آيات من القرآن الكريم

أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا
ﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭜﭝ ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨ ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ

وقوله: وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا الفتيل هُوَ ما فتلت بين إصبعيك من الوسخ، ويقال: هُوَ الَّذِي فِي بطن النواة.
وقوله: يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ... (٥١)
فأما الجبت فحيي بْن أخطب. والطاغوت كعب بْن الاشرف.
وقوله: أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (٥٣) النقير: النقطة فِي ظهر النواة. و (إذًا) إذا استؤنف بها الكلام نصبت الفعل الَّذِي فِي أوله الياء أو التاء أو النون أو الألف فيقال: إذا أضربك، إذًا أجزيك. فإذا كان فيها فاء أو واو أو ثُمَّ أو (أو) حرف من حروف النسق، فإن شئت كان معناها معنى الاستئناف فنصبت بها أيضا. وإن شئت جعلت الفاء أو الواو إذا كانتا منها منقولتين «١» عَنْهَا إلى غيرها. والمعنى فى قوله (وإذا لا يؤتون) على: فلا يؤتون الناس نقيرا إذًا. ويدلك على ذلك أنه فِي المعنى- والله أعلم- جواب لجزاء مضمر، كأنك قلت: ولئن كان لهم، أو ولو كان لهم نصيب لا يؤتون الناس إذا نقيرا. وهي فِي قراءة عَبْد اللَّه منصوبة فإذا لا يؤتوا الناس نقيرا وإذا رَأَيْت الكلام تاما مثل قولك: هَلْ أنت قائم؟ ثم قلت: فإذا أضربك، نصبت بإذًا ونصبت بجواب الفاء ونويت النقل. وكذلك الأمر والنهي يصلح فِي إذًا وجهان: النصب بها ونقلها «٢». ولو شئت رفعت بالفعل إذا نويت النقل فقلت:

(١) يريد بنقل حرف العطف عن «إذا» تقديره مقرونا بالفعل بعدها، وتقدير «إذا» فى آخر الجملة- وبذلك تتأخر عن الصدر فتلغى.
(٢) يكون النصب بوقوع تقدير النقل فى الجواب بعد الفا. [.....]

صفحة رقم 273

إيته فإذا يكرمك، تريد فهو يكرمك إذا، ولا تجعلها جوابها. وإذا كان قبلها جزاء وهي له جواب قلت: إن تأتني إذا أكرمك. وإن شئت: إذا أكرمك وأكرمك فمن جزم أراد أكرمك إذا. ومن نصب نوى فِي إذا فاء تكون جوابا فنصب الفعل بإذا. ومن رفع جعل إذا منقولة إلى آخر الكلام كأنه قال:
فأكرمك إذا «١». وإذا رَأَيْت فِي جواب إذًا اللام فقد أضمرت لها (لئن) أو يمينا أو (لو). من ذلك قوله عز وجل مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ «٢» والمعنى- والله أعلم-: لو كان [معه] «٣» فيهما إله لذهب كل إله بما خلق. ومثله وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ، وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا «٤» ومعناه: لو فعلت لا تخذوك. وكذلك قوله كِدْتَ تَرْكَنُ «٥» ثم قال: إِذاً لَأَذَقْناكَ، معناه لو ركنت لأذقناك إذًا. وإذا أوقعت (إذًا) على يفعل وقبله اسم بطلت فلم تنصب فقلت: إنا إذا أضربك. وإذا كانت فِي أول الكلام (إن) نصبت يفعل ورفعت فقلت: إنى إذا أو ذيك. والرفع جائز أنشدني بعض العرب:

لا تَترُكنِّي فِيهم شطيرًا إني إذًا أهلِكَ أو أطيرا «٦»
(١) هذا خلاف مذهب البصريين فليس عندهم إلا الجزم.
(٢) آية ٩١ سورة المؤمنون.
(٣) زيادة يقتضيها السياق.
(٤) آية ٧٣ سورة الإسراء.
(٥) آية ٧٤ من السورة السابقة.
(٦) الشطير: الغريب. وانظر الخزانة ٣- ٥٧٤.

صفحة رقم 274
معاني القرآن للفراء
عرض الكتاب
المؤلف
أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء
تحقيق
أحمد يوسف نجاتي
الناشر
دار المصرية للتأليف والترجمة - مصر
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية