّ طيف من الأهوال طَراَّق

صفحة رقم 596
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية