آيات من القرآن الكريم

وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ

أخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿وَلَو أَنا كتبنَا عَلَيْهِم أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم﴾ هم يهود يَعْنِي وَالْعرب كَمَا أَمر أَصْحَاب مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَن يقتل بَعضهم بَعْضًا بالخناجر
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن سُفْيَان فِي قَوْله ﴿وَلَو أَنا كتبنَا عَلَيْهِم أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم﴾

صفحة رقم 586

قَالَ: نزلت فِي ثَابت بن قيس بن شماس وَفِيه أَيْضا ﴿وَآتوا حَقه يَوْم حَصَاده﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ فِي الْآيَة قَالَ: افتخر ثَابت بن قيس بن شماس وَرجل من الْيَهُود فَقَالَ الْيَهُودِيّ: وَالله لقد كتب الله علينا أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم فَقَتَلْنَا أَنْفُسنَا فَقَالَ ثَابت: وَالله لَو كتب الله علينا أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم لقتلنا أَنْفُسنَا
فَأنْزل الله فِي هَذَا ﴿وَلَو أَنهم فعلوا مَا يوعظون بِهِ لَكَانَ خيرا لَهُم وَأَشد تثبيتاً﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن إِسْحَاق السبيعِي قَالَ: لما نزلت ﴿وَلَو أَنا كتبنَا عَلَيْهِم أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم﴾ الْآيَة
قَالَ رجل: لَو أمرنَا لفعلنَا وَالْحَمْد لله الَّذِي عَافَانَا فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن من أمتِي لَرِجَالًا الْإِيمَان أثبت فِي قُلُوبهم من الْجبَال الرواسِي
وَأخرج ابْن الْمُنْذر من طَرِيق إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن زيد بن الْحسن قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة ﴿وَلَو أَنا كتبنَا عَلَيْهِم أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم﴾ قَالَ نَاس من الْأَنْصَار: وَالله لَو كتبه الله علينا لقبلنا الْحَمد لله الَّذِي عَافَانَا ثمَّ الْحَمد لله الَّذِي عَافَانَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْإِيمَان أثبت فِي قُلُوب رجال من الْأَنْصَار من الْجبَال الرواسِي
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق هِشَام عَن الْحسن قَالَ: لما نزلت هَذِه الْآيَة ﴿وَلَو أَنا كتبنَا عَلَيْهِم أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم﴾ قَالَ أنَاس من الصَّحَابَة: لَو فعل رَبنَا
فَبلغ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: للْإيمَان أثبت فِي قُلُوب أَهله من الْجبَال الرواسِي
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عَامر بن عبد الله بن الزبير قَالَ: نزلت ﴿وَلَو أَنا كتبنَا عَلَيْهِم أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم﴾ قَالَ أَبُو بكر: يَا رَسُول الله - وَالله - لَو أَمرتنِي أَن أقتل نَفسِي لفَعَلت
قَالَ: صدقت يَا أَبَا بكر
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن شُرَيْح بن عبيد قَالَ لما تَلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الْآيَة ﴿وَلَو أَنا كتبنَا عَلَيْهِم أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم أَو اخْرُجُوا من دِيَاركُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيل مِنْهُم﴾ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عبد الله بن رَوَاحَة فَقَالَ: لَو أَن الله كتب ذَلِك لَكَانَ هَذَا من أُولَئِكَ الْقَلِيل
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سُفْيَان فِي الْآيَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَو نزلت كَانَ ابْن أم عبد مِنْهُم

صفحة رقم 587

وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن مقَاتل بن حَيَّان فِي الْآيَة قَالَ: كَانَ عبد الله بن مَسْعُود من الْقَلِيل الَّذِي يقتل نَفسه
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن عِكْرِمَة قَالَ: عبد الله بن مَسْعُود وعمار بن يَاسر: يَعْنِي من أُولَئِكَ الْقَلِيل
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ فِي قَوْله ﴿وَأَشد تثبيتاً﴾ قَالَ: تَصْدِيقًا
الْآيَتَانِ ٦٩ - ٧٠

صفحة رقم 588
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
الناشر
دار الفكر - بيروت
سنة النشر
1432 - 2011
عدد الأجزاء
8
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية