آيات من القرآن الكريم

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ

قوله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لانْفَضُّوا﴾
١١١٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ أَيْ " لانْصَرَفُوا عَنْكَ "
١١١١ - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: ﴿لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾، أي: " تفرقوا عَلَى كل وجه "
١١١٢ - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: ﴿لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ أي: لتركوك " قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾
١١١٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة قوله " ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ ذكر لنا أن نعت نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّد فِي التوراة ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب فِي الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح "

صفحة رقم 466

١١١٤ - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ﴾ أي: تجاوز عنهم ﴿وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ ذنوبهم، من قارف من أهل الإيمان منهم "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾
١١١٥ - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْن شبرمة، عَنْ الحسن، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ : قد علم الله عَزَّ وَجَلَّ أنه ليس به إليهم حاجة، ولكن أراد أن يستن به من بعده "
١١١٦ - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو داود، قَالَ: حَدَّثَنَا عمران، قَالَ: سمعت الحسن، يَقُول فِي قول الله تبارك وتعالي " ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾، قَالَ: مَا تشاور قوم قط إِلا هدوا لأرشد أمورهم "
١١١٧ - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النضر، قَالَ: حَدَّثَنَا الأشجعي، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ الضحاك " مَا أمر الله

صفحة رقم 467

عَزَّ وَجَلَّ نبيه بالمشورة، إِلا لما علم مَا فِيهَا من البركة قَالَ سُفْيَان: وبلغني أنها نصف العقل قَالَ: وَكَانَ عمر بْن الخطاب يشاور حَتَّى المرأة "
١١١٨ - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة " ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾، أمر الله نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يشاور أصحابه فِي الأمور، وَهُوَ يأتيه وحي السماء، لأنه أطيب لأنفس القوم، إذا شاور بعضهم بعضا، وأرادوا بِذَلِكَ وجه الله عَزَّ وَجَلَّ، عزم الله لهم عَلَى أرشده
١١١٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: " وَشَاوِرْهُمْ فِي بَعْضِ الأُمُورِ "
١١٢٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قَالَ: ذكر لنبيه لينه ثم قَالَ " ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾، أي: لتريهم أنك تسمع منهم، وتستعين بهم، وإن كنت غنيا عنهم، تألفا لهم بِذَلِكَ عَلَى دينهم "

صفحة رقم 468

قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ﴾ الآية
١١٢١ - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ﴾ أي: عَلَى أمر جاءك مني، وأمر من دينك فِي جهاد عدوك ولا يصلحك ولا يصلحهم إِلا ذَلِكَ، فامض عَلَى مَا أمرت به، عَلَى خلاف من خالفك وموافقة من وافقك، وتوكل عَلَى الله أي: ارض به من العباد ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ "
١١٢٢ - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة " ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ﴾، أمر الله نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا عزم عَلَى أمر أن يمضي فيه ويستقيم عَلَى أمر الله ويتوكل عَلَى الله " قوله جَلَّ وَعَزَّ: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ
فَلا غَالِبَ لَكُمْ
١١٢٣ - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ الآية أي: إن ينصرك الله فلا غالب لك من الناس، لن يضرك خذلان من خذلك، وإن

صفحة رقم 469

يخذلك فلن ينصرك الناس فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ، أي لا تترك أمري للناس، وارفض الناس لأمري وَعَلَى اللهِ لا عَلَى الناس، فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾
١١٢٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقْرَأُ: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾
١١٢٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فُقِدَتْ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ يَوْمَ بَدْرٍ مِمَّا أُصِيبَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ النَّاسُ: لَعَلَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ

صفحة رقم 470

يَغُلَّ}، قَالَ خصيف: فقلت لسعيد بْن جبير: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ يَقُول يخان، قَالَ: بل يغل ويقتل أَيْضًا "
١١٢٦ - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك " ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾، قَالَ: يقسم لبعض، ويترك بعضا "
١١٢٧ - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ: " ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنْ يَقْسِمَ لِطَائِفَةٍ، وَلا يَقْسِمُ لِطَائِفَةٍ، وَأَنْ يَجُورَ فِي الْحُكْمِ وَفِي الْقَسْمِ "
١١٢٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ الآية، أي: مَا كَانَ لنبي أن يكتم الناس مَا بعثه الله به إليهم، عَنْ رهبة من الناس

صفحة رقم 471

ولا رغبة ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ﴾ أي: من يفعل ذَلِكَ ﴿يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ "
١١٢٩ - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النضر، عَنْ شعبة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الأصبهاني، قَالَ " مر بنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي فقلت له: كيف تقرأ هَذَا الحرف: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ أو ﴿يَغُلَّ﴾ ؟ فَقَالَ: ﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ "
١١٣٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ عاصم، عَنْ أبي وائل قَالَ: " وَمَا كَانَ
لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ "
١١٣١ - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حدثت عَنْ عمران بْن حدير، قَالَ: سمعت عكرمة يَقُول: " إنكم تقرءون هَذَا الحرف: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ ولو كَانَ هَذَا مَا استطاع أحدنا أن يغل "
١١٣٢ - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، عَنْ الكسائي، فِي قوله " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ قَالَ: يقرأ بفتح الياء وضمها، فمن فتح الياء أراد: أن لا يغل هُوَ نفسه ومن قرأ: " يغل " أن يتهم بالغلول، ويكون بمعنى: أن يخان، وَكَانَ الكسائي يختار فِيهَا ضم الياء، وبذلك قرأ "

صفحة رقم 472

١١٣٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج بْن منهال، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ حميد، عَنْ الحسن قَالَ " أَنْ يَغُلَّ "
١١٣٤ - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مغيرة، عَنْ إبراهيم أنه قرأها: " يغل " قَالَ هشيم: وأخبرنا عوف، عَنِ الحسن، أنه قرأها: " يغل "، وَقَالَ: أن يخان
١١٣٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ، قَالَ: أن يخون "
١١٣٦ - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة " وَمَا كَانَ
لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ قَالَ: أن يغله أصحابه وَقَالَ بعضهم: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَقَالَ بعضهم: " يغل " وكل صواب، لأن معناه إن شاء الله أن يخان، أو يخون

صفحة رقم 473

قوله جَلَّ وَعَزَّ: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
١١٣٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " ذكر لنا أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ مُنَادِيهِ عِنْدَ الْغَنَائِمِ فَيَقُولُ: أَلا لا يَغُلَّنَّ رَجُلٌ مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ، أَلا لا أَعْرِفَنَّ رَجُلا يَغُلُّ بَعِيرًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَامِلَهُ عَلَى عُنُقِهِ لَهُ رُغَاءٌ، أَلا لا أَعْرِفَنَّ رَجُلا يَغُلُّ فَرَسًا يَأْتِيِ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَامِلَهُ عَلَى عُنُقِهِ لَهُ حَمْحَمَةٌ، أَلا لا أَعْرِفَنَّ أَحَدًا يَغُلُّ شَاةً، يَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَامِلَهَا عَلَى عُنُقِهِ، لَهَا ثُغَاءٌ، فَيَسْمَعُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْمَعَ " ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اجْتَنِبُوا الْغَلُولَ فَإِنَّهُ عَارٌ، وَشَنَارٌ، وَنَارٌ " قوله جَلَّ وَعَزَّ: ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ
١١٣٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ثم يجزى بكسبه غير
مظلوم، ولا معتدى عَلَيْهِ "

صفحة رقم 474

قوله جَلَّ وَعَزَّ ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ﴾ الآية
١١٣٩ - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم الدبري، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنْ ابْن عيينة، عَنْ مطرف، عَنْ الضحاك بْن مزاحم، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ﴾، قَالَ: من لم يغل ﴿كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ﴾ قَالَ: من غل "
١١٤٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ " ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ﴾، قَالَ: أمر الله أداء الخمس ﴿كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ﴾ فاستوجب سخط الله "
١١٤١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ﴾ عَلَى مَا أحب الناس وسخطوا، ﴿كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ﴾ عَزَّ وَجَلَّ لرضى الناس أو سخطهم، يَقُول: فمن كَانَ عَلَى طاعتي وثوابه الجنه ورضوان ربه، كمن باء بسخط من الله فاستوجب غضبه، وَكَانَ مأواه جهنم، وبئس المصير أسواء المثلان؟ أي: فاعرفوا "

صفحة رقم 475

قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ﴾
١١٤٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ سورة آل عمران
آية قَالَ: هي مثل قوله: لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ "
١١٤٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ أي: لكل درجات مما عملوا فِي الجنة والنار "
١١٤٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم الفضل بْن دكين، عَنْ سلمة بْن نبيط بْن شريط الأشجعي، عَنْ الضحاك بْن مزاحم " هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ، قَالَ: أهل الجنة، بعضهم فوق بعض قَالَ: فيرى الَّذِي فوق فضله عَلَى الَّذِي أسفل منه، ولا يرى الَّذِي أسفل منه أنه فضل عَلَيْهِ أحد "
١١٤٥ - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ هم منازل، فمعناها: لهم درجات كقولك: هم طبقات "

صفحة رقم 476

قَالَ ابْنُ هرمة: أرجما للمنون يكون قومي لريب الدهر أم درج السيول تفسيرها: أي: هم عَلَى درج السيول يقال للدرجة الَّتِي يصعد عليها: درجة، وتقديرها: قصبة ويقال لها أَيْضًا: درجة
١١٤٦ - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: قَالَ أَبُو عبيدة والكسائي " هُمْ دَرَجَاتٌ قالا: منازل " قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ﴾
١١٤٧ - حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قوله: " ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ قَالَتْ: هَذَا لِلْعَرَبِ خَاصَّةً "

صفحة رقم 477

قوله: جَلَّ وَعَزَّ: ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾
١١٤٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله " ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ مننا من الله عظيمة، من غير دعوة، ولا رغبة من هذه الأمة، جعله الله رحمة لهم، ليخرجهم من الظلمات إِلَى النور، ويهديهم إِلَى صراط مستقيم "
١١٤٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ الآية، أي: لقد من الله عليكم، يَا أهل الإيمان، إذ بعث فيكم رسولا من أنفسكم، يتلو عليكم آياتي، فيما أحدثتم وفيما عملتم، فيعلمكم الخير والشر، لتعرفوا الخير فتعملوا به، والشر فتتقوه، ويخبركم برضائه به عنكم، إذا أطعتموه، لتستكثروا من طاعته، وتجتنبوا مَا
يسخطه منكم من معصيته، فتخلصوا بِذَلِكَ من نقمته، وتدركوا بِذَلِكَ ثوابه من جنته "

صفحة رقم 478

قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾
١١٥٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ " ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ السنة ﴿وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ ليس والله كما يَقُول أهل حروراء محنة غالبة، من أخطاها أهريق دمه، ولكن الله بعث نبيه إِلَى قوم لا يعلمون فعلمهم، وإلى قوم لا أدب لهم فأدبهم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾
١١٥١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ " ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾ الآية، أصبتموها يوم أحد قتل سبعون رجلا، وأصابوا مثليها يوم بدر قتلوا سبعين، وأسروا سبعين "

صفحة رقم 479

١١٥٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى ابْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مروان، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾ قَالَ: أصاب أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر من المشركين، أن قتلوا سبعين، وأسروا
سبعين، وأصيب يوم أحد من الْمُسْلِمِينَ سبعون رجلا " قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾ الآية
١١٥٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾ وَنَحْنُ مُسْلِمُونُ، نُقَاتِلُ غَضَبًا لِلَّهِ، وَهَؤُلاءِ مُشْرِكُونَ؟ فَقَالَ: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ "
١١٥٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى بْن المقري، قَالَ: حَدَّثَنَا مروان بْن معاوية، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، " ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾ بأي ذنب هَذَا؟ "
١١٥٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ عُقُوبَةٌ بِمَعْصِيَتِكُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ: لا تَتَّبِعُوهُمْ "

صفحة رقم 480

١١٥٦ - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قِصَّةِ أُحُدٍ، قَالَ: " فَلَمَّا خَالَفَ الْقَوْمُ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي: الرُّمَاةَ، وَعَصَوْا أَمْرَهُ أَفْرَدَ رَسُولُ اللهِ فِي تِسْعَةٍ "
١١٥٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا
أي: إن يكن قد أصابتكم مصيبة فِي إخوانكم، فبذنوبكم فقد أصبتم مثليها قبل من عدوكم، فِي اليوم الَّذِي كَانَ قبله ببدر، قتلى وأسرى، ونسيتم معصيتكم وخلافكم عما أمركم به نبيكم، أنتم أحللتم ذَلِكَ بأنفسكم " قوله جَلَّ وَعَزَّ: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا إِلَى قوله: أَوِ ادْفَعُوا
١١٥٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا، أي: ليطهر مَا فيكم، وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا يعني: عَبْد اللهِ بْن أبي وأصحابه، الَّذِينَ رجعوا عَنْ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سار رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عدوه من المشركين بأحد "

صفحة رقم 481

١١٥٩ - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الطَّائِفِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: " لَوْ بِعْتُ دَارِي فَلَحِقْتُ بِثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَكُنْتُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ، قُلْتُ: كَيْفَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُكَ؟ قَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا، أُسَوِّدُ مَعَ النَّاسِ، فَفَعَلَ "
١١٦٠ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " ﴿تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا﴾ قَالَ: تَكْثُرُوا بِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ لَمْ تُقَاتِلُوا "
١١٦١ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " ﴿تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا﴾ قَالَ: كُونُوا سَوَادًا أَوْ كَثِّرُوا "
١١٦٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " ﴿ادْفَعُوا﴾ بكثرتكم العدو، وإن لم يكن قتال "

صفحة رقم 482

قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ﴾
١١٦٣ - قَالَ أَبُو بكر وجدت فِي كتابي، عَنْ زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أخبرني ابْن كثير أن مجاهدا، ابتدأه فأخبره عَنْ قوله عز وجل " ﴿قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ﴾ لو نعلم أن واجدون معكم مكان قتال، لأتبعناكم "
١١٦٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق
" ﴿قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ﴾، يعني: عَبْد اللهِ بْن أبي وأصحابه، الَّذِينَ رجعوا عَنْ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حين سار إِلَى عدوه من المشركين بأحد وقولهم: لو نعلم أنكم تقاتلون لسرنا معكم، ولدافعنا عنكم، ولكنا لا نظن أن يكون قتال فأظهر منهم مَا كَانُوا يخفون فِي أنفسهم، يَقُول الله جل ذكره: ﴿لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ﴾ "
١١٦٥ - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة " ﴿لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا﴾، لو نعرف قتالا "

صفحة رقم 483

١١٦٦ - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَالْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَائِنَا وَقَدِ اجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ كُلِّهِمْ فِيمَا سُقْتُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ: خَرَجَتْ قُرَيْشٌ حَتَّى نَزَلُوا بِعَيْنَيْنِ: جَبَلٍ بِبَطْنِ السَّبَخَةِ مِنْ قَنَاةٍ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُقِيمُوا بِالْمَدِينَةِ وَتَدْعُوهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا، فَإِنْ أَقَامُوا أَقَامُوا بِشَرِّ مَقَامٍ، وَإِنْ هُمْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا " وَقَالَ عَبْد اللهِ بْن أبي: يَا رَسُولَ اللهِ أقم بالمدينة، ولا نخرج إليهم، فوالله مَا خرجنا منها إِلَى عدو لنا قط إِلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إِلا أصبنا منهم، فدعهم يَا رَسُولَ اللهِ، فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال فِي وجوههم، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا فلم يزل الناس برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ كَانَ من أمرهم حب لقاء القوم، حَتَّى دخل رَسُول اللهِ فلبس لأمته، فخرج رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ألف رجل، من أصحابه حَتَّى إذا كَانُوا بالشوط بين المدينة وأحد تحول عنه عَبْد اللهِ بْن أبي بْن سلول بثلث الناس، وَقَالَ: أطاعهم وعصاني، والله مَا ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس؟ فرجع بمن اتبعه من أهل النفاق، وأهل الريب، واتبعهم عَبْد اللهِ بْن عمر بْن حرام، أخو بني سلمة، يَقُول: يَا قوم

صفحة رقم 484

أذكرهم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عند مَا حضرهم عدوهم قَالُوا: لو نعلم أنكم تقاتلون مَا أسلمناكم، ولكن لا نرى أن يكون قتال فلما استعصوا عَلَيْهِ، وَأَبُو إِلا الانصراف عنهم، قَالَ: أبعدكم الله، أي أعداء الله فيستغني الله عنكم ومضى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ عَبْد اللهِ بْن أبي بْن سلول، كما حدثني ابْن شهاب الزهري، له مقام يقومه فِي كل جمعة، لا يتركه شرفا له فِي نفسه وفي قومه، وَكَانَ فيهم شريفا، إذا جلس رَسُول اللهِ يوم الجمعة، ليخطب الناس، قَالَ: فَقَالَ: أيها الناس هَذَا رَسُول اللهِ بين أظهركم، أكرمكم الله به وأعزكم به، فانصروه وعزروه واسمعوا وأطيعوا ثم يجلس، حَتَّى إذا صنع يوم أحد مَا صنع، ورجع الناس قام يفعل كما كَانَ يفعل، فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه، وقالوا: اجلس يَا عدو الله لست لذلك بأهل قد صنعت مَا صنعت فخرج يتخطى رقاب الناس، ويقول: والله لكأنما قلت بجرا إن قمت أسدد أمره، فلقيه رجل عند باب المسجد، فَقَالَ: ما لك؟ فَقَالَ قمت أسدد أمره، فوثب عَلَي أصحابه يجذبونني ويعنفونني كأني قلت بجرا، قَالَ: ويلك، ارجع يستغفر لك رَسُول اللهِ، فَقَالَ: والله مَا أبتغي أن يستغفر لي وَكَانَ يوم أحد يوم بلاء وتمحيص، اختبر الله به المؤمنين، ومحص به المنافقين، ممن يظهر الإيمان بلسانه، وَهُوَ مستخف بالكفر فِي قلبه

صفحة رقم 485

قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ﴾
١١٦٧ - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ ابْن إسحاق " ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ أي: يظهر لكم الإيمان، وليس فِي قلوبهم ﴿وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ﴾ أي: مَا يخفون " قوله جَلَّ وَعَزَّ: ﴿الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾
١١٦٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله " ﴿الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ﴾ الآية ذكر لنا أنها نزلت فِي عدو الله عَبْد اللهِ بْن أبي "
١١٦٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " ﴿الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا﴾ قول المنافق: عَبْد اللهِ بْن أبي بْن سلول، وإخوانهم الَّذِينَ خرجوا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

صفحة رقم 486
تفسير ابن المنذر
عرض الكتاب
المؤلف
أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري
الناشر
دار المآثر - المدينة النبوية
سنة النشر
1423 - 2002
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية