
الخمسة عن ابن عباس جاء فيه: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيما يروي عن ربّه: «قال الله:
إن من همّ بحسنة فلم يعملها كتبتها له حسنة فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة، ومن همّ بسيئة فلم يعملها كتبتها له حسنة وإن همّ بسيئة فعملها كتبتها له سيئة واحدة». وهذا يدعم قول النسخ الجزئي، ومن الحكمة الملموحة فيه تبشير المؤمنين وتطمينهم وتحذير من السيئات على كل حال.
[سورة البقرة (٢) : الآيات ٢٨٥ الى ٢٨٦]
آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٢٨٥) لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (٢٨٦)
. (١) إصرا: عهدا ثقيل الوطأة.
تعليق على الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة
عبارة الآيتين واضحة، لا تحتاج إلى أداء آخر.
ويلحظ أن في الأولى تقريرا عن لسان النبي صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين بإيمانهم وقولهم سمعنا وأطعنا. وإن في أول الآية الثانية تقريرا عن الله عز وجل بأنه لا يكلف نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ثم دعاء بلسان المؤمنين.
ومثل هذه الصورة القرآنية تكرر بأساليب متنوعة في سور سابقة وعلقنا عليها بأن الإيمان بأن جميع ما في القرآن من صور كلامية هو من وحي الله عقيدة واجبة على المؤمنين. وهذا ما يقال بالنسبة لهاتين الآيتين اللتين اقتضت حكمة التنزيل

إيحاءهما بالأسلوب الذي أوحيتا به. وبعبارة أخرى إن الآيتين قد أوحيتا صيغة قرآنية فيها تعليم رباني للنبي صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين بما يقولونه ويدعون به وفيها تقرير رباني خفّف به وقع الآية السابقة للآيتين التي هلع لها المؤمنون أو عدلت أو نسخت به، والله تعالى أعلم.
ولقد أوردنا آنفا حديثا رواه الأربعة عن أبي هريرة ذكرت فيه المناسبة التي نزلت فيها هاتان الآيتان، وليس هناك ما ينقض ذلك أو ما فيه مباينة لذلك فيحسن الوقوف عنده.
ولقد جاءت الآيتان في ذات الوقت خاتمة قوية لسورة البقرة التي احتوت أسس الدعوة الإسلامية وأهدافها وكثيرا من التشريعات والتلقينات والمبادئ التعبدية والاجتماعية والأخلاقية وإعلانا قويا لإيمان النبي والمؤمنين بكل ما أنزل إليهم. وإذعانهم لكل ما أمروا به ونهوا عنه. وطابع الختام على الآيتين بارز كشأن كثير من خواتيم السور الأخرى، ولقد احتوى مطلع السورة تنويها بالمتقين الذين يؤمنون بما أنزل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وتبشيرا لهم بالفلاح. وهكذا يرتبط أول السورة بآخرها وتبدو صورة من صور الحكمة الربانية النبوية في تأليف السورة.
ولقد أثرت في التنويه بهذه الخاتمة أحاديث نبوية منها حديث أورده ابن كثير في سياق تفسيرها معزوا إلى مسلم عن ابن عباس قال: «بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعنده جبريل إذ سمع نقيضا فوقه فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قطّ قال: فنزل منه ملك فأتى النبيّ فقال له أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبيّ قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ حرفا منها إلّا أوتيته» «١». ومنها حديث رواه الأربعة عن ابن مسعود عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» «٢». ومنها حديث أورده ابن كثير من
(٢) انظر الحديثين في التاج ج ٤ ص ١٣ و ١٦ والحديث الأول لم يرو عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ويمكن أن يقال إنه قد يكون فيه مشهد روحاني شهده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعين بصيرته فأخبر به أصحابه وسمعه منه ابن عباس أو سمعه ممن سمعه فأخبر به والله أعلم.

إخراج الإمام أحمد وابن مردويه عن أبي ذرّ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش». ولقد جاء في الحديث الذي أوردناه في سياق الآية السابقة عن أبي هريرة أن الله تعالى كان يقول نعم بعد كل مقطع من الدعاء الذي حكته الآية الثانية من الآيتين اللتين نحن في صددهما. ولقد أخرج الطبري وأورد أحاديث أخرى عن ابن عباس مثل هذا الحديث بفروق يسيرة.
ولو لم يكن أحاديث نبوية فإنه يصح أن يقال إن الله تعالى حين شاءت حكمته أن يعلم المؤمنين الدعاء الوارد في الآية وأن يحكيه عن لسانهم في كتابه الكريم تكون حكمته قد شاءت أن يستجيب الله إلى هذا الدعاء إذا ما صدر من أعماق قلوب عباده، والله تعالى أعلم.
والآيتان جملة تامة احتوتا مبادئ قرآنية محكمة تكرر تقريرها في القرآن المكي والمدني بأساليب متنوعة. منها: العقيدة الإسلامية وهي الإيمان بالله وكتبه وملائكته ورسله بدون تفريق والسمع والطاعة وإسلام النفس إطلاقا لله. ومنها: أن الله عز وجل قد جعل الإنسان أهلا وذا قابلية لاكتساب أعماله ورتب عليه نتائج ذلك. فما اكتسبه من أعمال سيئة فجريرتها عليه وما اكتسبه من أعمال سنية فله أجره عليها. ومنها: أن الله تعالى لا يؤاخذ عباده على ما يصدر منهم بسائق الخطأ والنسيان. ومنها: أن الله تعالى جعل الشريعة الإسلامية خالية من التكاليف الشديدة التي فرضت على الملل السابقة. ومنها: أن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يحملها ما لا طاقة لها به. ومنها: أن الله مولى المؤمنين ووليهم وأنهم منصورون على الكافرين ومعفوّ عنهم ومغفور لهم ومشمولون برحمته إذا ما آمنوا واتقوا وأخلصوا حقّ الإيمان والتقوى والإخلاص.
وقد تكون صيغة الآية الثانية لا تنطوي على تقرير هذه المبادئ تقريرا مباشرا. غير أن الله وقد شاءت حكمته أن يعلم المؤمنين أن يدعوه بما دعوه تكون قد شاءت أن يستجيب لهم وتغدو مبادئ قرآنية. وهذا مدعوم الحديث الصحيح الذي أوردناه وفيه سبب نزول الآية، فضلا عن أن هذه المبادئ مما

تكرر تقريرها في القرآن تقريرا ربانيا مباشرا مما مرّ منه أمثلة كثيرة وعلقنا عليها وأوردنا أحاديث نبوية متساوقة معها. ومبدأ عدم تكليف الله نفسا إلا وسعها مقرر لأول مرة في آية سورة الأعراف [٤٢] ومبدأ كون الله أرسل رسوله ليضع عن الناس الإصر والأغلال التي كانت عليهم مقرر في الآية [١٥٧] من سورة الأعراف أيضا.
ومبدأ عدم مؤاخذة الله للمسلمين على ما يصدر منهم بسائق الخطأ والنسيان متسق مع مبدأ عدم تكليف الله نفسا غير وسعها وعدم تحميلها ما لا طاقة لها به.
ومثل هذا يقال بالنسبة لمبدأ عدم مؤاخذة الله الناس بما نسوه أو فعلوه خطأ.
فإن ذلك متسق مع هذا المبدأ أيضا. وهناك حديث رواه ابن ماجه في سننه وابن حبان وصححه عن ابن عباس أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» «١».
ونختم كلامنا عن هذه السورة بترديد الدعاء: «ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين». ونسأل الله أن يكون دعاؤنا خالصا وأن يستجيب لنا والحمد لله ربّ العالمين.
[تمّ بتوفيق الله تعالى الجزء السادس ويليه إن شاء الله تعالى الجزء السابع وأوله تفسير سورة الأنفال]

فهرس محتويات الجزء السادس
تفسير سورة الحج ٧ تعليق على تسميات اليهود والنصارى والمجوس والصابئة ٢١ تعليق على الآية إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا...
مع بيان حكمة الإبقاء على تقاليد الحج ٣٤ تعليق على موضوع النذر ٤٠ تعليق على الأمر باجتناب قول الزور ٤٥ استدلال على ممارسة المسلمين الحج قبل فتح مكة ٤٦ دلالة تعبير حنفاء لله في هذا المقام ٤٧ تعليق على جملة لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها... ٥٢
تعليق على خطورة أمر القوانين قبل الإسلام وحكمة الإبقاء عليها ٥٣ تعليق على الآية إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ... وما يليها ٥٥ التلقينات البليغة المنطوية في هذه الآيات ٥٨ تعليق على جملة وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ ٦٢ تعليق على الآيات وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ... ٦٥
تلقين الآية وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ... وما يليها ٦٨ تعليق على الآية وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ وجرأة النبي ٧٥ تعليقات على الآيتين الأخيرتين من السورة ٧٨ تعليق على جملة وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ٨٣ تعليق على جملة وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ٨٧ تفسير سورة الرحمن ٨٩ تفسير سورة الإنسان ١٠٥ تعليق على موضوع النذر ١٠٩ تفسير سورة الزلزلة ١١٨ طائفة من الروايات والأحاديث في سياق آيات هذه السورة ١١٩ تفسير سورة البقرة ١٢٣ مقدمة للسورة ١٢٣ تعليق على ترتيب السور في المصحف ١٢٥ تعليق على حركة النفاق وأسبابها ومداها ١٣٥ تعليق على رواية في صدد الآية [١٤] ١٣٨ تعليق على روايات الشيعة في صدد الآيات عامة ١٣٩ تعليق على ما جاء في بعض كتب التفسير في سياق أَنُؤْمِنُ... ١٤٠
تعليق على التحدي بإتيان شيء من مثل القرآن ١٤٥ تعليق على زعم بعض المستشرقين بأن هذه الآيات مكية ١٤٦ تعليق على جملة كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ ١٤٧ تعليق على جملة وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ وما بعدها ١٥١ تعليق على الآية وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ... وما بعدها ١٥٤

تعليق على تقديم تعليم آدم على الأمر بالسجود له ١٥٨ تعليق على توبة آدم وحكمة ذكرها ١٥٩ تعليق على أولى الحلقات الواردة في يهود بني إسرائيل ١٦١ تلقينات الآيات الواردة في حق اليهود [٤٠- ٤٨] ١٦٣ جنسية يهود الحجاز الذين وجه إليهم الخطاب ١٦٥ تعليق على الحلقة الثانية في يهود بني إسرائيل [٤٧- ٥٧] ١٦٩ تعليق على آية إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا... ١٧٣
تعليق على الحلقة الثالثة في يهود بني إسرائيل ١٧٥ تعليق على الحلقة الرابعة في يهود بني إسرائيل ١٧٨ تعليق على الحلقة الخامسة في يهود بني إسرائيل ١٨١ استطراد إلى بيان أسباب تنكر اليهود للدعوة الإسلامية ١٨٤ تعليق على الآية بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً... ١٨٧
تعليق على الحلقة السادسة في يهود بني إسرائيل ١٨٩ تعليق على الحلقة السابعة في يهود بني إسرائيل ١٩٣ تعليق على جملة وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ... ١٩٧
تعليق على الآية قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ... وما يليها ٢٠٠ تعليق على الحلقة الثامنة في يهود بني إسرائيل ٢٠٤ تعليق على الحلقة التاسعة في يهود بني إسرائيل ٢٠٧ تعليق على الحلقة العاشرة في يهود بني إسرائيل ٢١٥ تعليق على الحلقة الحادية عشرة في يهود بني إسرائيل ٢٢٢ تعليق على الحلقة الثانية عشرة في يهود بني إسرائيل ٢٢٦ تعليق على الحلقة الثالثة عشرة في يهود بني إسرائيل ٢٣٠ تعليق على الحلقة الرابعة عشرة في يهود بني إسرائيل ٢٣٢ تعليق على الحلقة الخامسة عشرة في يهود بني إسرائيل ٢٣٧ تعليق على الحلقة السادسة عشرة في يهود بني إسرائيل ٢٤٣ تعليق على الحلقة السابعة عشرة في يهود بني إسرائيل ٢٤٦ تعليق على الحلقة الثامنة عشرة في يهود بني إسرائيل ٢٥١ مدى تبديل القبلة في الرسالة الإسلامية ٢٥٨ احتمال أن يكون التبديل إلهاما ربانيا ٢٥٩ تعليق على الآية وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً... ٢٦١
تعليق على الآية كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا... ٢٦٣
تعليق على الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا... وما بعدها ٢٦٥ تعليق على الآية إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ... ٢٦٨
تعليق على الآية إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا... وما بعدها ٢٧٢ استطراد إلى موضوع لعن الكفار وغيرهم ٢٧٤ استطراد إلى تفسير الشيعة للآيات ٢٧٥

تعليق على الآية لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ... وما فيها ٢٨٤ تعليق على آية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ... وما بعدها ٢٨٧ تعليق على آيات الوصية ٢٩٤ تعليق على آيات الصيام ورمضان ٣٠٠ تعليق على الآية وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ... ٣٢١
تعليق على الآية وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ... وما بعدها ٣٢٧ تعليق على الشهر الحرام ٣٣٦ تعليق على آية وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ... ٣٤٠
تعليقات على الآية الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ... وما يليها ٣٥٢ تعليق على الآية وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ... وما يليها ٣٦٣ تعليق على الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ... ٣٦٦
تعليق على جملة وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ٣٧٠ تعليق على جملة كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً... ٣٧١
تعليق على الآية أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ... ٣٧٤
تعليق على آية كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ٣٧٨ تعليق على الآية يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ... وما يليها ٣٨٣ حكم المرتد عن دينه من المسلمين ٣٨٦ تعليق على الآية يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ... وما يليها ٣٨٨ تعليق على الآية وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ... وما يليها ٣٩٢ تعليق على الآية وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ... وما يليها ٣٩٥ تعليق على الآية وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ... وما يليها ٤٠٣ تعليق على الآية لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ... وما يليها ٤٠٧ حالات متصلة بموضوع علاقة الزوج الجنسية بزوجته ٤١١ تعليق على الآية وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ٤١٢ تعليق على الآية الطَّلاقُ مَرَّتانِ...
وما يليها ٤١٨ تعليق على الآية وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ... ٤٢٩
التلقين المنطوي في جملة وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ... ٤٣٠
تعليق على الآية وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ... ٤٣١
تعقيب عام في صدد الطلاق وإناطته بالقضاء ٤٣٢ تعليق على الآية وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ... ٤٣٥
تعليق على الآية وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ... وما يليها ٤٣٩ تعليق على الآية لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ... وما يليها ٤٤٥ تعليق على الآية حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ... وما يليها ٤٥٠ تعليق على الآية وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ... ٤٥٣

تعليق على الآية أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ... وما يليها ٤٥٦ استطراد إلى الفرار من الوباء ٤٥٨ تعليق على الآية أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ... وما يليها ٤٦٠ تعليق على الآية تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ... ٤٦٣
تعليق على آية الكرسي ٤٦٨ تعليق على الآية لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ...
وما يليها ٤٧٠ تعليق على الآية أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ... ٤٧٢
تعليق على الآية أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ... ٤٧٥ تعليق على الآية وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي... ٤٧٧
تعليقات على الآية مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ... وما يليها ٤٨٢ تعليق على آيات الربا ٤٩١ تعليق على جملة الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ... ٥٠٠
تعليقات على الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ... وما يليها ٥٠٧ تعليق على الآية لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ... ٥١٧
تعليقات وأحاديث في صدد هذه الآيات ٥١٧ تعليق على الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة ٥٢٠

الجزء السابع
السور المفسرة في هذا الجزء «١» ١- الأنفال ٢- آل عمران ٣- الحشر ٤- سورة الجمعة ٥- الأحزاب

سورة الأنفال
في هذه السورة إشارات على سبيل الموعظة والعتاب والتذكير إلى وقعة بدر وظروفها ومشاهدها وما كان لها من آثار في المسلمين والكفار. وفيها تشديد وتوطيد لسلطان النبي ﷺ وطاعته. وتوطيد للوحدة الإسلامية والإخلاص للمصلحة العامة وعدم التأثّر بأي اعتبار شخصي أو أسروي في سبيل ذلك. وإنذار شديد للمخالفين والكفار والغادرين والخائنين. وحثّ على الاستعداد للعدو وقتاله والثبات أمامه إلى أن يرعوي وتتوطد كلمة الله وحرية دينه مع الدعوة المكررة إلى الإسلام والارعواء ومقابلة الميول السلمية بمثلها. وفيها تشريع لخمس الغنائم الحربية وتخصيصه للمصالح الإسلامية العامة والمحتاجين.
وفصول السورة منسجمة متسلسلة السياق مما يسوغ القول إنها نزلت دفعة واحدة أو فصولا متتابعة عقب وقعة بدر.
وقد روي أن الآيات [٣٠- ٣٦] مكية، ونحن نشك في هذه الرواية لأن الآيات منسجمة في سياقها موضوعا وسبكا. وقد شكّ في ذلك مفسرون آخرون أيضا.
وبعض رواة ترتيب نزول السور المدنية يذكرون هذه السورة ثانية السور نزولا وبعضهم يذكرونها ثالثة بل بعضهم يذكرونها رابعة «١». وعلى كل حال فإن نزولها عقب وقعة بدر يكاد يكون يقينيا وتلهمه فحوى آياتها بقوة وهو المتفق عليه. وهذه الوقعة كانت بعد هجرة النبي ﷺ إلى المدينة بسنة وشهور قليلة