
{يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن
صفحة رقم 493
نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ﴾ يعني اليهود والنصارى. ﴿ءَامِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا﴾ يعني القرآن. ﴿مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ﴾ يعني كتبكم. ﴿مِّن قَبْلِ أَن نِّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهآ﴾ فيه قولان: أحدهما: أن طمس الوجوه هو محو آثارها حتى تصير كالأقفاء ونجعل عيونها في أقفائها حتى تمشي القهقرى، وهو قول ابن عباس، وقتادة. والثاني: أن نطمسها عن الهدى فنردها على أدبارها، أي في ضلالها ذمّاً لها بأنها لا تصلح أبداً، وهذا قول الحسن، والضحاك، ومجاهد، وابن أبي نجيح، والسدي. ﴿أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّآ أَصْحَابَ السَّبْتِ﴾ أي نمسخهم قردة، وهو قول الحسن، وقتادة، والسدي.
صفحة رقم 494