آيات من القرآن الكريم

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ

والمسوّمة: المعلّمة «١»، وقيل «٢» : السّائمة الراتعة.
١٨ شَهِدَ اللَّهُ: قضى الله «٣»، وقيل «٤» : قال الله، بلغة قيس عيلان، أو «٥» شهادة الله: إخبار، وشهادتنا: إقرار.
أو شهادة الله: خلقه العالم فمشاهدة آثار الصّنعة شهادة على صانعها الحكيم.
قائِماً بِالْقِسْطِ: على الحال من اسم الله، أي: ثبت تقديره واستقام تدبيره بالعدل، ونظير هذه الحال مما يؤكّد الأول: هو زيد معروفا، وهو الحقّ مصدّقا.
١٩ إِنَّ الدِّينَ: بالكسر على الاستئناف «٦»، وبالنصب «٧» على البدل من أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ.

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٦/ ٢٥٤ عن ابن عباس، وقتادة. ورجحه الطبري ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٣١١ عن ابن عباس وقتادة أيضا.
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: ٦/ ٢٥٢ عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، والربيع بن أنس، ومجاهد.
قال الطبري: «وأما من تأوله بمعنى: الراعية، فإنه ذهب إلى قول القائل، أسمت الماشية فأنا أسيمها أسامة» إذا رعيتها الكلأ والعشب... ».
وقد حسّن الزجاج هذا القول في معاني القرآن: ١/ ٣٨٤.
(٣) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٨٩، وقد رده الطبري في تفسيره: ٦/ ٢٧٢ بقوله:
«فأما ما قال الذي وصفنا قوله: من أنه عني بقوله: شَهِدَ، قضى. فمما لا يعرف في لغة العرب ولا العجم، لأن «الشهادة» معنى، والقضاء غيرها».
(٤) لغات القبائل الواردة في القرآن: (٦٤، ٦٥).
وانظر البحر المحيط: ٢/ ٤٠٢، والدر المصون: ٣/ ٧٤، واللسان: ٣/ ٢٣٩ (شهد).
(٥) في «ج» : إذ.
(٦) معاني الفراء: ١/ ٢٠٠، واختاره الطبري في تفسيره: ٦/ ٢٦٨. وقال الزجاج في معاني القرآن: ١/ ٣٨٦: «والأكثر على فتح أَنَّهُ وكسر إِنَّ الدِّينَ.
(٧) قراءة النصب الكسائي كما في معاني الفراء: ١/ ٢٠٠، والسّبعة لابن مجاهد: (٢٠٢، ٢٠٣)، والكشف لمكي: ١/ ٣٣٨، والدر المصون: ٣/ ٨٣.

صفحة رقم 184

وحكى غالب بن [خطاف] «١» القطان عن الأعمش «٢» أنه تهجد ليلة فمر بهذه الآية فقال: وأنا أشهد بما شهد الله به، وأستودع الله هذه الشهادة.
ثم حدّث «٣» عن أبي وائل «٤» عن عبد الله «٥» عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
«يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله تعالى: عهد إليّ عبدي وأنا أحق من وفّى بالعهد، أدخلوا عبدي الجنّة» «٦».

(١) في الأصل: غالب بن داور القطان، والمثبت في النص عن «ك» وعن المصادر التي أوردت هذا الأثر وهو غالب بن خطّاف القطان. قال الحافظ في التقريب: ٤٤٢: وهو ابن أبي غيلان القطان، أبو سليمان البصري «صدوق من السادسة».
وقال عنه الحافظ الذهبي في المغني: ٢/ ٩٢: «ثقة مشهور، سمع الحسن. ذكر ابن الجوزي حديثا لغالب بن خطاف القطان عن الأعمش في شَهِدَ اللَّهُ قال: وهو معضل.
وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بين. وقال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة.
قال الذهبي: قلت لعل الذي ضعفه ابن عدي غالب آخر فيتأمل ذلك»
.
ونقل القرطبي في تفسيره: ٤/ ٤٢ قول ابن الجوزي. وتوثيق أحمد بن حنبل ويحيى بن معين لغالب. ثم قال: «يكفيك من عدالته وثقته أن خرّج له البخاري ومسلم في كتابيهما، وحسبك».
(٢) هو سليمان بن مهران الأسدي الكوفي، الإمام الحافظ المشهور.
ترجمته في: تذكرة الحفاظ: ١/ ١٥٤، وسير أعلام النبلاء: ٦/ ٢٢٦، وتقريب التهذيب:
٢٥٤. [.....]
(٣) أي الأعمش.
(٤) هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي. أدرك النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يره، قال عنه الحافظ في التقريب:
٢٦٨: «ثقة، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مائة سنة».
وانظر ترجمته في وفيات الأعيان: ٢/ ٤٧٦، وسير أعلام النبلاء: ٤/ ١٦١، وطبقات الحفاظ: ٢٠.
(٥) هو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه.
(٦) أخرجه ابن عدي في الكامل: (٥/ ١٦٩٣، ١٦٩٤)، والطبراني في الكبير: ١٠/ ٢٤٥، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٤٦٤، ٤٦٥)، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، وضعفه.
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: ٧/ ١٩٣، والبغوي في تفسيره: (١/ ٢٨٦، ٢٨٧)، كلهم من طريق عمر بن المختار وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: (٦/ ٣٢٨، ٣٢٩)، وقال: «رواه الطبراني وفيه عمر بن المختار، وهو ضعيف».
وضعف المناوي في الفتح السماوي: ١/ ٣٧٤ سند هذا الحديث. وعمر بن المختار متهم بالوضع.
ينظر ميزان الاعتدال: ٣/ ٢٢٣، ولسان الميزان: ٤/ ٣٢٩.

صفحة رقم 185
إيجاز البيان عن معاني القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم محمود بن أبي الحسن (علي) بن الحسين النيسابورىّ الغزنوي
تحقيق
حنيف بن حسن القاسمي
الناشر
دار الغرب الإسلامي - بيروت
سنة النشر
1415 - 1995
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية