آيات من القرآن الكريم

وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ
ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙﰚﰛﰜﰝﰞﰟﰠﰡ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ

١٩١- وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ أي حيث وجدتموهم.
وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ يعني من مكة.
وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ يقول: الشرك أشد من القتل في الحرم.
١٩٣- وكذلك قوله: وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ أي لا سبيل.
وأصل العدوان الظلم. وأراد بالعدوان الجزاء. يقول: لا جزاء ظلم إلّا على ظالم. وقد بينت هذا في كتاب «تأويل المشكل».
١٩٤- الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ قال مجاهد: فخرت قريش أن صدّت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، عن البيت الحرام في الشهر الحرام في البلد الحرام. فأقصّه الله فدخل عليهم من قابل في الشهر الحرام في البلد الحرام إلى البيت الحرام. وأنزل الله الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ.
وقوله: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ أي من ظلمكم فجزاؤه جزاء الاعتداء. على ما بينت في كتاب «المشكل».
١٩٦- فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ من الإحصار. وهو أن يعرض للرجل ما يحول بينه وبين الحج من مرض أو كسر أو عدو. يقال: أحصر الرجل إحصارا فهو محصر. فإن حبس في سجن أو دار قيل: قد حصر فهو محصور.
فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ أي فما تيسّر من الهدى وأمكن. والهدى ما أهدي إلى البيت. وأصله هديّ مشدد فخفف. وقد قرىء:

في صلح الحديبية وذلك أن رسول الله ﷺ لما صد عن البيت الحرام ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه القابل، فلما كان العام القابل تجهز هو وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي قريش بذلك وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام فأنزل الله ذلك.

صفحة رقم 71

حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ بالتشديد. واحده هديّة. ثم يخفف فيقال: هدية.
وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ هو من حلّ يحل، والمحلّ: الموضع الذي يحل به نحره.
فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ «١» أراد فحلق. فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ فحذف «فحلق» اختصارا، على ما بينت في «تأويل المشكل» أَوْ نُسُكٍ أي ذبح. يقال: نسكت لله، أي ذبحت له.
١٩٧- الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة.
فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ أي أحرم. فَلا رَفَثَ أي لا جماع.
وَلا فُسُوقَ أي لاسباب. وَلا جِدالَ أي لامراء.
١٩٨- لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ أي نفعا بالتجارة في حجّكم.
فَإِذا أَفَضْتُمْ أي دفعتم مِنْ عَرَفاتٍ.
١٩٩- ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ «٢» كانت قريش لا

(١)
أخرج البخاري قال: حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: سمعت عبد الله بن معقل قال: قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد يعني مسجد الكوفة فسألته عن فدية صيام فقال: حملت إلى النبي صلّى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال: ما كنت أرى أن الجهد قد بلغ بك هذا: أما تجد شاة قلت: لا قال: صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام وأحلق رأسك، فنزلت فيّ خاصة وهي لكم.
(٢) أخرج البخاري عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الخمس وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلّى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى:
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ.

صفحة رقم 72

تخرج من الحرم، وتقول: لسنا كسائر الناس، نحن أهل الله وقطّان حرمه:
فلا نخرج منه. وكان الناس يقفون خارج الحرم ويفيضون منه. فأمرهم الله أن يقفوا حيث يقف الناس: ويفيضوا من حيث أفاض الناس.
٢٠٠- فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ «١» كانوا في الجاهلية إذا فرغوا من حجهم ذكروا آباءهم بأحسن أفعالهم. فيقول أحدهم: كان أبي يقرى الضيف ويصل الرحم ويفعل كذا ويفعل كذا. قال الله عز وجل: فاذكروني كذكركم آباءكم أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً، فأنا فعلت ذلك بكم وبهم.
٢٠١- آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً أي نعمة. وقال في موضع آخر: إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ [سورة التوبة آية: ٥٠] أي نعمة.
٢٠٢- أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا أي لهم نصيب من حجهم بالثواب.
٢٠٣- وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ: أيام التّشريق «٢». والأيام المعلومات: عشر ذي الحجة.
٢٠٤- أَلَدُّ الْخِصامِ: أشدّهم خصومة. يقال: رجل ألدّ، بين اللّدد. وقوم لدّ. والخصام جمع خصم. ويجمع على فعول وفعال. يقال:
خصم وخصام وخصوم.
٢٠٥- وَإِذا تَوَلَّى أي فارقك. سَعى فِي الْأَرْضِ أي أسرع

(١) أخرج جرير عن مجاهد قال: كانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا عند الحجرة وذكروا آباءهم في الجهلية وفعال آبائهم فنزلت هذه الآية.
(٢) تشريق اللحم أي تقديره ومنه سميت أيام التشريق وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر لأن لحوم الأضاحي تشرق فيها أي تشرق في الشمس، وقيل: سميت بذلك لقولهم:
أشرق ثبير كيما نغير، وقيل سميت بذلك لأن الهدي لا ينحر حتى تشرق الشمس.
(انظر مختار الصحاح ص ٣٣٦).

صفحة رقم 73

فيها. لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ يعني الزرع وَالنَّسْلَ يريد الحيوان. أي يحرق ويقتل ويخرب.
٢٠٦- وَلَبِئْسَ الْمِهادُ أي الفراش. ومنه يقال:
مهّدت فلانا إذا وطّأت له. ومهد الصبيّ منه.
٢٠٧- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ «١» أي يبيعها. يقال: شربت الشيء، إذا بعته واشتريته. وهو من الأضداد.
٢٠٨- ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً «٢» الإسلام. وتقرأ في السّلم بفتح السين أيضا وأصل السّلم والسّلم الصلح. فإذا نصبت اللام فهو الاستسلام والانقياد. قال: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ [سوره النساء آية:
٩٤] أي استسلم وانقاد.
كَافَّةً أي جميعا.

(١)
أخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده وان أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال: أقبل صهيب مهاجرا إلى النبي صلّى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتقل ما في كنانته ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا، وأيم الله لا تصلون إليّ حتى أرمي كل سهم معي في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم دللتكم على ما لي بمكة وخليتم سبيلي قالوا: نعم، فلما قدم على النبي صلّى الله عليه وسلم المدينة قال: ربح البيع أبا يحيى ربح أبا يحيى ونزلت: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ.
وأخرج الحاكم في المستدرك نحوه من طريق ابن المسيب عن صهيب موصولا.
وأخرج أيضا نحوه من مرسل عكرمة، وأخرجه أيضا من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وفيه التصريح بنزول الآية، وقال صحيح على شرط مسلم. وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: نزلت في صهيب وأبي ذر وجندب بن السكن أحد أهل بدر.
(٢)
أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: قال عبد الله بن سلام وثعلبة وبان يامين وأسيد ابنا كعب وسعيد بن عمرو وقيس بن زيد كلهم من يهود: يا رسول الله يوم السبت يوم نعظمه فدعنا فلنسبت فيه، وإن التوراة كتاب الله فدعنا فلنقم بها الليل، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً... الآية.
[.....]

صفحة رقم 74
غريب القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينَوَريّ
تحقيق
سعيد اللحام
عدد الأجزاء
1
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية