
العزيمة عليه ذلِكَ بِأَنَّهُمْ الإشارة إلى خيانتهم والباء للتعليل لَيْسَ عَلَيْنا زعموا: بأنّ أموال الأمّيين وهم العرب حلال لهم الْكَذِبَ هنا قولهم، إنّ الله أحلها عليهم في التوراة، أو كذبهم على الإطلاق بَلى عليهم سبيل وتباعة ضمان في أموال الأمّيين بِعَهْدِهِ الضمير يعود على من أو على الله إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ الآية قيل: نزلت في اليهود لأنهم تركوا عهد الله في التوراة لأجل الدنيا، وقيل: نزلت بسبب خصومة بين الأشعث بن قيس وآخر، فأراد خصمه أن يحلف كاذبا وَإِنَّ مِنْهُمْ الضمير عائد على أهل الكتاب يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ أي يحرفون اللفظ أو المعنى لِتَحْسَبُوهُ الضمير يعود على ما دل عليه قوله: يلوون ألسنتهم، وهو الكلام المحرف.
ما كانَ لِبَشَرٍ الآية: هذا النفي متسلط على ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ والمعنى: لا يدعي الربوبية من آتاه الله النبوّة، والإشارة إلى عيسى عليه السلام، ردّ على النصارى الذين قالوا:
إنه الله، وقيل: إلى محمد صلّى الله عليه وسلّم، لأن اليهود قالوا يا محمد: تريد أن نعبدك كما عبدت النصارى عيسى؟ فقال: معاذ الله ما بذلك أمرت، ولا إليه دعوت رَبَّانِيِّينَ جمع رباني، وهو العالم، وقيل: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره «١» بِما كُنْتُمْ الباء سببية وما مصدرية تُعَلِّمُونَ بالتخفيف تعرفون. [وهي قراءة نافع وغيره] وقرئ بالتشديد من التعليم وَلا يَأْمُرَكُمْ بالرفع: استئناف، والفاعل الله أو البشر المذكور، وقرئ بالنصب «٢» عطف على أن يؤتيه أو على ثم يقول، والفاعل على هذا البشر.
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ معنى الآية أنّ الله أخذ العهد والميثاق، على كل نبيّ أن يؤمن بمحمد صلّى الله عليه واله وسلّم، وينصره إن أدركه، وتضمن ذلك أخذ هذا الميثاق على أمم الأنبياء، واللام في قوله: لَما آتَيْتُكُمْ لام التوطئة، لأنّ أخذ الميثاق في
(٢). وهي قراءة عاصم وغيره.

معنى الاستخلاف، واللام في لتؤمنن جواب القسم، وما يحتمل أن تكون شرطية، ولتؤمنن سدّ مسدّ جواب القسم والشرط. وأن تكون موصولة بمعنى الذي آتيناكموه لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ والضمير في به ولتنصرنه عائد على الرسول أَأَقْرَرْتُمْ أي اعترفتم إِصْرِي عهدي فَاشْهَدُوا أي على أنفسكم وعلى أممكم بالتزام هذا العهد وَأَنَا مَعَكُمْ تأكيد للعهد بشهادة رب العزة جلّ جلاله بَعْدَ ذلِكَ أي من تولى عن الإيمان بهذا النبي صلّى الله عليه واله وسلّم بعد هذا الميثاق فهو فاسق مرتد متمرد في كفره أَفَغَيْرَ الهمزة للإنكار، والفاء عطفت جملة على جملة، وغير مفعول قدّم للاهتمام به أو للحصر وَلَهُ أَسْلَمَ أي انقاد واستسلم طَوْعاً وَكَرْهاً مصدر صدّر في موضع الحال، والطوع للمؤمنين والكره للكافر إذا عاين الموت، وقيل: عند أخذ الميثاق المتقدّم، وقيل: إقرار كل كافر بالصانع هو إسلامه كرها قُلْ آمَنَّا أمر النبيّ صلّى الله عليه واله وسلّم أن يخبر عن نفسه وعن أمّته بالإيمان وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا تعدى هنا بَعْلِي مناسبة لقوله: قل، وفي البقرة بإلى لقوله:
قولوا. لأنّ على حرف استعلاء يقتضي النزول من علو. ونزوله على هذا المعنى مختص بالنبي صلّى الله عليه واله وسلّم. وإلى حرف غاية وهو موصل إلى جميع الأمّة وَمَنْ يَبْتَغِ الآية: إبطال لجميع الأديان غير الإسلام، وقيل: نسخت: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى [البقرة: ٦٢] الآية كَيْفَ سؤال، والمراد به هنا: استبعاد الهدى قَوْماً كَفَرُوا نزلت في الحرث بن سويد وغيره أسلموا ثم ارتدّوا ولحقوا بالكفار، ثم كتبوا إلى أهلهم هل لنا من توبة؟ فنزلة الآية إلى قوله: إلّا الذين تابوا، فرجعوا إلى الإسلام وقيل: نزلت في اليهود والنصارى شهدوا [ممن] بصفة النبي صلّى الله عليه واله وسلّم، وآمنوا به ثم كفروا به لما بعث، وشهدوا عطف على إيمانهم، لأنّ معناه بعد أن آمنوا، وقيل: الواو للحال، وقال ابن عطية: عطف على كفروا والواو لا ترتب وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ عموم بمعنى الخصوص في المؤمنين، أو على عمومه وتكون اللعنة في الآخرة خالِدِينَ فِيها الضمير عائد على اللعنة، وقيل: على النار وإن لم تكن ذكرت لأنّ